اقرأ في هذا المقال
- المنعطف الثقافي في نظرية حشد الموارد في الحركات الاجتماعية
- انتقاد الاختيار العقلاني في نظرية حشد الموارد في الحركات الاجتماعية
- الأطر في نظرية حشد الموارد في الحركات الاجتماعية عند ديفيد سنو
- الدمج بين نظرية حشد الموارد والتأطير في الحركات الاجتماعية
منذ بداية تشكّل نظرية حشد الموارد في الحركات الاجتماعية، كانت هناك انتقادات لعقلانيتها المفرطة والمنهجية الذرائعية للحركات الاجتماعية، والانتقاد الأكثر تكراراً يخص نموذج الفاعل الاجتماعي الذي بنيت على أساسه، لقد قيل إنه رؤية الأفراد يصرون بشكل مجرد على المصالح الشخصية المنطقية وتجاهل كيف أن الجهات الفاعلة دائماً ما تكون في موضع اجتماعي.
المنعطف الثقافي في نظرية حشد الموارد في الحركات الاجتماعية
إن الأفراد ليسوا منفصلين ومتضامنين بعلاقات ذرائعية مجردة، ولكن دائماً ما يكونون أعضاء للمجموعات والمجتمعات، من خلال المشاعر والمعتقدات والأفكار والقيم حول الهويات المشتركة والجماعية، كما انتقد أبير سكال نظرة أولسون للفرد كمعزول بشكل جوهري وذلك في أوائل وضع نظرية حشد الموارد، ولكن رغم ذلك فافتراضات أولسون عن الأفراد كانت مهيمنة على بحوث نظرية حشد الموارد.
انتقاد الاختيار العقلاني في نظرية حشد الموارد في الحركات الاجتماعية
هناك انتقاد يتعلق بافتراضات نظرية الاختيار العقلاني وهو تجاهل تصورات الجهات الفاعلة، هناك افتراض أن الفرد بطريقة ما يعرف على الفور ما يقع داخل أكثر اهتماماته الذاتية المنطقية، في الواقع إذا كانت المصالح الشخصية هي دائماً الحافز المهيمن في أس قرار فردي، وهي فرضية إما تكون مكررة على افتراض أن ما يقوم الفردية يصب في مصلحته العقلانية.
أو غير ذلك يشك على أنه متطرف فهذا يعتمد على حسابات التكاليف والمنافع والتي هي مؤسسة اجتماعياً بذاتها، من المنطقي أن تسعى لمساعٍ محددة فقط إذا كانت تلك المساعي ذات قيمة وأن القيمة ذاتها مؤسسة اجتماعية، إنه ليس شيئاً ما قرره فرد في عزلة.
في استجابة لتلك الانتقادات بشأن النموذج المتنافر الأجزاء والعقلاني بشكل مفرط حول الفرد حيث تم تحديد المنهج وافتراضه، فإن الذين يعملون داخل عرف نظرية حشد الموارد حاولوا تطوير تفسير أفضل للموضوعية والثقافة، العمل الأكثر تأثيراً في هذا الشأن هو عمل ديفيد سنو، بالتعاون مع العديد من الزملاء، فقد قاموا بدراسة أفكار إرفينج جوفمان للتأطير وذلك لتحليل كيفية تفاوض الجهات المؤثرة والفاعلة للمعاني وإلزام أنفسهم بالحركات الاجتماعي.
، كان يقصد بهذا العمل استكمال نظرية حشد الموارد من خلال تزويدها بأدوات لفهم كيفية اتخاذ الأفراد لقرارات يصعب للغاية حسابها من وجهة نظر منطقية وأيضاً إلى مدى أدنى لفهم العمل الذي قامت به الحركات الاجتماعية.
رغم ذلك فمحاولة دمج منهج بنائي اجتماعي مع الفردية المنهجية لنظرية الاختيار العقلاني فهي معضلة أكثر من افتراض واضعي نظرية حشد الموارد، فهم قريبون من الآثار الكاملة لفهم الثقافة التي اعتمدوها، والتي جذبت الانتباه فعلياً لتنمية المنهج داخل المنعطف الثقافي لعلم الاجتماع السياسي المعاصر.
الأطر في نظرية حشد الموارد في الحركات الاجتماعية عند ديفيد سنو
وفقاً لديفيد سنو وشركاء فكره، يعرف الفاعلون الاجتماعيون بأطر إضراباتهم، وصيغ الهويات الجماعية كما تخلق وتفسر وتحول الفرص ﻷجل إبراز الحركات الاجتماعية، وإن وضع الأمور في إطار يجدي نفعاً؛ ﻷنه يبسط العالم من خلال ترميز وتشكيل الأهداف، والمواقف والأحداث والخبرات وعواقب الإجراءات في بيئة الفرد الحاضرة وتصرفاته الماضية.
إن الأطر تمكنت من تفسير ما قد يكون بيانات شاملة معقدة، وانطباعات عابرة وأفكار غير مترابطة يعوزها التماسك، إن أطر الاجراءات الجماعية بالأخص التي تعمل على حشد أفراد الحركات الاجتماعية تجعل من الممكن حدوث فهم أعمق لبعض جوانب الظروف الاجتماعية للجماعة.
كما يمكن أن تعرفها على تلك الجوانب التي تتطلب اجراءات تصحيحية، وهذا ما أطلق عليه ديفيد سنو صفات التشخيص، أي صفات تشخيص المشكلة، كما تُعزي اللوم إلى الأفراد، والمجموعات أو الهياكل الاجتماعية، وكذلك أي سمات تكهنية معيبة، مرجحة كيف يمكن تحسين المشكلة، وترميز الأحداث والملاحظات، وتوضيح الخبرات في حزمة تشخيصية وأوصاف ذات معنى ﻷهداف الحشد.
متأثرين بآراء إرفينج جوفمان، فإن ديفيد سنو وشركاؤه يعتبرون أن الحشد يحدث بالتفاعل وجهاً لوجه، فيما يدعونه الحشد الجزئي، كما أنه بناءً على عمل سابق يهتم بالعمليات المختلفة للتجنيد في حركات اجتماعية مختلفة، وكذلك تضامن الحركات التي تدعم وتؤمن المشاركين، فإنهم يحددون الحشد في التفاعلات وجهاً لوجه في الحياة اليومية، تجند وتؤمن الحركات الاجتماعية الاتباع بربط التفسيرات الفردية بتلك الخاصة بالحركة في عملية مستمرة والتي أطلق عليها ديفيد سنو وآخرون محاذاة الإطار.
توجد أربع استراتيجيات لمحاذاة الإطار والتي تعتمد على مدى بعد الأفراد عن وجهة الحركة، إقامة جسر الإطار حيث من خلاله تترابط الأطر المتطابقة أيديولوجياً ولكنها غير متصلة هيكلياً، توسعة الإطار حيث يجري توضيح وتنشيط التفسيرات القائمة فعلياً، تمديد الإطار حيث يجري رسم أهداف الحركة كأمر متواصل مع القيم والمنافع للأتباع المحتملين، وتحويل الإطار حيث تضع الحركة مجموعة جديدة راديكاليا من الأفكار ويجب أن تعيد كلياً صياغة المفاهيم القديمة للمواضيع والمشكلات.
في ظل استمرار ديفيد سنو وزملائه في التركيز على فكرة الحشد الجزئي بقدر ما ينظرون للتأطير وإعادة التأطير كأمر تفاعلي، تحول انتباه ديفيد سنو وزملائه خلال السنوات الأخيرة إلى سياق أوسع، حيث تحشد الحركات الاجتماعية الموارد، للنظر داخل الأطر الأساسية التي من خلالها نشأت مجموعة من الحركات، هذا يمكنهم من اتخاذ نظرة أكثر تاريخية، فهم يتجادلون بقولهم إن استخدام هذا المفهوم يمكنهم من توضيح دوائر الاحتجاج الموثقة التي تصف أنشطة الحركات الاجتماعية الجديدة.
كما هو الشأن في أطر العمل الجماعي، فإن الأطر الأساسية هي أوضاع للتشكيل وللإسناد والترميز، ولكنها أكثر عالمية وأقل تحديداً للسياق، وهي تكون أقوى إذا قامت برفع دعاوي يتردد صداها مع أفكار ومعانٍ مركزية قائمة بالفعل بين السكان، وكذلك فهي تساهم في تصعيد وتكثيف الإجراءات الجماعية التي توصف تحسن دائرة الاحتجاج.
في الواقع يقول ديفيد سنو أنه بدون بناء إطار مبتكر فلن يكون هناك حشد شامل، بالمثل فإن تدهور الإطار الأساسي نتيجة لتغيرات في المناخ الثقافي السائد أو إزاحته بإطار رئيسي أكثر قوة، له تأثير هام على انحدار دائرة الاحتجاج.
الدمج بين نظرية حشد الموارد والتأطير في الحركات الاجتماعية
لقد حاولوا واضعو نظرية حشد الموارد الدمج بين منهج التأطير مع مفاهيم أكثر شيوعاً في العُرف، الفرص السياسية وهياكل الحشد، في تقديمهم لمجموعة مهمة من المقالات قصدت فقط القيام بذلك، يقول ماك آدم ومكارثي أنه من أجل الوصول إلى الفهم الكامل للحركات الاجتماعية فمن المهم تحليل العلاقات الديناميكية بين الفرص السياسية، وهياكل الحشد وعمليات التأطير لفحص كيفية تقريرها وتقيد إحدهما للأخرى لتشكيل أهداف وأنشطة الحركة، لفهم هذا التحليل بشكل أكبر، فإنهم يقترحون دراسة الحركات الاجتماعية عبر الزمن، عبر دورة نموها.
وإنهم يقولون بأن الظهور الأول للحركات هو في الأساس يعزى للتغيرات الاجتماعية والتي تجعل النظام الاجتماعي أكثر ضعفاً حيال التغير، رغم ذلك فإن الفرص السياسية التي تنشأ بهذه الطريقة هي فقط فرص بقدر ما هي معرفة كذلك من قبل مجموعة جهات فاعلة منظمة كفاية فعلياً للاستفادة من ميزة المداخل التي قد يقدمها النظام السياسي.