النمسا في ظل حكم الملك رودولف الثاني

اقرأ في هذا المقال


حكم الملك رودولف الثاني للنمسا

يعتبر الملك رودولف الثاني من أكثر الملوك الذين حكموا عدة إمبراطوريات ودول، حيث أنّه حكم الإمبراطورية الرومانية المقدسة وألمانيا وكرواتيا والنمسا والمجر، بالإضافة إلى حكمه مملكة بوهيميا، وتمت ولادته في النمسا ومن أم إسبانية، وكانت بداية نشأته وحياته في مدينة مدريد في القصور الملكية في إسبانيا، وعند قدومه إلى النمسا لاحظ والده بأنّ صفاته تختلف عن صفات البلاط الملكي النمساوي.

بداية حكم الملك رودولف الثاني للنمسا

تعتبر شخصية الملك رودولف الثاني مختلفة عن شخصيات باقي الحكام الذين حكموا النمسا، فقد عُرف عنه انطوائية وعدم حبه للمشاركة في أعمال الدولة، وكانت الأعمال العلمية من أكبر اهتماماته وكما قام برفض عروض الزواج التي تم طرحها عليه من قِبل ملكات أوروبا.

عند بداية توليه الحكم لم تكن عملية خوض الحروب والعمل على توسعة المستعمرات النمساوية من أهم أعماله، انتقده الكثير بسبب اهتمامه بالفنون والسحر والابتعاد عن إدارة النمسا، بينما رأى آخرون بأنّه يستخدم السحر لتوسعة الإمبراطورية وجعلها دولة مسيحية موحدة، حيث كانت تعاني النمسا في تلك الفترة من صراعات سياسية ودينية، وكان يعمل بشكل سري لإعادة عملية توحيدها.

على الرّغم من نشأة رودولف الثاني في القصر الإسباني والذي كان يتبع الديانة الكاثوليكية، إلا أنّه كان متسامجاً مع باقي الديانات، فلم يكن مهتماً لطقوس الكاثوليك كثيراً، وأعلن لا بد من توحيد الديانات لتعيش النمسا في استقرار، الأمر الذي أغضب الكثير وهددوا بقدوم حرب أهلية.

خلال فترة حكمه خاضت النمسا الحروب مع الإمبراطورية العثمانية وتم الطلب منه الدخول في مفاوضات مع العثمانيين، لكنّه رفض وتم المطالبة بتنحيه عن حكم النمسا والمجر وإدخال النمسا في سلام بدلاً من الحروب، رفض التنحي عن الحكم فقد كان يريد توحيد الدولة المسيحية وخوض الحروب الصليبية.

في ذلك الوقت كان مطالب مسيحي بوهيميا تزداد بالحصول على المزيد من الحريات، وطلب منهم الوقوف إلى جانبه وعند رفضهم أمر جنوده بجمعهم، لم يستمر حكمه طويلاً فسرعان ما تم تجريده من الحكم، على الرغم من طريقة حكم رودولف الثاني الغربية، إلا أنّه استطاع بأنّ النمسا وخاصة مدينة فيينا من أكثر المدن الفنية والجمالية في أوروبا.


شارك المقالة: