هل استعاد الفرس العراق في معركة القادسية؟
بعد أن غادر خالد بن الوليد العراق إلى سوريا، ظلت سواد، المنطقة الخصبة بين الفرات ودجلة، غير مستقرة في بعض الأحيان يسيطر الفرس وأحيانًا المسلمون استمر هذا الصراع “المتبادل” حتى عزز الإمبراطور يازديغرد الثالث قوته وسعى إلى التحالف مع هرقل عام (635) في محاولة للتحضير لهجوم مضاد ضخم.
زوج هرقل ابنته إلى يازديغرد الثالث، وفقًا للتقاليد الرومانيّة لإبرام تحالف فإنّ التحالف لا يجوز إلّا إذا كان هناك صلة دم بين الطرفين، ثم أعد هرقل لهجوم كبير في بلاد الشام.
في غضون ذلك، أمر يازديغرد بتركيز الجيوش الضخمة لاستعادة العراق إلى الأبد كان من المفترض أنّ يكون هذا هجومًا منسقًا جيدًا من قبل كل من الأباطرة للقضاء على قوة عدوهم المشترك، وهو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
عندما شنّ هرقل هجومه في مايو (636)، لم يتمكن يازديغرد من التنسيق في الوقت المحدد لذلك لم يتم تنفيذ الخطة كما هو مخطط لها في غضون ذلك، يُقال أنّ الخليفة عمر كان على علم بهذا التحالف وابتكر خطته الخاصة لمواجهة ذلك.
أراد إنهاء البيزنطيين أولًا، ثم التعامل لاحقًا مع الفرس بشكل منفصل وبناءً عليه، أرسل (6000) جندي كتعزيزات إلى جيشه في اليرموك الذين كانوا يواجهون الجيش البيزنطي في نفس الوقت، اشتبك عمر مع يازدغرد الثالث، وأمر سعد بن أبي وقاص بالدخول في مفاوضات سلام معه بدعوته إلى اعتناق الإسلام.
هرقل، خوفاً من السيناريو المذكور أعلاه أمر جنراله فاهان بعدم الدخول في معركة مع المسلمين وانتظار أوامره ومع ذلك، فإنّ فاهان، الذي يشهد تعزيزات جديدة للمسلمين الذين يصلون يوميًا من المدينة، شعر بأنّه مضطر لمهاجمة القوات الإسلاميّة قبل أنّ يصبحوا أكثر قوة وعدد.
تمّ إبادة جيش هرقل الإمبراطوري في معركة اليرموك في أغسطس (636)، قبل ثلاثة أشهر من معركة القادسيّة، وبالتالي إنهاء هجوم الإمبراطور الروماني في الغرب.
استمر يزدغيرد في تنفيذ خطته للهجوم وتركز الجيوش بالقرب من عاصمته قطسيفون تمّ وضع قوة كبيرة تحت سيطرة الجنرال المخضرم رستم، وتمّ تجميعها في فالإشاباد بالقرب من كتسيفون.
تلقى أنباء عن الاستعدادات لهجوم مضاد ضخم، أمر عمر بن الخطاب المثنى بالتخلي عن العراق والتراجع إلى حافة الصحراء العربيّة وستتم معالجة الحملة العراقيّة في وقت لاحق.