كان يتّصف الجراحبن عبدالله الحكمي بعفته ونزاهته، كما كان أحد الأمراء والقادة العسكريين ووالي مُنصف مع أهلها من المسلمين والطوائف الأخرى، كان يُعرف الجراح بحزمه مع العصاة الذين يخرجون عن القانون، استطاع بصفاته أن يمسك زمام الأمور وينظم أمور الدولة.
الوالي الجراح بن عبدالله الحكمي:
هو الجراح بن عبد الله بن جعادرة بن أفلح بن الحارث بن ذرة بن حدقة بن مظة بن سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة بن مذحج بن الحكم بن سعد بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، اسمه سفيان ويكنّى أبو عقبة، استلم ولابة خراسان وكان له عقب بوادي آش وهو مقدم الجيوش وأحد فوارس الكتائب.
جاهد الجراح من أجل نصرة الإسلام وتوسيعه في بلاد ما وراء النهر، هو من دمشق من بلاد الشام وولد وترعرع بها، جاء إلى الحياة مع نهاية العقد السادس الهجري من القرن الأول، شارك الجراح في نصرة كتائب الإسلام، كما شهد فتنة عبد الرحمن بن الأشعث عندما قام بالخروج على الدولة الأموية في دمشق، كما شهد معركة دير الجماجم.
قام آباء الجراح بالخروج مع جيوش الفتح الإسلامي الأول في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، جاء بني الحكم إلى الكوفة وبعد أن تأكّدوا من نصرة الإسلام في بلاد الشام قاموا باستوطانها والعيش فيها، فقد عاشوا بهى وكانوا مستعدين لأيّ طلب للخروج للجهاد في سبيل الله، كان الجراح أحد أبناء هذه العائلات المهاجرة في سبيل نصرة الدين.
قام الوليد بن عبد الملك باستعمال الجراح والياً على البصرة، حيث استلم الجراح البصرة سنة 87 هجري وبقيت ولايته 6 سنوات، في سنة 96 هجري هجم أحد جنود قتيبة بن مسلم على قتيبة فقتلوه، فاستعان به الوليد حتى يتخلّص من هذه الفتنة، في عام 87 كان عمر بن عبد العزيز والياً على المدينة المنورة وقتيبة بن مسلم والي خراسان.
في عام ستة وتسعون هجري قام جنود قتيبة بن مسلم بقتله، فقام الوليد بن عبد الملك باستعمال الجراح الحكمي والي على خراسان، ذكرت العديد من المصادر أن يزيد بن المهلب قد استعان بالجراح في عام 97 للهجرة وولّاه واسط في العراق، ثم عاد مرة أخرى لتولي خراسان عام 99 للهجرة.