الوالي علي بن عيسى بن ماهان:
هو علي بن عيسى بن ماهان، كان علي بن عيسى أحد القادة العسكريين الإيرانيين البارزين في الخلافة العباسية في نهاية القرن الثامن وبداية القرن التاسع، أبو علي هو عيسى بن ماهان الذي يعد من الأتباع المبكرين من العباسيين، فقد تمرد بعد الثورة العباسية قام أبو مسلم الخرساني بإعدامه، ظهر علي لأول مرة عام 779 ميلادي في ظل الخليفة المهدي الذي حكم عام 775 ميلادي، حيث عينه قائد حرس الحدود.
شغل علي بن عيسى منصب قائد حرس الوريث الظاهر الخليفة الهادي الذي حكم عام 785 ميلادي، استمر في المنصب بعد تولي الهادي وشغل أيضاً منصب سكرتير مديرية الجيش، في عهد هارون الرشيد عام 786 ميلادي بقي علي يعمل كأحد قادة لحرس حتى عام 796 ميلادي عندما وضع والي على خراسان، على الرغم من عدم موافقة يحيى البرمكي.
قام علي بن عيسى بمناداة الخراسانيين واستغلالهم من خلال الضرائب العالية، مع إرسال الإيرادات لصيانة الأبناء ولملء خزينته، أثناء فترة ولايته التي استمرت لثماني سنوات جمع ثروة كبيرة جداً، أثار سوء الحكومة الخاصة به استياء واسع النطاق وسلسلة من انتفاضات الخوارج، عام 805 ميلادي مع وصول المزيد والمزيد من الشكاوى إلى هارون الرشيد، ذهب هارون إلى الري لتفقد الوضع بنفسه.
عندما جاء علي بن عيسى وقدم نفسه أمام الخليفة، أحضر معه كنز هائل من الأشياء الثمينة بقيمة 30 مليون دينار ذهبي وفقاً لعدة مصادر، حيث وزعه بسخاء على حاشية الخليفة وعائلته، بسبب ذلك لم يقم هارون بعزله من مكانه، بل قام بمرافقته خلال عودته وهذا شرف له وعلامة غير موجودة، في نهاية المطاف أدت سوء ولايته إلى عمل تمرُّد ضخم يقوده رافي بن الليث واضطر هارون أن يتدخل.
حل محل علي بن عيسى هرثمة بن أعين وصعد علي مرة أخرى إلى الصدارة بعد وفاة هارون عام 809 ميلادي، كعديد من النخب البغدادي كان مؤيد قوي للخليفة الجديد الأمين، الذي أعطاه لقب الشيخ هذيل وتعني (شيخ هذه السلالة)، كما وضعه مسؤول عن شؤون وريثه موسى، في بداية عام 811 ميلادي مع اندلاع الحرب الأهلية بين الأمين والمأمون، مُنح علي نفوذ كبير يشمل خراسان.
أرسل الخليفة الأمين علي بن عيسى لمقاتلة المأمون وأتباعه ومعه جيس ضخم فيه 50 ألف رجل، سار علي إلى الشرق ولكنه مات في معركة الري يد جيش صغير يقوده طاهر بن الحسين.