قال البلاذري: “كان حمران بن أبان من سبي عين التمر يدّعي أنه من النمر بن قاسط، فقال الحجاج ذات يوم: لئن انتمى حمران إلى العرب ولم يقل أن أباه (إبيْ) لاضربن عنقه”، روى حمران بن أبان وضوء رسول الله عن عثمان بن عفان وروايات الوضوء الصحيحة جاءت عنه.
الوالي حمران بن أبان:
حُمران بن أبان بن خالد بن عمرو بن عقيل بن عامر بن جَندلة بن جَذِيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النَّمِر بن قاسط بن هِنْب بن أفصى النّمري وكنيته أبو زيد، كان حمران يهودي واسمه طويدا ويُلقّب بطورط بعدها دخل إلى الإسلام.
كان حمران بن أبان والي عثمان بن عفان، حيث سُجن خلال فتح العراق في عهد أبي بكر بن أبي قحافة عام 12 للهجرة، لحمران الكثير من المواقف مع مروان بن الحكم وعثمان بن عفان والحجاج بن يوسف الثقفي، ذهب حمران للبصرة عام 41 هجري من أجل مؤازرة للمروانيين وضربت مسكوكة باسمه خلال سلطته على البصرة.
كان حمران يمتلك بيت بالبصرة بجانب المسجد الجامع، تولى حمران البصرة في عام 72 هجري، كان له مكانة كبيرة عند بني أميّة وعبد الملك بن مروان، قام عبد الملك باستعمال حمران والي على مدينة عبادان وهي من قطائع عبدالملك بن مروان.
كان حمران يعرف الكتابة بسبب دخوله لمدارس عين التمر، فأخذه عثمان مقابل نقود في بداية خلافته، فأصبح يكتب بين يديه فعلي شأنه وأصبح خاتمُ عثمان بيده والكاتب الخاص به وحاجبه، دخل حمران إلى الإسلام في السنة الثالثة من خلافة عثمان بن عفان.
بالرغم من دخول حمران المتأخر إلى الإسلام، إلّا أنّه أصبح يصلي خلف عثمان، قام عثمان بإرسال حمران إلى الكوفة ليسأل عن وليّها الوليد بن عقبة، فكذبه وقام بإخراجه من جواره فنزل البصرة، وصل الخبر لعثمان وقال: “لا تساكني أبداً”، فخيّره أن يسكن ببلد غير المدينة المنورة، فاختار البصرة.
في عام 41 للهجرة ذهب حمران إلى البصرة حتى يؤازر المروانيين، وصل خبر بيعة الحسن لمعاوية لأهل البصرة، فرفضوا ذلك، ثم ذهب رجل منهم يقال له حمران بن أبان، فتغلّب على البصرة فأخذها ودعا للحسين بن علي، وصل ذلك لمعاوية فدعا عمرو بن أبي أرطاة وهو أخو بسر، فأرسل إليه جيش ووجهه به إلى البصرة.