هو محمد بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس، كان محمد بن سليمان أحد أعضاء في الخلافة العباسية وتمّ تعيينه والي على الكوفة والبصرة وصلاتهما وخراجهما وقضى في الخليج الفارسي معظم حياته، كما لعب دور رئيسي في قمع الموالية العلويين عام 762 و 763 و 786 ميلادي، ساعد محمد على ضمان انضمام السلمي الخليفة المهدي في عام 775 ميلادي في ثروته الهائلة التي صودرت بعد وفاته من قبل الخليفة هارون الرشيد.
الوالي محمد بن سليمان بن العباس:
أولاد عم محمد بن سليمان هما أبو العباس السفاح و أبو جعفر المنصور، كان والده سليمان بن علي الهاشمي والي على البصرة لفترة طويلة، قام سليمان بتجميع عقارات هائلة في المنطقة والتي حولها إلى إقطاعية افتراضية وأقام قصر جديد للحاكم، كما انخرط في العديد من الأشغال العامة في المدينة، بعد وفاته ورث هذا المنصب محمد وأخيه جعفر.
وصف المؤرخ الكندي محمد بن سليمان بن العباس وقال “الأقدر والأكثر أهمية بين جيل الشباب في الأسرة العباسية ويبدو أنّه يحظى بتقدير المنصور”، يقول المؤرخ الطبري: “عندما اشتكى شقيق محمد الأكبر جعفر ذات مرة من تلقي تبرع فقط نصف حجم تبرع أخيه، أجاب الخليفة: “أينما اتجهنا تجد بعض أثر لمحمد فيه وجزء من هداياه في بيتنا، بينما لا تفعل شيء من هذا “.
العراق في ولاية محمد بن سليمان العباسي:
جاء محمد على الساحة خلال تمرد من محمد النفس الزكية في 762 ميلادي، على الرغم من شبابه كان في أوائل العشرينات ولعب دور رئيسي في محاولات العباسية لقمع الانتفاضة، كان محمد في البصرة في ذلك الوقت واستولى على عدد من الثوار العلويين الذين فروا إلى المدينة وأحضروهم أمام المنصور، بعد فترة وجيزة قام إبراهيم شقيق محمد النفس الزكية بثورته في البصرة أيضاً.
حاول محمد بن سليمان وشقيقه جعفر قمعها من خلال تجميع الجنود ووصل عددهم حوالي 600 جندي لكنهم فشلوا، بعد أن طردوا من البصرة كتبوا إلى الخليفة المنصور ليبلغوه بالأحداث، عندما واجهت القوات العباسية بقيادة عيسى بن موسى إبراهيم في يناير عام 763 ميلادي، هاجم محمد وجعفر قوات المتمردين من الخلف وحققوا انتصار العباسيين.
في أعقاب فشل الانتفاضة تمّ تعيين محمد بن سليمان والي على البصرة بعد سالم بن قتيبة عام 763 ميلادي، في العام التالي تم تعيينه والي على الكوفة بعد عيسى بن موسى الذي كان قد تم تخفيض رتبته في تسلسل الخلافة تحت ابن المنصور المهدي، رفض عيسى الإذعان لخفض رتبته لذلك كان تعيين محمد إهانة متعمدة له من الخليفة، لا يزال محمد مسجلاً كوالي للكوفة حتى عام 772 ميلادي.
عام 775 ميلادي كان محمد بن سليمان من بين الأعضاء القياديين في السلالة الذين رافقوا المنصور إلى الحج حيث توفي الخليفة في 7 أكتوبر، في أعقاب ذلك ساعد محمد في ضمان الانتقال السلمي للسلطة، ويذكر الطبري أنّه عندما أخذ قادة الجيش يمين الولاء للمهدي حاول واحد منهم فقط وهو علي بن عيسى بن ماهان الاعتراض، مشيراً إلى ادعاءات عيسى بن موسى.
تم تسجيل محمد مرة أخرى والي على البصرة من عام 776 إلى عام 780 ميلادي، فضلاً عن وجود سلطة على المناطق التي تعتمد على نهر دجلة وعمان والأهواز وفارس، في عام 777 ميلادي قام محمد بتوسيع مسجد البصرة الكبير بأمر من المهدي، طبقاً للطبري فقد منحه المهدي في نفس العام ولاية السند حيث عين عبد الملك بن شهاب المسمعي نائب له.
في عام 786 ميلادي شارك محمد بن سليمان في الحج مع أعضاء آخرين من السلالة وبالتالي شارك بالصدفة في قمع تمرد علي بقيادة حسين ابن شقيق محمد النفس الزكية، أخذ جنوده المسلحين وأمن مكة وهزم أنصارهم في معركة الفخخ، يشهد مرة أخرى أنه والي البصرة وتوابعها بما في ذلك اليمامة، وكان لا يزال في منصبه عندما توفي في منتصف نوفمبر عام 789 ميلادي.
ورث محمد سيطرة فعالة على مركز تجاري رئيسي مثل البصرة وأصبح ثري للغاية، عند وفاته صادر الخليفة هارون الرشيد ثروته التي قيل أنّها بلغت ستين مليون درهم، يبدو أيضاً أن محمد كان مكتنز عظيم ولم يرمي أي شيء أبداً، أفاد الطبري أنّ عملاء هارون عثروا على مجموعة ضخمة من الممتلكات من الهدايا القيمة المرسلة من المقاطعات التي كان يحكمها، حتى الملابس المختلفة التي كان يرتديها خلال حياته وصولاً إلى الملابس الملطخة بالحبر التي كان يرتديها.