النظرية والبحث عند تونيز في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


النظرية والبحث عند تونيز في علم الاجتماع:

حظي كتاب المجتمع المحلي والمجتمع العام بشهرة واسعة في ألمانيا، ولكنه لم يحظ بمثل هذه الشهرة والتقدير في أمريكا، ذلك أن علماء الاجتماع الأمريكيين لا يهتمون كثيراً بما يسمى علم الاجتماع النظري، ومع ذلك فقد اعتقد تونيز في إمكان التوصل إلى مناهج للبحث في العلوم الاجتماعية، ولم ينظر إلى النظرية باعتبارها غاية في حد ذاتها، أو مشتقة أو منفصلة عن البحث الاجتماعي، فهو يميز بين ثلاثة فروع لعلم الاجتماع لكل منها جوانبه المعرفية وطرقه البحثية:

  • علم الاجتماع النظري.
  • علم الاجتماع التطبيقي.
  • علم الاجتماع الامبيريقي أو السوسيوجرافيا.

وفكرة علم الاجتماع النظري تتفق تقريباً مع فكرة علم الاجتماع العام الذي نعرفه في الوقت الحاضر، وموضوع هذا العلم هو دراسة الكليات الاجتماعية المجردة الثابتة، وهي تتكون من العلاقات الاجتماعية، والجماعات أو التنظيمات الاجتماعية، ويتكون هذا العلم من نسق من المفاهيم وهي وسائل ضرورية لوصف وفهم الظواهر الاجتماعية الواقعية.

أما علم الاجتماع التطبيقي فهو يهتم بتطبيق مفاهيم علم الاجتماع النظري في تحليل وتفسير المجتمعات التاريخية الواقعية، والعمليات الاجتماعية للتطور، ويتضح من هذا أن المعنى الأصلي لعلم الاجتماع هو أنه فلسفة علمية للتاريخ، كما كان يدركه أوجست كونت، والاختلاف بين علم الاجتماع النظري وعلم الاجتماع التطبيقي هو أمر مساوً للاختلاف بين النظرية الاستاتيكية والنظرية الديناميكية عن المجتمع، وأبعد من هذا فإن هذا الاختلاف يرجع إلى الاختلاف بين المنهج التجريدي والمنهج الاستلالالي، ففي علم الاجتماع التطبيقي ينبغي جمع المعلومات الإمبيريقية وتنظيمها وتفسيرها تبعاً لمبدأ التطور العام من المجتمع المحلي إلى المجتمع العام.

وأخيراً فإن الدراسة السوسيوجرافية للظروف والعمليات الاجتماعية الحالية، أو ما يسمى علم الاجتماع الإمبيريقي، فيستخدم الطرق الاستقرائية أو الإمبيريقية، ﻷن كل البيانات المطلوبة في هذا المجال إما أنها موجودة، وإما أنه يمكن الحصول عليها.

فالدراسات الإمبيريقية تستخدم مفاهيم علم الاجتماع النظري من أجل اختبار الحقائق وتنظيمها، ويتفق هذا المفهوم للسوسيرجرافيا مع النموذج الحديث للمسوح الاجتماعية، والدراسات الايكولوجية المنتشرة في أمريكا والتي تقوم على الدراسة العلمية للحقائق السوسيولوجية كما تبدو في المجتمعات المحلية، أو الجماعات الواقعية الملموسة، وهكذا يتضح أن فكر فرديناند تونيز كان فكراً خصباً أثرى نظرية علم الاجتماع.


شارك المقالة: