الوالي عيسى بن يزيد الجلودي

اقرأ في هذا المقال


هو عيسى بن يزيد الجلودي، هو أحد القادة العسكريين خلال الخلافة العباسية بداية القرن ال19 ونال مرتين ولاية مصر، كان ذلك عام 827 ميلادي إلى عام 829 ميلادي والمرة الثانية ​​عام 829 ميلادي إلى عام 830 ميلادي، في تاريخ الطبري ظهر عيسى لأول مرة عام 813 ميلادي قرب نهاية الحرب الأهلية بين الخلفاء المتنافسين الأمين والمأمون، كأحد أفراد في محيط الأمين.

الوالي عيسى بن يزيد الجلودي:

بعد إعدام الخليفة الأمين عام 813 ميلادي دخل عيسى الجلودي في خدمة الحسن بن سهل الذي عينه المأمون محافظاً لبغداد، على مدى السنوات العديدة التالية شارك عيسى في النضال من أجل الحفاظ على سلطة الخليفة المأمون في الأراضي الوسطى للخلافة، في عام 815 ميلادي تم إرسال عيسى جنباً إلى جنب مع الورقاء بن جميل و هارون بن المسيب لاستعادة مكة المكرمة والمدينة المنورة واليمن والذي كان قد سقط إلى العلوية المتمردين.

تقدمت قوات الورقاء وعيسى الجلودي ضد مكة المكرمة وبعد الارتباط بحاكم اليمن المخلوع، هزم المناهض للخليفة محمد بن جعفر الصادق ودخلت المدينة في أوائل عام 816 ميلادي، بعد عدة شهور قام عيسى بهزيمة قوة أرسلها إبراهيم بن موسى لمكة والذي استولى على اليمن، في نفس الوقت وافق محمد بن جعفر على الاستسلام والتنازل عن العرش، ثم أخذ عيسى محمد إلى الحسن بن سهل وترك ابنه والياً على مكة.

بعد تعيين المأمون للخليفة علي بن موسى الرضا في عام 817 ميلادي، تم إرسال عيسى إلى البصرة للقبض على المحافظ إسماعيل بن جعفر، الذي رفض إطاعة أمر الخليفة بالتخلي عن الملابس التقليدية العباسية السوداء لصالح الأخضر العلوي، ثم ذهب إلى مكة حيث ألقى يمين الولاء الذي كان على الناس أن يبايعوه لعلي.

كما عين المأمون إبراهيم بن موسى الذي فقد اليمن في هذه الأثناء لحمدويه بن علي والياً لتلك الولاية وأمر عيسى بمساعدته في استعادتها، مع ذلك بقي عيسى في مكة ولم يقدم أي دعم لإبراهيم الذي هزمه حمدويه في نهاية المطاف عام 818 ميلادي وأجبر على العودة إلى مكة، في عام 820 ميلادي أمر المأمون عيسى باستعادة اليمن من حمدوية الذي كان يعتبر متمرد.

تقدم عيسى نحو الجنوب وهزم حمدوية في الميدان وفر الأخير إلى صنعاء، لكن عيسى طارده وأسره وأعاده إلى المأمون، في نفس العام ،م تعيين عيسى من قبل الخليفة لمحاربة شخص يدعى زوت الذي تمرد في العراق وكان يداهم ضواحي البصرة وواسط، لم يقدم الطبري أي تفاصيل عن الحملة لكن زوت ظلّ نشطة حتى عام 835 ميلادي.

ولاية عيسى الجلودي في مصر:

في عام 827 ميلادي شارك عيسى الجلودي في استعادة عبد الله بن طاهر لمصر، مما وضع حداً للاضطراب الذي عانى منه هذا البلد منذ اندلاع الحرب الأهلية، بعد تهدئة مصر ورحيل عبد الله عام 827 ميلادي تمّ تعيين عيسى نائباً لحاكم المقاطعة، عندما أخذ شقيق الخليفة المعتصم مكان عبد الله وتولى منصب والي مصر عام 828 ميلادي، أكد أنّ عيسى كان والي مقيم للأمن والصلاة.

لكن في الوقت نفسه نقل الخليفة المعتصم السيطرة على ضرائب المقاطعات وأعطاها إلى صالح بن شيرزاد، لم يمض وقت طويل حتى أصبحت الضرائب المتزايدة والقمع الذي جاء مع إعادة فرض سلطة الخلافة في مصر غير مرغوب فيه إلى حد كبير، حيث اندلع تمرد في منطقة حوف في الوجه البحري، ورد عيسى على الانتفاضة بإرسال رئيس الأمن ابنه محمد بجيش لمحاربة الحوفيين.

مع ذلك عانى محمد من هزيمة كبيرة في بلبيس عام 829 ميلادي ونجا بحياته بصعوبة بينما قُتل معظم رجاله، وصلت أنباء الهزيمة إلى أبو إسحاق الذي رد بإقالة عيسى وتعيين عمير بن الوليد مكانه، انتهت ولاية عمير فجأة عام 829 ميلادي عندما فقد حياته في معركة ضد المتمردين، مع وفاة عمير قرر أبو إسحاق إعادة تعيين عيسى والي وتولى الأمور من محمد ابن عمير.

ثم انطلق عيسى في محاولة جديدة لقمع التمرد، لكنّ الحوفي هزموه في منية مطر في عام 829 ميلادي واضطر إلى التراجع إلى الفسطاط بعد حرق أمتعته، بعد هزيمة عيسى قرر الخليفة المأمون أن هناك حاجة إلى تعزيزات في مصر وأمر أبو إسحاق بالتوجه إلى المحافظة، وصل أبو إسحاق إلى مصر بأربعة آلاف جندي تركي وسرعان ما هزم المتمردين عام 829 ميلادي وبعد دخول الفسطاط، تلقى عيسى تكريم ووجهاء محليين وواصل تأمين المحافظة وأعدم قادة التمرد.


شارك المقالة: