قال خالد بن الوليد: “كان بيني وبين عمار كلام فأغلظ له، فشكاه عمار إلى النبي محمد، فقال النبي محمد: “من عادى عمار عاداه الله، ومن أبغض عماراً أبغضه الله”، فقال خالد: “خرجت فما شيء أحب إلي من رضا عمار، فلقيته فرضي”.
الوالي عمار بن ياسر:
هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس بن مذحج المذحجي العنسي، دخل عمار بن ياسر إلى الإسلام قديماً، فكان من الذين سبقوا إلى الإسلام، حيث دخل للإسلام مع صهيب بن سنان في دار الأرقم بعد ثلاثين رجل، كما أسلم والده ياسر وأمه سمية وأخوه عبد الله، كان لعمار أخ آخر يقال له الحرث، قتله بنو الديل في الجاهلية.
كان عمار بن ياسر من صحابة رسول الله وكان من أولياء بني مخزوم ومن الذين تمّ تعذيبهم ختى يبتعدوا عن الإسلام، شارك مع رسول الله محمد في غزواته جميعها، كما شارك بعد وفاة النبي محمد في حروب الردة وقُطعت أُذنه في معركة اليمامة، ولاّه عمر بن الخطاب والياً على الكوفة ثم عزله، شارك في آخر حياته إلى جانب علي بن أبي طالب في حربه مع معاوية بن أبي سفيان إلى أن قُتل في صفين.
بعد أن توفي النبي محمد قام عمار بن ياسر بالمشاركة في حروب الردة واستبسل يوم اليمامة لما اشتدّ القتال، ورأى تأزّم الموقف في القتال، فصعد على صخرة وصاح: “يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟ أنا عمار بن ياسر، هلموا إلي“، فقُطعت أذنه يومئذ رحمه الله تعالى وكانت تتأرجح وهو يقاتل أشد القتال رحمه الله، في عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رحمه الله، أرسله عمر والياً على الكوفة، وبعث بكتاب جاء فيه: “فإنّي بعثت إليكم عمار بن ياسر أمير وابن مسعود معلم ووزير وقد جعلت ابن مسعود على بيت مالكم”.
روى أنس بن مالك عن رسول الله محمد قوله: “ثلاثة تشتاق إليهم الجنة، علي وسلمان وعمار”، كما روى علي بن أبي طالب أنّ عمار استأذن على النبي محمد فقال “من هذا؟ قال: عمار، قال: مرحبا بالطيب المُطَيَّب”، روى علي كذلك أنّه سمع النبي محمد يقول: “إنّ عمارًا مليء إيماناً إلى مشاشه”.