كان عبد الله الخزاعي واحد من القادة الأقوياء ووالي إقليمي في الخلافة العباسية من البداية، كان والد عبد الله مالك بن الهيثم الخزاعي من أهم مسؤولي القيادة في خراسان والثورة العباسية التي دمّرت الدولة الأموية، بصفته أحد الأعضاء البارزين في الخراسانية المتميزة.
الوالي عبد الله بن مالك الخزاعي:
تمتعت عائلة عبد الله بن مالك بالوصول إلى مناصب في السلطة وهكذا خدم عبد الله أولاً وفقاً لخليفة بن خياط حاكم لخراسان في عهد الخليفة أبو جعفر المنصور، ثم خلف أخيه حمزة الذي شغل المنصب خلف الأخ الأكبر نصر كقائد للشرطة في أواخر عهد الخليفة المهدي، بقي عبد الله بن مالك بالمنصب خلال حكم الخليفة الهادي والذي كان في عهده أحد أهم الشخصيات.
أثناء هذه الفترة قام عبد لله بن مالك بدعم الخليفة الهادي الذي كان ينوي إزالة أخوه الأصغر هارون الرشيد من الخلافة ووضعه ابنه مكانه، حث الخليفة الهادي على قتل يحيى بن خالد بن برماك، بسبب ذلك تقلّصت سلطة عبد الله عندما أخذ هارون العرش وأثناء فترة سيطرة البرامكيين على الحكومة، على الرغم من أنّه شغل منصب والي الموصل عام 781 ميلادي بعد سقوط الأسرة البركمادية في وقت مبكر من عام 803 ميلادي.
افترض عبد الله مرة أخرى المناصب العليا، فقد نال منصب قائد هارون الشرطة الرابعة، كذلك في عام805 ميلادي أصبح والي طبرستان وهمدان وغيرها من الدول الغربية الإيرانية، شارك أيضاً في غزو الإمبراطورية البيزنطية عام 806 ميلادي، في العام الذي تلاه قام بمحاربة الخُرَّاميين، في عام 808 م قام بمرافقة هارون إلى خراسان للتخلّص من تمرد رافي بن الليث.
بعد أن توفي هارون الرشيد في خراسان في أوائل عام 809 ميلادي، بقي عبد الله في المحافظة وانضم إلى محكمة الوريث الثاني لهارون وهو الخليفة المأمون الذي وصل إلى الخلافة عام حكم 813 ميلادي، في الحرب الأهلية بين المأمون والأمين بقي إلى حد كبير بعيداً عن ذلك في مدينة مرو، كان واحد من القادة الذين لم يوافقوا على رئاسة حكومة المأمون وهو المنصب الذي سقط في النهاية في يد فضل بن سهل.
اضطربت العلاقة بين عبد الله بن مالك والمأمون، إلا أنّه قام بمرافقته إلى الغرب وكان بجانبه عند دخوله بغداد عام 819 ميلادي، أنجب عبد الله ولدين؛ عباس ومطلب، استلم عباس منصب والي الري إلا أنّ المأمون عزله بسبب وقوفه مع الأمين، أما المطلب فقد لعب دور كبير في الحرب الأهلية وحصل على منصب والي مصر مرتين.
