هو عيسى بن منصور الرافقي، كان عيسى والياً لمصر في الخلافة العباسية وعقد هذا الموقف من عام 831 ميلادي إلى عام 832 ميلادي ومرة أخرى عام 843 ميلادي إلى عام 847 ميلادي، فيما يتعلق بولاية عيسى للمؤرخ المصري ابن تغري عرّفه بأنه “عيسى بن منصور بن موسى بن عيسى الرافقي مولى لبني نصر بن معاوية من قبيلة عيلان قيس”.
الوالي عيسى بن منصور:
في عام 830 ميلادي ذكر الكندي عيسى بن منصور فيما يتعلق بقمع ثورة في منطقة حوف في مصر أثناء حكم عبدويه بن جبلة، بعد إقالة عبدويه في العام التالي تمّ تعيين عيسى والي مقيم بدلاً منه من قبل أبو إسحاق وهو الخليفة المعتصم الذي حكم عام 833 ميلادي وحتى عام 842 ميلادي، الذي تولى السلطة العامة على إدارة مصر وسوريا وبدأت ولايته في بداية عام 831 ميلادي.
بعد فترة وجيزة أصبح عيسى بن منصور والياً واضطر للتعامل مع تمرُّد كبير في مصر السفلى، حيث أنّ المحليين العرب و الأقباط متحدون في معارضة الحكومة، استعد عيسى للقتال ضد المتمردين لكنّه سرعان ما أدرك أنّ قواته كانت ضعيفة للغاية واضطر إلى التراجع عنها بدلاً من ذلك، سرعان ما جاءت المساعدة عندما سار الأفشين شرقاً من برقة ووصل إلى الفسطاط قرب نهاية عام 831 ميلادي.
بعد انتظار انحسار الفيضانات الموسمية لنهر النيل انطلق العفشين وعيسى واشتبكوا مع قوات المتمردين، القائد ابن عبيدس الفهري وهزمهم ثم شرع الأفشين في شق طريقه عبر دلتا النيل ودخل الإسكندرية في نهاية المطاف في يناير عام 832 ميلادي، بينما عاد عيسى من جانبه إلى الفسطاط ثم خرج مرة أخرى وحقق انتصار على الثوار في التميمي.
في عام 832 ميلادي قرر الخليفة المأمون الذهاب شخصياً إلى مصر ووصوله إلى المحافظة في فبراير، هناك وبّخ عيسى وحمله مسؤولية اندلاع التمرد واتهمه بالسماح لجباة الضرائب بالتصرف باستبداد ضد الشعب وإخفاء الوضع الحقيقي في المحافظة، تم ضرب لافتات عيسى وأجبر على ارتداء ملابس بيضاء على عكس اللون العباسي الأسود، فقد خسر ولاية مصر ثم هزم المأمون والأفشين بقية المتمردين وأعدم ابن عبيدوس.
في عام 843 ميلادي عُين عيسى مرة أخرى والي مقيم لمصر، تمّ اختياره في البداية للمنصب من قبل الجنرال التركي أشيناس، عندما توفي أشيناس عام 844 ميلادي قام عيسى بإبلاغ بديله إيتاخ الذي أكده حاكماً، عند تولي الخليفة المتوكل أدى عيسى يمين الولاء له، بعد ذلك بفترة وجيزة عزله من منصب الحاكم وحل محله حرثمة بن النضر الجبالي.