النماذج النظرية المبكرة للعلاقة بين الطقس والجريمة

اقرأ في هذا المقال


هناك العديد من التفسيرات المبكرة والنظريات التي تحاول تفسير سبب قرار الفرد بخرق القانون وارتكاب الجريمة، حيث إنّ معرفة كيف يلعب الطقس في قرار الفرد بارتكاب جريمة يمكن أن يختبر جوانب هذه النظريات، وتم التحقيق في العلاقة بين الطقس والجريمة على نطاق واسع في الأدبيات السابقة، ولقد وجدت الدراسات إلى حد كبير أنّ مستويات الجريمة تميل إلى الزيادة مع ارتفاع درجة الحرارة، وحصلت الأوراق التي تبحث في كيفية تأثير هطول الأمطار على الجريمة على نتائج مختلطة حيث وجد البعض علاقة سلبية بينما لم يجد البعض الآخر أي دليل على أي صلة، ولكن أولًا لا بد من المعرفة معنى الطقس والمناخ والموسم.

كيف يتم الحد من وقوع الجريمة

  • يمكن أن يساعد مسؤولي إنفاذ القانون على تخصيص الموارد بشكل أكثر كفاءة، فإذا كان من المرجح أن تحدث الجريمة في درجات الحرارة المرتفعة يمكن وضع المزيد من رجال الشرطة في الخدمة في المناطق الأكثر دفئًا وأثناء فترات الطقس الدافئ.
  • يمكن لواضعي السياسات استخدام العلاقة بين الجريمة والطقس للمساعدة في وضع قوانين جديدة وسياسات لردع الجريمة، فإذا تم ارتكاب المزيد من جرائم الممتلكات في الطقس الدافئ، فقد يرغب صانعو السياسات في إعطاء حوافز للسكان لمشاهدة منازلهم بمزيد من اليقظة عندما تكون درجات الحرارة أعلى من المتوسط.
  • يمكن أن يساعد فحص الآليات التي يؤثر بها الطقس على الجريمة الباحثين على فهم عملية صنع القرار البشري بشكل أفضل.

تفسيرات مبكرة لعلاقة الجريمة بالطقس

اعتقد المفسرين الأوائل أنّ الطقس كان له تأثير على التكوين البيولوجي والنفسي للأفراد وبالتالي على الثقافات، حيث أنّ المناخ المعتدل يصنع الشخصيات المعتدلة، بينما المناخات الأكثر سخونة تجعل الشخصيات أكثر عدوانية، وبشكل مميز جادلوا بأنّ الأيام الحارة والمواسم الحارة والمناخات الحارة تؤثر على الأفراد بشكل مباشر، مما يجعلهم أقل قدرة على التحكم في مثبطاتهم وأكثر عرضة للسلوك الاندفاعي والعدواني في كثير من الأحيان، والمجتمع إذن يعكس فقط تلك التأثيرات الفردية.

الجريمة والقانون الحراري للانحراف السلوكي

خلال ولادة العلوم الاجتماعية الحديثة في القرن التاسع عشر صاغ الإحصائي البلجيكي أدولف كويتيليت القانون الحراري للانحراف، والذي ينص على أنّ الجرائم ضد الأشخاص أكثر شيوعًا في المناخات والمواسم الأكثر سخونة، في حين أنّ الجرائم ضد الملكية أكثر شيوعًا في المناخات الأكثر برودة ومواسم، وخلال الفترة المتبقية من ذلك القرن وحتى القرن العشرين أيد العديد من علماء الجريمة الأوائل من سيزار لومبروسو وإنريكو فيري إلى جوستاف أشافنبورغ هذا القانون الحراري.

في الولايات المتحدة على سبيل المثال ألقى بعض الباحثين باللوم على الحرارة الزائدة في تحفيز المشاعر وزيادة التهيج وتقليل مستويات التثبيط الاجتماعي، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في دوافع الفرد، وجادلوا بأنّ كل هذه العوامل أدت إلى رفع معدلات القتل في المناطق الجنوبية للولايات المتحدة الأكثر سخونة، وتم نقل هذا إلى الحتمية المناخية العنصرية التي جادلت بأنّ السود الذين يتتبعون أسلافهم إلى المناطق الحارة في إفريقيا، ولديهم ميل وراثي إلى العدوان وانخفاض التحكم في الانفعالات المستمدة من هذا المناخ مما أدى إلى ارتفاع معدلات القتل بين الأمريكيين من أصل أفريقي

كما ظهر أيضًا أنّه في أي مناخ ستظهر الثقافات الفرعية المختلفة في السكان مستويات مختلفة من العدوان، كما أنّ النشاط الاجتماعي المؤطر ثقافيًا للأشخاص الذين يعيشون في هذا المناخ ليس هو الذي يعزز أو يمنع العدوان، وفي دراسة الموسمية استخدم دوركهايم بيانات عن أوروبا من معظم القرن التاسع عشر والتي تشير في الواقع إلى معدلات قتل ومعدلات انتحار أعلى في الصيف.

ومع ذلك بعد تحليل تلك البيانات تم التوصل إلى أنّ الحرارة في حد ذاتها هي التي تحدث تغيرات في الفرد، وهي التي تدفعه إلى ارتكاب جريمة قتل أو انتحار، وإنّه بدلاً من ذلك تحدث معدلات حالات الوفاة المبكرة أو الطوعية خلال فصل الصيف لأنّه خلال هذا الموسم تكون الحياة الاجتماعية أكثر نشاطًا وتكون التفاعلات الاجتماعية أكثر كثافة، ومن خلال ملاحظة ذلك كان من بين أول من أدرك أنّ تأثير الطقس بما في ذلك الآثار الموسمية أو المناخية، وكان غير مباشر مما أدى إلى تغييرات في التفاعلات الاجتماعية مما أدى بعد ذلك إلى تغيير مستويات الجريمة والانتحار.


شارك المقالة: