عن معاوية بن حديج أنّ النبي صلي يوما فسلم وانصرف وقد بقي عليه من الصلاة ركعة فأدركه رجل فقال: ” نسيت من الصلاة ركعة فرجع فدخل المسجد وأمره بلالا فأقام الصلاة فصلى بالناس ركعة فأخبرت بذلك الناس، فقالو: أتعرف الرجل؟ فقلت: لا إلا أن أراه فمر بي فقلت: هو هذا فقالو: هذا طلحة بن عبيد الله”.
الوالي معاوية بن حديج:
هو معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة التجيبي الكندي وكنيته أبو نعبم، هو أحد القادة العسكريين وأحد حلفاء بني أمية، كما أنه من صحابة رسول الله وشارك في فتح مصر، أيضاً قام بوفد إلى عمر حتى يفتح الإسكندرية، شارك معاوية بن حديج في معركة اليرموك عام 15 هجري.
شهد معاوية بن حديج مع عبد الله بن أبي السرح الحرب على البربر وتولّى العديد من الحروب في المغرب وكان أمير الكتائب الذي قادها في فتح أفريقيا، قام معاوية بغزو النوبة فضُربت عينه هناك وأصبح أعور، شن معاوية حرب مفاجئا على صقلية عام 44 هجري واستلم ولاية برقة عام 47 هجري
قام معاوية بن حديج بموالاة معاوية بن أبي سفيان وكان من القادحين على علي بن أبي طالب، استاء معاوية بن حديج بسبب قتل حجر بن عدي لأنه كان من نفس القبيلة وكان بإفريقيا، فقال:” يا أشقائي وأصحابي أنقاتل لقريش في الملك حتى إذا استقام لهم وقعوا يقتلوننا، والله لئن أدركتها ثانية بمن أطاعني من اليمانية لأقولنّ لهم اعتزلوا بنا قريشا ودعوهم يقتل بعضهم بعضا”
أرسل عمرو بن العاص معاوية بن حديج لعمر بن الخطاب من أجل فتح الاسكندرية، فذهب معاوية إلى المدينة وتوقف عند باب المسجد ودخل المسجد، فرأى جارية تخرج من منزل عمر بن الخطاب فقالت لمعاوية: “من أنت؟ قال: أنا معاوية بن حديج رسول عمرو بن العاص، فقالت: “قم فأجب أمير المؤمنين”.
لحق معاوية بن حديج الجارية فدخل إلى بيت عمر، فسأله عمر عن الذي يريده فردّ معاوية على عمر بن الخطاب وأخبره عن فتح الله الإسكندرية، فخرجوا للجامع معاً وقال للمؤذن أذن في الناس، فاجتمع الناس ثم قال لمعاوية: “قم فأخبر الناس”، فقام وأخبرهم ثم صلى ودخل منزله واستقبل القبلة ودعا بدعوات ثم جلس.
قام معاوية بن حديج بغزو إفريقيا عام 34 هجري وكان من الولاة على مصر، فداهمها وقام بالنزول إلى جلولاء وحارب مدد الروم بقصر الأحمر فغلبهم وذهبوا إلى بلادهم، قام معاوية كذلك بفتح جلولاء وغنم، استعمله معاوية بن أبي سفيان على مصر.