كان أغلب رواة أهل الشام يمدحون حبيب بن مسلمة مدح حسن، كما كان يقول أهل الشام أنّه كان مستجاب الدعوة، “روى ابن عساكر أنّ حبيب دخل العلياء في حمص فقال: “هذا من نعيم من ما ينعم به أهل الدنيا، ولو مكثت فيه ساعةً لهلكت، ما أنا بخارج منه حتى استغفر الله تعالى فيه ألف مرة، قال فما فرغ حتى ألقي الماء على وجهه مراراً”.
الوالي حبيب بن مسلمة:
هو حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، كنيته أبو عبد الرحمن، قيل له حبيب الدروب وحبيب الروم بسبب دخوله إليهم بكثرة وفوزه عليهم، كان من المجاهدين في خلافة أبي بكر وشهد اليرموك والياً وسكن في دمشق.
شهد حبيب بن سلمة غزوة تبوك وهو في عمر 11 سنة، استعمله معاوية بن أبي سفيان والياً على أرمينية، وافى المنيّة فيها وكان عمره 42 سنة، كان له أخبار في كتاب تاريخ دمشق، كما ذُكر في كتاب أسد الغابة أنّ حبيب بن مسلمة كان عمره عند وفاة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- 12 سنة.
كان يعتبر حبيب من الأشراف القرشيين، كما كان من شجعانهم وسراتهم وامتاز بحسن قيادته لهم، كان العديد من الصحابة مثل خالد بن الوليد يرى حبيبب شجاع وله أثر جميل في يوم فتح مكة؛ ذلك لأنّه خرج وهو صغير على الحروب وتعلّم من صغره الطعن، فكان له دور كبير في تجديد دعائم الإسلام في البلاد القاصية والممالك النائية، خصوصاً في الجزيرة وأرمينيا والقوقاز.
كان هناك اختلاف بين المؤرخون في مكان وفاة حبيب بن سلمة ووقته، قال البلاذري أنّ عثمان بن عفان أمر حبيب بالذهاب إلى الشام فنزل حمص، فقام معاوية بإرساله إلى دمشق، فتوفي فيها عام 42 هـجري وكان عمره 35 سنة، قال ابن عبد البر أنّ معاوية أرسله إلى أرمينيا والياً عليها، فتوفي فيها عام 42 هجري، كذلك قال ابن سعد وابن عساكر أنّه مات فيها ولم يصل لعمر الخمسين.