الهوية الثقافية في ظل العولمة:
لا بد لنا من معرفة الزمان الذي نعيش به بأنه عبارة عن قرية صغيرة، وقد اعتبر هذا الزمن سريع في انتشار الثقافة في الكثير من الأماكن، وقد بدأت تنمو الثقافات باستمرار، وقد ازداد الاتصال عبر مختلف الحدود، وقد ظهرت آثار العولمة على الثقافة من خلال الأقمار الصناعية، التي استخدمت حول العالم، وقد حدثت مجموعة من المشاكل الثقافية بين الدول التي ارتكزت على أنماط الحياة الثقافية المختلفة ومن الأمر المهم والضروري أن يحصل التوافق الفكري والثقافي ما بين كافة أفراد المجتمعات،لكن يحدث هذا التوافق بشرط الحفاظ على الهوية الوطنية والقومية والفكر الثقافي.
أصبحت كافة المجتمعات حول العالم تعتمد بشكل أساسي على بعضها البعض، وقد حدث تطور كبير على الثقافة اعتمد بشكل تام على العولمة، ولا بد لنا من التعريف على العولمة بأنها عبارة عن مجموعة من العمليات المتداخلة مع بعضها البعض ذات الأبعاد المعقدة والغامضة، حيث يتضمن الأفراد من خلالها مجموعة كبيرة من الأبعاد الثقافية والتكنولوجية والاقتصادية والبيئية.
دور الثقافة في رسم الحدود بين الدول:
لقد كان للعولمة الدور الأكبر في ترسيم كافة الحدود بين الدول، وقد تم ذلك من خلال تقديم مجموعة أمور مرتكزة على البُعد الاقتصادي والتكنولوجي، تلك الأبعاد التابعة للعولمة من خلال عملية جزئية، ذلك لاعتبار العولمة وبالأخص العولمة الاقتصادية نقطة انطلاق مهمة؛ ولأن العولمة التكنولوجية قد عملت على التغيير الدقيق لكافة المعلومات الثقافية لدى الأفراد، وقد كان لها تأثير كبير على البُعد الثقافي للهوية الثقافية.
وجدت مجموعة كبيرة من الأمور التي تتواجد مع العولمة، تلك التي تم تعريفها بأنها عبارة عن مجموعة من المفاهيم كالثقافة والهوية، تلك المفاهيم التي انبثق لها مجموعة كبيرة من المعاني الجديدة، وقد تم دمجها مع المستجدات المتنوعة في التكنولوجيا، وقد جاءت على هيئة طفرة هائلة من التعبيرات القوية للهويات الجماعية المختلفة.
وقد حدث تحدي قوي بين العولمة والعالمية لصالح مجموعة من الثقافات المتنوعة التي ينتمي إليها الأفراد، حيث تعمل هذه الثقافات في السيطرة على كافة أساليب حياة الأفراد الثقافية والبيئة التي يعيشون فيها.