عنخ خبيروري نفرنفرو آتون كانت امرأة سادت كفرعون في نهاية عصر العمارنة خلال الأسرة الثامنة عشرة، والخلافة الملكية لهذه الفترة غير واضحة للغاية، ويذكر خلاصة مانيثو وهو مصدر تاريخي قديم كتب في مصر خلال القرن الثالث قبل الميلاد شخصية أكينكيرس التي كانت ابنة الملك، وحكمت مصر لمدة اثني عشر عامًا وشهرًا واحدًا، وأكدت هذه المعلومة اللقب النادر فاعلية لزوجها الذي استخدم للإشارة إليها في السجلات المصرية.
المصادر
يؤكد اللقب أنّ ملكة كانت ابنة ملك (من المحتمل أن يكون أخناتون) قد تولت السلطة كفرعون في نهاية عصر العمارنة، وربما يكون أكينكيرس أو (Achencheres) الشكل اليوناني لشيخها عنخ خبيرور كما جادل رولف كراوس ومارك غابولد سابقًا.
يضعها مانيثو مباشرة أمام راثوثي الذي حكم مصر لمدة تسع سنوات، ويجب أن يُساوى هذا الملك اللاحق مع توت عنخ آمون الذي يشهد عليه عدة سندات من جرة النبيذ الهيراطي للسنة العاشرة من قبره، وبالتالي تمتّع بفترة حكم لا تقل عن تسع سنوات كاملة، مع إزالة عقد زائف من الرقم الأصلي الذي يبلغ اثني عشر عامًا كانت نفرنفرو آتون قد حكمت مصر لمدة عامين وشهر واحد، وهو ما يتوافق جيدًا مع كتابات طويلة في السنة الثالثة تشهد عليها في مقبرة طيبة في بيري.
التخمين حول الهوية والجنس
لا تزال الهوية الدقيقة لهذه الفرعون التي كانت أنثى عنخ كبري غامضة، ومجموعة الأسماء الملكية المرتبطة بنفر نفر آتون هي عنخ خبيرور نفرنفرو آتون مع المؤنث (تي) وهي ملكة صعدت إلى عرش مصر، ومن المحتمل أنّها كانت إما ميريتاتن الوصي المشارك لسمنخار أو الزوجة الملكية العظيمة أو نفرنفرو آتون تاشريت، وربما الابنة الرابعة لإخناتون ونفرتيتي كما يقترح جيمس، وتم العثور على شبتي جنائزي لنفرتيتي في العمارنة في الثمانينيات وأظهر أنّ نفرتيتي ماتت ودُفنت كملكة أو زوجة الملك وليس كفرعون في حد ذاتها.
إذا كانت نفرنفرو آتون هي ميريتاتن فقد تكون الأخيرة قد خلفت شريكها في الحكم سيبكنفرو على العرش لمدة عامين، ويتفق العديد من علماء المصريات اليوم على أنّ هذه الحاكمة كانت امرأة مختلفة عن الملك الذكر عنخبيرور سمنخ كا رع بسبب اللقب الأنثوي الملكي المرتبط باسمها، وأحيانًا يتم استبدال لقب المطلوب من واينر (أي: أخناتون) في اسم نفرنفرو آتون بالمصطلح المؤنث (فعال لزوجها).
هذا يثبت أنّ نفرنفرو آتون كانت امرأة وليس الملك الذكر سمنخ كا رع الذي يعتقد أنّه تم العثور على مومياءه في (KV55)، ويُكتب اسم عرشها عنخ خبيرور أحيانًا بالصيغة المؤنثة عنخ خبيرور مع صيغة المؤنث في (-t)، وقد يشير هذا إلى أنّ عنخ خبيرور نفرنفرو آتون كانت ميريتات أي الزوجة والسلف المباشر لزوجها عنخ خبيروري سمنخ كا رع رغم أنّ هذا لا يزال بحاجة إلى إثبات.
مرشح آخر لهذه الحاكمة هي الأميرة نفرنفرو آتون تاشريت (أي نفرنفرو آتون جونيور)، وهي ابنة أخناتون وابنة نفرتيتي الرابعة التي تشترك في نفس اسم ميلاد هذا الملك، وتضيف لوحة مجزأة من تل العمارنة والمعروفة الآن باسم كوريجينسي ستيلا (Coregency Stela)، والمزيد من الأدلة بالإضافة إلى مزيد من الارتباك حول الوضع، وصورت اللوحة في الأصل ثلاثة شخصيات تم تحديدها باسم إخناتون ونفرتيتي ومريتاتن، ومع ذلك في وقت ما بعد صنع اللوحة تم نقش اسم نفرتيتي واستبداله بالاسم الملكي عنخ خبيروري نفرنفرو آتون، واستبدل اسم ميريتاتن باسم أخناتون وابنة نفرتيتي الثالثة عنخسن باتن.
لا يزال سبب إعادة تسمية شخصية نفرتيتي الأنثوية الواضحة باسم العرش موضع نقاش حتى يومنا هذا، كما هو سبب استبدال ميريتاتن بعنخس باتن، ويشير البعض إلى حقيقة أنّ رجلاً يُدعى سمينكار يظهر في السجل العام تقريبًا في نفس الوقت الذي اختفت فيه نفرتيتي، ولكن لا يزال يُصوَّر على أنّه يؤدي الطقوس المخصصة لوريث العرش في جنازة إخناتون مما يشير إلى أنّ سمينكار ونفرتيتي كانا متشابهين شخص.
ومع ذلك فقد ثبت باستمرار أنّ جثة الملك (KV55) العمارنة هي جثة شاب كان عمره بين ثمانية عشر إلى اثنين وعشرين عامًا عند وفاته، حيث هذا الحاكم هنا يمكن أن يكون فقط سمينكار الذي يشهد كملك في قبر (Meryre II) إلى جانب الملكة ميريتاتن.
يؤكد مصدر آخر أنّه بما أننا نعلم أنّ كلاً من إخناتون ثم سمنخ كا رع كانا فراعنة عندما حملت ميريتاتن لقب الزوجة الملكية العظيمة، فإنّ النظرية القائلة، بأنّ سمنخ كا رع كانت نفرتيتي لا يمكن الدفاع عنها؛ لأنّ سمنخ كا رع كان حاكماً ذكراً، وإذا أصبحت نفرتيتي فرعونًا لكانت بحاجة إلى شخص ما ليكون الزوجة الملكية العظيمة في المعبد والاحتفالات الرسمية إلى جانب الفرعون.
خلافة إشكالية
في حين أنّ هوية أكينكيرس كملكة مقبولة بشكل عام الآن في المجتمع المصري، فإنّ خلافة العمارنة لا تزال مشكلة، وبعض علماء المصريات بما في ذلك ايدان دودسون ينظر إليها على أنّها ميريتاتن زوجة سمينكار، وفي هذا التفسير كانت ميريتاتن قد نجحت في تولي العرش مثل نفرنفرو آتون مستخدمة جزء من ألقاب والدتها نفرنفرو آتون -نفرتيتي- بعد فترة حكم قصيرة من زوجها سمنخ كا رع، وهذا من شأنه أن يفسر موقفها قبل رثوثيس (أي توت عنخ آمون) في خلاصة مانيثو.
في المقابل يؤكد علماء آخرون أنّ الحاكمة نفرنفرو آتون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأخناتون، وفي هذه الحالة كانت ستصبح زوجة أخناتون ووصيًا على العرش قبل حكم مصر لمدة عامين، وجزء منها يندرج في الوصاية المشتركة مع السابق، وقبل أن يموت أو يتزوج سمينكار، وفي هذه الحالة كان من الممكن أن تتدخل نفرنفرو آتون فقط بين حكم أخناتون وسمنخ كا رع، والآثار المترتبة هنا هي أنّ سمنخ كا رع كان السلف المباشر لتوت عنخ آمون بدلاً من ذلك.
تم التصديق على سنة ملكية ثالثة في تل العمارنة على سفن لبعض البضائع التي لا يمكن أن تنتمي إلى أخناتون، الذي أسس فقط عاصمته الجديدة أختاتون في عامه الخامس في الحكم كما تكشف أقدم لوحة حدودية مؤرخة لهذه المدينة، ومن غير المؤكد ما إذا كان عنخ خبرو المذكور هنا سمنخ كا رع أو نفرنفرو آتون، حيث يختار هورنونغ الخيار الأول بناءً على وجهة النظر التقليدية القائلة بأنّ سمينكار قد خلف أخناتون مباشرة، وهو الأمر الذي يتنازع عليه العلماء الآخرون، ومع ذلك فإنّ تواريخ السنة الثالثة لهذا الفرعون تثبت أنّ أحد هذين الملكين قد تمتع بحكم كامل لمدة عامين في أختاتن.