هناك مجموعة من النظريات المفسّرة لاحتياجات ومشاكل كبار السنّ، ومن هذه النظريات، نظرية التواصل أو الإدماج، ونظرية الدّفاع، والنَّظرية الاجتماعية، ونظرية التَّداخل الرَّمزي.
نظرية التواصل أو الإدماج لكبار السن
وتفسّر أنَّهُ وأثناء عملية النموّ إلى مرحلة الرشد فالفرد يكتسب تدريجياً مجموعات كبيرة من العادات والميول والالتزامات تعبّر عن المكونات الشخصية، ومع استمرار نموّه فإنَّهُ يكون أكثر ميلاً نحو الإبقاء على تواصل نشاطاته وأكثر حرصاً عليها. ومن ثمَّ يواجه فقدان فعاليته ويتغلَّب عليها بإدماج أنشطته وتعزيزها بإعادة توزيع التزاماته بين تلك التي تبقَّت منهُ.
نظرية الدفاع عند كبار السن
وتتأثر هذه النظرية بالجماعة المرجعية، حيث يطالب المسنين بتقديم أدوار مقارنة بالشباب، ونتيجة لعدم قدرتهم على ذلك يلجؤون للدِّفاع عن أنفسهم بمهاجمة الشباب على تصرفاتهم وأفكارهم كوسيلة دفاعية عن قرارتهم الضعيفة وبالتَّالي تركّز هذه النظرية على العلاقة بين مقاومة الأداء وعدم القدرة.
ومن المُمكن تفسير اتّجاهات النَّظريات السَّابقة في أنَّها تحاول أن تُفسّر لنا المُسنين خارج دائرة الفعل المجتمعي، كما تفسّر أيضاً ظهور الاعتمادية على الآخرين بسبب فقدان القوّة.
النظرية الاجتماعية عند كبار السن
وتحلّل هذه النظرية أدوار المسنين داخل الأسرة باعتبارها تضم أعداداً كبيرة يمكن من خلالها اختبار حقيقة أن الإنسان ميّال بنفسهِ إلى الاجتماع بالآخرين، وهناك أسر تتميّز بطول العمر، وبالتالي يمكن توضيح العلاقة بين ديناميات الشيخوخة والدور الاجتماعي الأسري للمُسنين.
نظرية التداخل الرمزي
وتعني إعطاء مفهوم لما نقوم به وما نملكه من علاقات متداخلة مع الآخرين وتعتبر المشاركة تدخل رمزي، ويلعب اللاعبون دورهم باعتبار أنها أدوارمُفضلة لديهم، ولا يحدث تداخل بين هذه الأدوار وبين اللاعبين بحيث تحمل لكلِّ لاعب السعادة الخاصة به.
مشكلات واحتياجات المسنين: تحليل متعدد الأبعاد
تعد فهم مشكلات واحتياجات المسنين أمرًا أساسيًا لضمان توفير الرعاية الشاملة والفعّالة لهم. تتأثر هذه المشكلات والاحتياجات بعوامل متنوعة تشمل الصحة، والاقتصاد، والاجتماع، والنفسية. تقدم النظريات المفسرة لمشكلات واحتياجات المسنين إطارًا لتفسير وتحليل هذه الديناميات المعقدة. إليك نظرة على بعض هذه النظريات:
1. نظرية النمو والتطور الحيوي: تركز هذه النظرية على التغيرات الحيوية والفسيولوجية التي يخضع لها الإنسان مع تقدمه في العمر. تسلط على التأثيرات الطبيعية للشيخوخة على صحة المسن وتحديات الوظائف البيولوجية والفسيولوجية.
2. نظرية الاقتصاد السلوكي: تتناول هذه النظرية الاحتياجات المالية والاقتصادية للمسنين. تشير إلى أهمية توفير الدعم المالي والتأمين الصحي وكيف يؤثر ضعف الدخل أو التقاعد على جودة حياتهم ورعايتهم الطبية.
3. نظرية الاجتماع والتفاعل: تركز على الجوانب الاجتماعية لحياة المسنين، مثل العلاقات الاجتماعية، والشبكات الاجتماعية، ودورهم في المجتمع. تسلط على كيفية تأثير التواصل الاجتماعي والدعم الاجتماعي على رفاه المسنين.
4. نظرية النمو الشخصي: تعتبر منظورًا نفسيًا يركز على التطور الشخصي والنضج النفسي للفرد مع التقدم في العمر. تتعامل مع التحديات النفسية والاحتياجات النفسية للمسنين، وكيفية تأثير التغيرات النفسية على سلوكهم ورفاهيتهم العامة.
5. نظرية التكنولوجيا والابتكار: تتطرق إلى كيفية تأثير التكنولوجيا على حياة المسنين وكيف يمكن استخدام التقنيات الحديثة لتلبية احتياجاتهم، سواء كان ذلك في مجال الرعاية الصحية أو التواصل الاجتماعي.
6. نظرية الاندماج الاجتماعي: تعتبر هذه النظرية أن الاندماج الاجتماعي والمشاركة المجتمعية تلعب دورًا هامًا في صحة المسنين ورفاهيتهم. تشدد على أهمية الاحتفاظ بالتواصل مع المجتمع والمساهمة فيه.
توضح هذه النظريات المفسرة أن مشكلات واحتياجات المسنين تتأثر بعوامل متعددة ومتراكبة. يساهم فهم هذه الديناميات في تطوير استراتيجيات فعّالة لتلبية احتياجاتهم وتحسين جودة حياتهم في المرحلة المتقدمة من العمر.