روى ابن ماجة عن قابوس قال: “قالت أم الفضل: يا رسول الله رأيت كأن في بيتي عضو من أعضائك قال: “خيرًا رأيت تلد فاطمة غلامًا فترضعيه”، فولدت حسين أو حسن فأرضعته بلبن قثم ،قالت: فجئت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره، فبال فضربت كتفه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أوجعت ابني رحمك الله”.
الوالي قثم بن العباس بن عبد المطلب:
هو قُثَم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، والدته أمّ الفضل وهي لبابة بنت الحارث الهلالية، كان قُثَم يشبه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالصحابة الذين كانوا يشبهون النبي محمد هم جعفر بن أبي طالب والحسن بن علي وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وقثم بن العباس بن عبد المطلب.
كانت أم قثم أول النساء اللواتي دخلن الإسلام في مكة بعد إسلام السيدة خديجة رضي الله عنهما، كان يمتاز قثم بن العباس بحسن الإدارة، فقد كان والياً على مكة ويعتبر الأمير 17 لمكة المكرمة من أول الفتح بعد أبي قتادة الأنصاري الذي توالها سنة 36 هجري.
كان قثم بن العباس رضي الله عنه أحدث الأشخاص عهداً بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال ابن سعد: “أحدث الناس عهداً برسول الله قثم بن العباس، كان أصغر من كان في القبر وكان آخر من صعد”، حضر قثم بن العباس العديد من المشاهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
عندما تولى علي بن أبي طالب الخلافة وضع قثم بن العباس والياً على مكة، قام قُثم بن العباس بالخروج مع سعيد بن عثمان بن عفان في آخر إمارة لمعاوية بن أبى سفيان لخراسان، بعد ذلك قام بعبور النهر وفتح ما وراء النهر ومات فيها سنة 57 من الهجرة، فالبعض قال أنّ قبره بسمرقند والبعض الآخر قال أنّ قبره بمرو.
عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه أنّ ابن عباس نعي إليه أخوه قثم وهو في منزله فاسترجع وأناخ عن الطريق فصلى ركعتين فأطال فيهما الجلوس، ثم قام إلى راحلته وهو يقرأ: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) ولم يعقب قثم.