النظريات الاجتماعية التقليدية عند بلاكبورن في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


النظريات الاجتماعية التقليدية عند بلاكبورن في علم الاجتماع:

يرى بلاكبورن أن النظريات الاجتماعية التقليدية وعلم الاجتماع الأكاديمي بأسره تقدم تفسيراً وتبريراً للأوضاع الاجتماعية القائمة في الغرب، وأن هذه النظريات تتعمد استبعاد كل المفهومات النقدية، وتستخدم استخدامات سياسية، ومن أمثلة المفهومات النقدية التي تخلو منها النظرية الاجتماعية الغربية، الرأسمالية والاستغلال والتناقض والاغتراب والطبقة، وبدلاً من هذه المفهومات النقدية تستخدم هذه النظريات مفاهيم أخرى مثل المجتمع الصناعي مقابل الرأسمالي واللاتوازن المتبادل، مقابل الاستغلال والضرر الوظيفي مقابل التناقض.

وقد أوضح بلاكبورن الطابع الأيديولوجي للنظريات لموضوعات التنمية الاجتماعية والتغير الاجتماعي والثورة، فقد بين أن علماء الاجتماع يؤكدون مثلما فعل أرون وبارسونز، على أنه ليس هناك تناقض بين مصالح البلدان المتقدمة والبلدان المتخلفة، وذلك على الرغم مما تؤكده الأدلة من استغلال البلدان المتقدمة لدول العالم الثالث.

ومن جهة أخرى تعالج النظرية الاجتماعية الوظيفية موضوعات التكامل والنظام الاجتماعي والاستقرار الاجتماعي، وتهمل موضوع التغير وتحلل كل جزء من النسق الاجتماعي على أساس مدى إسهامه في المحافظة على الوضع القائم.

ويرى بلاكبورن أن ليس هناك فرق حقيقي بين النظرية الوظيفية أو نظرية التوازن من جهة، وما يسمى بنظريات الصراع من جهة أخرى، فكلاهما يسعيان إلى تحقيق التكامل وتجنب التناقضات، ويؤكد بلاكبورن على أن علم الاجتماع ليس لديه نظرية كافية عن التغير الاجتماعي والثورة ويدعو إلى ضرورة إقامة التحليل الاجتماعي للمجتمع على أساس النظرية الماركسية.

وعند بلاكبورن دعاوي أصحاب النظريات الاجتماعية في الولايات المتحدة وبريطانيا عن أن نظرياتهم موضوعية وغير منحازة، وبيّن كيف أم كل استنتاجاتهم عن البناء الاجتماعي، وخاصة فيما يتعلق بتوزيع القوة الاقتصادية أو الاجتماعية استنتاجات مضللة وتتعارض تماماً مع الأدلة الواقعية، وقدم الكثير من الأدلة على زيف ادعاء نظريات التوازن بأن مصادر التوتر والصراع الطبقي قد اختلف في المجتمع الرأسمالي الغربي الحديث.

وينتقد ألفن جولدنر أصحاب الاتجاهات الراديكالية على أساس أنه لم تتبلور لديهم بعد نظرية اجتماعية واضحة، فعلى الرغم من أنهم يتفقون على ضرورة وإحداث تغييرات جذرية في المجتمع فأنهم غير متفقين على النظرية الاجتماعية التي يمكن أن توجههم في إحداث هذه التغيرات، وأن المجتمع القديم يبقى على نفسه من خلال نظريات وأيديولوجيات تسيطر على عقول الناس وتجعلهم يخضعون له.


شارك المقالة: