بدأ زياد الحارثي حياته المهنية في البصرة عام 636 ميلادي وشغل منصب محافظها بين عام 665 ميلادي ووفاته عام 673 ميلادي، في عهد الخليفة أبو بكر الصديق اعتنق زياد الإسلام، وفق المؤرخ جوليوس أصبح فيما بعد من أوائل المستوطنين في الحامية العربية في مدينة البصرة، قبل تأسيس المدينة عام 638 ميلادي قامت القوات المسلمة التي تحارب الجبهة العراقية من خلال القرية الفارسية في الموقع كمعسكر لها.
الوالي زياد بن عبيد الله الحارثي:
بعد وفاة المغيرة عام 670 ميلادي، ارتبطت الكوفة وتوابعها بحاكم زياد مما جعله نائب الملك الفعلي على العراق والنصف الشرقي من الخلافة، كان أول من شغل منصب الوالي المزدوج للكوفة والبصرة وقسم إقامته بين المدينتين، حيث يقيم في الشتاء في البصرة ويضع عمرو بن حريث نائب له في الكوفة ويقيم في الكوفة في الصيف ويضع سامورا بن جندب نائب له في البصرة، كانت قبضته على الكوفة بمثابة تحول عن نهج المغيرة برفع اليد.
كان مصدر إزعاج له في الكوفة هو هياج العايدين من أنصار الخليفة علي بن أبي طالب بقيادة هجر بن عدي الكندي، الذي رفض الحكم الأموي وقاد أول دعوات مفتوحة للخلافة ليقودها ذرية علي، بالرغم من أنّ المغيرة بن عبيد الله قد تصالح مع الهجر لكن زياد أصدر عدد من التحذيرات الرهيبة من أجل وقف معارضته العلنية، نجح في أن يقلب معظم أنصار الحجر من قوات الكوفان ضده.
في 671 ميلادي اعتقل هجر وثلاثة عشر من أنصاره وأرسلوا إلى دمشق للعقاب حيث تم إعدام ستة بمن فيهم هجر، لإنهاء الفوضى في أمصار (حاميات) البصرة والكوفة قام زياد بإصلاح المدينتين إدارياً منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب، تشكّلت الحاميات من جنود من قبائل مختلفة تم تجميعهم معاً لتوزيع رواتب عسكرية، كان يوجد 7 مجموعات قبلية في الكوفة والبصرة ومسؤول كل مجموعة زعيم قبلي يقوم الأعضاء باختياره.
تدريجياً أصبح هذا النظام غير فعال اقتصادياً ومضطرب سياسياً، لم يكن هناك سيطرة على هجرة العرب إلى الأمطار مما أدى إلى زيادة سكانية وبالتالي زيادة المنافسة على موارد أقل، وهكذا قرر زياد تشكيل فرق أكبر من خلال توحيد العشائر ذات الصلة وتعيين زعيمهم شخصياً، مما ساهم في إرجاع تنظيم الكوفة والبصرة إلى أخماس، ساعد هذا الإجراء في زيادة سيطرة أسهل على سكان المدينتين.