التغير الاجتماعي والتطور الدائم في المجتمع

اقرأ في هذا المقال


التاريخ يرى أن التجمع الإنساني الذي هو السبب في عمران العالم وما يتعرض له العالم وطبيعته من العمران مثل التوحش والتساكن والقبائل وأنواع التقلبات البشرية والدول وترتيبها وما يفعله البشر من خلال أعمالهم والسعي لكسب العيش وجميع العلوم الإنسانية وما يحدث في التجمعات والمجتمعات البشرية بشكل عام.

الهوية ومفهوم التغير الاجتماعي:

 المجتمعات اليوم تعيش في عصر العنف وهيمنة العولمة التي لا تفرق حتى لو أردنا التراجع والتراجع والمناورة و آثارها وعواقبها المتناقضة المختلفة، إلا من خلال الاندماج في العولمة ومن خلال الاستفادة القصوى والاستثمار لدى الأفراد الحق في تحسين الظروف الخاصة من حيث القدرة والطاقة، وهذه العولمة تنعكس على الاقتصاد والسياسة والعلوم والتكنولوجيا والأيديولوجيا والثقافة وأنظمة ومبادئ القيم العالمية وجميع جوانب الحياة وأدائها.

 بفضل الثورة في مجالات الاتصال والمعرفة والمعلومات  أصبح العالم قرية عالمية صغيرة على الرغم من ارتباط علم الاجتماع وفلسفة التاريخ (ابن خلدون) منذ البداية، ثم مع التفسير الذي تم تطويره لفهم التغيرات السريعة والدرامية التي شهدها المجتمع الأوروبي في القرن الثامن عشر ومع ذلك فقد وجدت الدراسات الاجتماعية أنهم يواجهون معضلة خطيرة أنهم لا يستطيعون فهم وتمثيل التغييرات وتطور هذه العواصف، وفي القرن التاسعة عشرة وخاصة الثورة الصناعية البريطانية والثورة الفرنسية أحدثت العديد من التغيرات.

لكن هناك عدد من المصطلحات المتعلقة مثل التغير والتطور والنمو والتقدم حيث أن هذه المفاهيم تترابط في العديد من النظريات الاجتماعية، أو تربطهم جميعًا بمفهوم واحد  ولأن داروين عبّر عنها في كتابه أصل الأنواع وهناك بعض النظريات والحجج بين التطور البيولوجي والتطور الاجتماعي.

مع العلم أن الموروث الاجتماعي والشخصية النفسية الاجتماعية للإنسان لا يمكن أن تنتشر من خلال الخلايا التي يرثها الإنسان، بل يمكن أن تنتشر من خلال الموروث الاجتماعي المستمد من البيئة والتلقين والتعليم، كما أن نظرية كونت ترى أن نتيجة النمو الفكري للإنسان وقد صاغها من خلال ثلاثة مراحل والتي تنص على أسلوب التفكير اللاهوتي إلى الأسلوب الميتافيزيقي.

يترافق أسلوب التفكير الوضعي الذي يمثله العلم الجديد وتطور المعرفة مع نمو أخلاقي وتغيرات في النظم الاجتماعية، مما يجعل نقد نظرية (كونت) يشير إلى يقينها التاريخي ومحتواها المطلق والشامل أما عالم الاجتماع الأمريكي (مورجان) فقد ذكرها في كتابه “المجتمع القديم”.

وبهذه الطريقة مر المجتمع بثلاث مراحل حضارية وهي المرحلة البربرية والمرحلة المدنية وفي النهية مرحلة التحضر، يعرف الجميع عواقب عملية التحضر، أشهر نظرية اجتماعية هي نظرية المادية التاريخية التي تؤمن بأن وسائل الإنتاج وعلاقات الإنتاج الاجتماعية هي العناصر الأساسية للمجتمع الذي تقوم عليه السياسة والبنية الفوقية للأسرة والأنظمة الدينية ونظام القيم  وتمثل أساس المجتمع هو الأخلاق والثقافة والفن.

تطور وتغير المجتمع:

أشار عالم الاجتماع ماكس فيبر إلى أن العوامل المادية وحدها لا تستطيع تفسير طبيعة المجتمع بأكمله، بما في ذلك المجتمع الرأسمالي والتغيرات فيه أو حتى أصل تكوينه وظهوره لأنه يعتقد أن المجتمع البنية الفوقية (الأيديولوجية الغربية والاجتماعية) هي أساس تحولها المادي والتكنولوجي وفي هذا الصدد ولدت الكالفينية والبروتستانتية وغيرها من الحركات الدينية الإصلاحية من أجل تحسين الظروف النفسية والاجتماعية التي أدت إلى ظهور الرأسمالية الغربية.

بالنظر إلى الاختلاف بين البنية الاجتماعية والبنية الثقافية  يوصف التغيير الاجتماعي بالبنية الاجتماعية  وخاصة النظام الاجتماعي أو التغيرات في العلاقة بين الأنظمة، لأن التغيير الثقافي يرتبط إلى حد كبير بالظواهر الثقافية (المعرفة والفكر والفن).

كما أنه يجب ملاحظة أن هناك علاقة وثيقة بين المتغيرات الاجتماعية والثقافية فتطور العلوم والتكنولوجيا وتطور والقيم والمفاهيم وأساليب التعبير الفني والإبداعي وأنظمة الأدوات تؤثر بشكل مباشر على البنية الاقتصادية والاجتماعية يجب وصف حدوث التغير واتجاهه وتواتره تاريخيًا ويجب تحليل التغييرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك أنظمة القيمة والتأثير (التقاليد والأخلاق) بشكل ملموس وواقعي.

مكونات علم النفس السائد وفهم اتجاهات الحركة الاجتماعية الرأسية والأفقية  وكذلك مواقف وأدوار المختلفة للأفراد والقوى والجماعات في النظام الاجتماعي، وفهم التناقضات التنموية و الانحرافات والتشوهات وغيرها من القضايا المعقدة المتعلقة بقضايا التغير الاجتماعي.


شارك المقالة: