النموذج المعرفي السيميائي لتمثيل المعرفة

اقرأ في هذا المقال


تشير دراسة النموذج المعرفي السيميائي لتمثيل المعرفة إلى مهمة السيميائية في التعريف عن العلامات الغامضة وجعلها أكثر تحديدًا، ومن خلال هذه النماذج يمكن تصور علم يحتوي على مجال تجريبي.

النموذج المعرفي السيميائي لتمثيل المعرفة

الأرضية السيميائية للنموذج المعرفي السيميائي لتمثيل المعرفة يمكن أن يشكل علمًا يحتوي صراحةً على مجال تجريبي، والذي يُدخل ضمن تعريفه ذاته للإشارة والمفهوم الضمني لكائن حقيقي، مع جرد شامل لأشكال الإشارات، ودون علم بما يريد تمثيله، وهو أشكال حقيقية.

ويجب أن يتفاعل بناء السيميائية مع أشكال الكائن إذا لم يكن هناك سبب آخر سوى ظهوره عن طريق الوجود الظاهراتي للعالم، وبالتأكيد يجب أن يكون هناك ملف الذهاب من الخبرة، بحيث يمكن أن تظهر مجموعة الأشكال الدالّة.

وإذا تم الاعترف بأن هذه هي الطريقة التي من خلالها تبني السيميائية نفسها لتحقيق دورها التوجيهي، ويجب أن يتم تجاهل أساسه التجاوزي، حيث لم يقر تشارلز بيرس حتى أن الرياضيات المستقلة تمامًا عن الظواهر، لها دستور متعالي.

وعلى الرغم من تصوره كبناء، لكن التناظر القاطع بين الذات والموضوع، يُفهم على إنه نماذج للمعرفة، وتم بالفعل أن تكون سابقة لأنماط كون في الفينومينولوجيا الواقعية الموجودة في شكل ناشئ، حيث تتخلل النموذج المعرفي السيميائي لتمثيل المعرفة بشكل غير مختلف العوالم الخارجية والداخلية عن طريق تضخيم مفهوم التجربة.

ومن خلال جعلها تشمل هذه العوالم لابد من الاعتراف بأن التجربة هي المصدر الوحيد لأي نوع من المعرفة، فأن منحها دفعة واحدة بشرط ذلك فقط من خلال الخبرة والتاريخ الشخصي والحياة، لكن إذا تم الأعترف أن التجربة الداخلية ليست شيئًا يسأل ما لا يمكن منحه.

وتتمتع السيميائية بدعم علم الجمال والأخلاق، مما يتطلب منها ألا تنظر فقط في أشكال تمثيل تجارب الأولى، التي توجد مادتها الظاهراتية في مشاعر، ولكن أيضاً إجراء كتعبير عن القيم في مجال العقل العملي.

حيث ممارسة الإرادة تم إحداثه أثناء امتلاك لغة للتعبير المتأصل في الفكر، ويجب على السيميائية القبض على المعنى المتأصل بدوره في المشاعر والسلوك، ولا يوجد أساس للمعنى في اللغة بخلاف ترجمتها القائمة على الهدف في الأشكال العالمية، حيث تتجسد المعرفة، وبالتالي هناك إمكانية للاتصال بها، وفي هذا الصدد يكون تشارلز بيرس صريحًا عندما يقول جوهر الرأي الواقعي هو إنه شيء يجب أن يتم تمثيله وشيء آخر يتم تمثيله.

إذن يجب أن تتدفق السمييات في ظل وجهة نظر واقعية، خارج حدود الكون الإشاري بين الذات وتوفيرها، ومع ذلك لها قبض على من المعاني الطبيعية، وهو الموقف الذي ينطوي على الاعتراف بعدم وجود أشياء معينة فقط فيما يتعلق بالتمثيلات.

ولكن أيضًا للأشكال العامة التي بموجبها تصبح تلك الأشياء مسألة خبرة ولكن في الأساس الإدراكي، وفي ظل هذا الجانب يجب أن يتم ملاحظة أن توسيع مفهوم التجربة في تشارلز بيرس لا يقتصر فقط على اللامبالاة القاطعة بين العالمين الداخلي والخارجي، بل يرتبط أيضًا بتوسط الأشياء، أي تلك التي تكشف فقط عن كيانها الفينومينولوجي في الوقت المناسب.

وربما تكون هذه واحدة من أكثر النقاط تعقيدًا، ومن ناحية النموذج المعرفي السيميائي لتمثيل المعرفة في تاريخ الفلسفة إذا كان الوقت يمتلك فقط البعد الذاتي الذي يضفي الموضوعية على العالم، فإن كل الوساطة تنبع من الذاتية.

وبالتالي من واقعية السير كونتينوا سيكون غير مقبول بأي شكل من الأشكال الاسمية على الإطلاق، وبشكل عام نموذجه يرتكز على القبول الحصري للتجارب المباشرة التي تصبح علاقاتها الوسيطة افتراضًا منطقيًا وعلمانيًا، ولكنها في الواقع ليست أكثر من وهم نفسي.

وعلى الرغم من اقتراح حل لهذه الذرية الهيومية، إلا أن السير كانط لا يصادق على الوساطة باعتبارها شكل حاضر في التجربة، وله زمانيته الخاصة، وبالتالي يجب أن توفر الذاتية شكل الوساطة، لتصبح بالتالي شرطًا لكل التفاهم.

وهذا في الواقع يبدو إنه درس السير كانط العظيم أي الفهم، وبالتالي كل الاحتمالات المعرفية لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال السببية والتي دون المساس بهذا المبدأ، يمكن استبدالها بهياكل تمتلك نمط، والارتقاء بمفهوم السببية إلى مفهوم الارتباط بين المتغيرات، يمكن أن تكون المشكلة.

وليس هناك شك في أن القدرة المعرفية تكتسب شرط الإمكانية على العلامات التي تشكل نمط، ومع ذلك يجب على المرء أن يعترف بالأصل من هذا النمط، وإذا كان يحدث حصريًا في اللغة فإن التناظر الفئوي المعلن في فلسفة تشارلز بيرس ينكسر.

ومن خلال الاعتراف بمثل هذا التناظر، فإن المرء بالتالي يعترف بالواقعية، ومن المثير للاهتمام ملاحظة أن السيميائية لا يمكن حصرها في العلامات المكونة فقط من خلال الأنماط، وبعبارة أخرى من خلال علامات الثلث.

وبالتالي يتم تقييدها بالرموز والعلامات التي في اللغة، تحمل المفاهيم والتعرف، ويجب الاعتراف بالطيف الواسع لعالم الخبرة الذي كشفته الظواهر في أشكال رمزية، وفي الواقع إنها ذات طبيعة طبيعية بالفعل، ويجب أن تُنسب إليه الأسماء وفئات العلامات.

مهمة السيميائية

وفي مهمة السيميائية هذه يجب على المرء أن يتعرف على العلامات التي تحدد من الأكثر غموضًا بشكل غير محدد إلى الأكثر تحديدًا، ومن تلك التي يتم إدخالها على الفور في اللغة إلى تلك التي بالكاد يمكن نطقها، وفي هذه المهمة يجب أن تكون السيميائية منفتحة على كل ما قد يدل على ذلك والذي بطريقة ما، ويمكن أن يكون أكثر بكثير مما تقيده اللغة.

ويؤكد صراحة أن صحة الاستقراء تعتمد على العلاقة الضرورية بين العام والمفرد، وهذا هو بالضبط دعم النموذج المعرفي السيميائي لتمثيل المعرفة، ومع ذلك فإن مسألة الظهور العام على أنها خاصة، على الرغم من أنها قد ترضي مفاهيم أخرى للسيميائية.

ويجب أن تلبي هذه النقطة شرط انعكاساتها، لذلك من خلال فهم الجانب الخارجي للمفهوم على إنه الفعل الذي يهيئ له الحدوث، يجب ألا يصبح هذا غاية في حد ذاته، بل يجب أن يكون مرحلة يرى فيها الفكر نفسه على إنه وجودي وضروري.

ويعود إلى شكله الأصلي كعملية تحليل رجعي مستمدة من هذا التفاعل بين المجالين النظري والعملي، والسيميائية هي عقيدة صحيحة فقط بقدر ما يتم الاعتراف بأن الفعل المادي هو قشرة أفكار جوهرية لكن نهاية الفكر هي العمل فقط بقدر ما تكون نهاية العمل فكرة أخرى.

وبالتالي تتطلب السيميائية البيرسية نوعًا من الحوار بين الفكر والفعل، وتكون فيه الغاية النهائية معرفية وعامة بشكل بارز، والتي يجب أن ينعكس نموها في السلوك، وهناك إذا جاز التعبير اتصال فعال بين العالمين الخارجي والداخلي حيث يوجد الكون الدال على مجال المنطق ولا يقتصر فقط على الافتراض اللغوي في المجمل والمعياري، بل بالأحرى إلى كل الوقائع التي يتم رسمها من خلال الفعل.


شارك المقالة: