المقابلة بين الطبيعة والثقافة:
لا بد أن نعتبر كافة الأمور التابعة بالمقابلة ما بين الطبيعة والثقافة، بأنها عبارة عن مجموعة من الاستعدادات ذات الطوابع الفطرية، تلك التي أوجدها الإنسان ما بين الطبيعة والثقافة على اعتبارها بأنها مجموعة من المعطيات المكتسبة، التي تدفع الفرد إلى عملية الاعتقاد التام بأن الثقافة والطبيعة أمران منفصلان تماماً، فسنقوم على توضيح مدى حقيقة العلاقة ما بين الطبيعة والثقافة.
الطبيعة والثقافة مندمجتان مع بعضهما البعض، تمثلان البيئة والمستقر الذي يتواجد بها الفرد ويستقر بشكل تام، وقد تم اعتبارهما على أنهما المحيط الذي يميل إليه الفرد، فلا يمكن لأي فرد في المجتمع من فرض أي تصور إلا من خلال التواجد في وسط طبيعي وآخر ثقافي أيضاً، ومن ناحية أخرى لا بد لنا أن ندرك مدى دور الثقافة والطبيعة للفرد من خلال توفير مجموعة من وسائل التكيف والقدرة على التلاؤم، ومجموعة من المنجزات الثقافية التي تم اعتبارها على أساس أنها مجموعة من الأدوات التي تستخدم لإكمال ما هو ناقص، والطبيعة تعمل على تزويد ومنح الفرد بمجموعة من وسائل وسبل التكيف التابعة للطبيعة كالقدرات العقلية وخاصتي التلذذ والتألم لاختبار المنافع والمضار.
لا بد لنا أيضاً من المعرفة التامة بعملية التأثير لكل من الطبيعة والثقافة على شخصية الفرد، فالعوامل الثقافية البسيطة تعمل على الكشف والتوضيح عن كافة عمليات التنوع لسلوكات الأفراد وملامحهم الفيزيولوجية بل وقدراتهم العقلية والطبيعية أيضاً.
الثقافة بالمفهوم العلمي:
ولكن لا بد لنا أن ندرك الثقافة بالمفهوم العلمي لها، ذلك لكونها تحتوي على جميع ما اكتسبه الفرد من البيئة الاجتماعية القائم بها، وبذلك تعتبر بهذا المفهوم مخالفة تماماً للمعنى الأساسي لها سواء تعلق الأمر بالطبيعة الخارجية للفرد، أو بالنسبة للطبيعة الإنسانية التي تمثل ما يحمله الفرد معه منذ الصغر وعليه فالطبيعة تمثل كل الأمور التي يتقبلها الفرد ويخضع لها من دون أي اختيار منه، ففي هذه الحالة لا مجال لإرادته في تغيير طبعه أو تعديل آليات الثقافة التي يتبعها، بينما مظاهر الثقافة في هذا الأمر توضح مجالات الإبداع والتطوير الثقافي، فلا وجود لأي ثقافة دون أية تحديثات عليها أي أنها لن تبقى جامدة وساكنة.