في القرنين السادس عشر والسابع عشر ميلادي، وخلال فترة حكم أسرة آل هابسبورغ بلغت إسبانيا أقصى امتداد إمبراطوريتها، ففي أواخر القرن الثامن عشر ميلادي بلغت الإمبراطورية الإسبانية قمة ازدهارها ونشاطها.
حكم أسرة آل هابسبورغ لإسبانيا:
كان الملك كارلوس الأول أول ملك من عائلة هابسبورغ حكم الإمبراطورية الإسبانية، وقد كانت إسبانيا وقتها مسرح لصراعات العائلات الحاكمة، التي كانت تتصارع من أجل حكم الإمبراطورية الإسبانية، ومن ثم قام بحكمها “كارلوس الخامس” والذي كان له مستعمرات كثيرة ولم يكن يتفرغ لحكم إسبانيا، فقام بعدها بتقسيم الإمبراطورية إلى قسمين؛ القسم الأول فكان الإمبراطورية الرومانية والقسم الثاني كان إسبانيا ومستعمراتها والتي شملت هولندا والأمريكتين وأفريقيا، ومن ثم سلم ابنه “فيليب الثاني” الحكم في إسبانيا.
وقد نشأ صراع في المذاهب الدينية في أوروبا خلال فترة حكم الملك فيليب الثاني، إلا أن إسبانيا نجت من تلك الصراعات وبقيت محافظة على الديانة الكاثوليكية الرومانية، وفي عام 1566 ميلادي نشأت صراع بين المذاهب الدينية في هولندا وحصل على أثرها أعمال شغب في أوروبا، فعملت إسبانيا على ضبط النظام في أراضيها، إلا أن إسبانيا لم تستطيع ضبط الأمور؛ ممّا أدى إلى حدوث حرب الثمانون عاماً، وكما حاولت إسبانيا غزو إنجلترا، إلا أنها لم تنجح، وقد عملت تلك الحروب على استهلاك الطاقة المالية في إسبانيا.
وبالرغم من الكوارث التي تعرضت لها إسبانيا، إلا إنها استعادة قوتها من خلال اكتشافها مناجم الفضة في العالم الجديد وبسبب السمعة القوية لقواتها العسكرية البحرية أصبحت إسبانيا من أقوى الدول الأوروبية، ورغم ذلك عادت إسبانيا تعاني من المشاكل الإدارية والاقتصادية في المملكة التاريخية “قشتالة”، بالإضافة إلى ارتفاع معدل التضخم وتدني الدخل المحلي والحروب في أوروبا، وكل تلك الأمور عملت على ضعف الطاقة المالية في إسبانيا.
وفي عام 1609 ميلادي قام المسلمين بطرد قرابة النصف مليون من الحرفيين والمزارعين والصناعيين والفنيين الإسبان؛ ممّا عَمل ذلك على سوء الأوضاع الاقتصادية في إسبانيا، وكما تعرضت الموانئ والمدن البحرية في إسبانيا وإيطاليا لعدة هجمات من الأساطيل الإسلامية؛ ممّا أدى في سكانها إلى هجرة مدنهم وبشكل متكرر ومدة طويلة خوفاً من تلك الهجمات.