النظرية العامة في تطور الفكر السوسيولوجي في علم الاجتماع:
هناك اتجاه يدخل تحت النموذج التطوري يطلق عليه جوليان ستيوارت النظرية لعامة للتطور، ويرفض أنصار هذا الاتجاه القول بأن كافة المجتمعات تمر بالضرورة خلال نفس المدة المحددة للتطور، ولكنهم يرون أن ثقافة الجنس البشري ككل سارت خلال خط محدد، وحاول بعض الباحثين تحديد المبادئ العامة لتلك المسيرة، حيث ذهبوا إلى أن الجنس البشري يتقدم من العيش داخل جماعات صغيرة إلى الانخراط داخل جماعات كبيرة، أو من البساطة إلى التعقيد، أو من التجانس إلى التباين.
وقد استطاع لزي هويت الأنثروبولوجي الأمريكي أن يتناول هذا المفهوم بالتحليل أثناء دراسته لعلم الثقافة حيث أوضح أن التكنولوجيا وكمية الطاقة المستخدمة وأسلوب استخدامها هي التي تحدد شكل ومضمون الثقافة والمجتمع.
ويؤيد ذلك الباحث أن تطور الثقافة لم يكن تطوراً مستوياً، ولكنه تطوراً مصاحباً للتغيرات الكبرى في ظهور وفي استخدام الطاقة، فبعد قيام الثورة الزراعية التي قامت عليها الحضارة العظيمة في العالم القديم جاءت فترة طويلة نسبياً من الركود حتى ظهر ما يطلق عليه عصر الوقود.
مراحل تطور المجتمعات:
وعلى الرغم من أن هذه النظرية تتبنى وجود خط واضح للتقدم الإنساني بوجه عام، إلا أنها لا تذهب إلى أنه يتحتم على كل مجتمع أن يمر خلال كافة أو أغلب مراحل التطور، فهناك مجتمعات كثيرة يمكن أن تختصر من هذه المراحل نتيجة انتشار التقدم التكنولوجي والاحتكاك الثقافي بمجتمعات أكثر تقدماً، وهذا يعني أنه من الممكن المجتمعات المختلفة اليوم أن تحدث قفزة ثقافية أو أن تتجاوز العديد من المراحل التي مرت بها الدول المتقدمة، لتدخل مباشرة في عصر الطاقة النووية أو في عصر الكهرباء.
ويشترك بعض أنصار هذا الاتجاه مع أنصار فكرة التطور في خط مستقيم، من حيث تصور هدف معين يسعى هذا التطور إلى تحقيقه، ومثال هذا أن هوايت يتصور أن الإنسانية سوف تحقق في المستقبل مستويات أعلى من التكامل، كما أنه سوف يحدث مزيد من التركيز على القوة والضبط السياسي.
كذلك فإنه يتوقع تكوين تنظيم سياسي موحد يضم الجنس البشري الذي يسكن هذه الكواكب، كذلك فقد تبنى وليم أجبرن، آراء مماثلة إلى حد كبير حيث أكد دور الاختراع في حدوث التحولات الاجتماعية، وقد تعرض معدل نمو الثقافة وأوضح أنه مع تزايد معدل التراكم الثقافي تتزايد معدلات التحوّل التقدمي للثقافة.
فبينما كانت التغيرات تقاس في العصر الحجري القديم بمئات الآلاف السنسن، فإنها أصبحت تقاس في العصور الجديدة بعشرات السنين فقط، وأشار أجبرن إلى أن روبرت لوى، استطاع أن يعبر عن معدلات التراكم والتغير الثقافي تعبيراً جيداً.