استلم موسى بن نصير منصب جنرال العرب خلال عهد الوليد بن عبد الملك، حيث قام باستبعاد المسلمين من شمال أفريقيا ووجه الفتح الإسلامي من القوط في هيسبانيا، تمّ تقديم اقتراحات مختلفة لأسلافه، حيث يقول البعض أنّ والده كان ينتمي إلى عشيرة اللخميد من البدو الذين عاشوا شرق الفرات وكانوا حلفاء للساسانيين، بينما يقول آخرون أنّه ينتمي إلى اتحاد بني بكر.
الوالي موسى بن نصير:
هو موسى بن نصير بن عبد الرحمن بن زيد، أكدّ العديد من المؤرخين أنّ أباه كان والي من قبيلة لخم وقيل وأنّ والده كان على حرس معاوية بن أبي سفيان،
تمّ تعيين موسى بن نصير والي مشارك للعراق خلال عهد الخليفة عبد الملك بن مروان ومعه بشر بن مروان، تمّ إرسال حسن بن النعمان لمواصلة الفتح الإسلامي في شمال إفريقيا وصولاً إلى المغرب، ومع ذلك كانت سياساته صارمة للغاية ولم يتسامح مع التقاليد البربرية، تمّ إعفاؤه من قيادته لسماحه باستمرار الهجمات البيزنطية.
بعد ذلك أرسل موسى بن نصير لتجديد الهجمات على البربر، إلا أنّه لم يفرض الإسلام بالقوة بل احترم التقاليد البربرية واستخدم الدبلوماسية في إخضاعهم وأثبت هذا نجاح كبير، حيث اعتنق العديد من الأمازيغ الإسلام ودخلوا جيشه كجنود وضباط، ربما بما في ذلك طارق بن زياد الذي قاد الحملة الإسلامية اللاحقة في أيبيريا.
في عام 698 ميلادي استلم موسى ولاية أفريقيا وكان مسؤول عن استكمال فتح شمال أفريقيا وجزر البليار وسردينيا، كان أول والي لأفريقيا ولم يخضع لحاكم مصر، كان موسى بن نصير أول جنرال مسلم يأخذ طنجة ويحتلها، استولت قواته كذلك على سوس وسيطرت على النصف الشمالي من المغرب، كما كان للتعامل مع الهجمات المستمرة من البيزنطية البحرية.
أكّدت العديد من المصادر الإسلامية والكتب التاريخية أنّه بينما كان موسى بن نصير حريص على عبور مضيق جبل طارق إلى هسبانيا، فقد قرر أن يفعل ذلك فقط عندما شجعه نبيل القوط الغربيين على غزو أيبيريا، كما أخبره عن شعبها ومعاناتهم، كما أخبره عن الثروات التي يمكن العثور عليها وعن القصور والحدائق والجمال في هسبانيا.
بعد الغزو الناجح على الساحل الإسباني وعودة القوة المهاجمة مع الغنائم التي تم الاستيلاء عليها دون أي مقاومة، قرر موسى أن يهبط بقوة غزو أكبر، عبر طارق بن زياد المضيق بحوالي 7000 من البربر والعرب، كما نزل في جبل طارق، كان الغرض من الحملة هو إجراء مزيد من الغارات واستكشاف المنطقة، احتوى جيش طارق على بعض الأدلة التي قدمها جوليان، بعد ثلاثة أسابيع من هبوطه واجه المسلمون جيش من القوط الغربيين تحت قيادة رودريك.
انتصر المسلمون في معركة غواداليت وتم إبادة جميع نبلاء القوط الغربيين في المعركة، ثم سار المسلمون نحو قرطبة متجاوزين العديد من تحصينات قوية، سقطت المدينة المحمية وأسس طارق حامية هناك تتكون من يهود المدينة الذين رحبوا بالغزاة، بعد أن تعرضوا للتحول من القوط الغربيين لعدة قرون، ثمّ واصل طارق طريقه إلى طليطلة.
قام موسى بن نصير بتقسيم قواته وأخذ معه مجموعة كبيرة لمقابلة طارق في توليدو، كان ما تبقى من قواته بقيادة ولده عبد العزيز الذي عاد إلى إشبيلية للتعامل مع الانتفاضة، أجرى عبد العزيز حملات في رحلة العودة في أراضي لوسيتانيا وشنترين، بدأت ثم حملته الانتخابية في مورسيا، استسلم دوق لعبد العزيز بعد عدّة اشتباكات شاقة وأعلنت الشروط المفروضة أن يدفع هو وكل مواطن في سلطته ضريبة سنوية على الأموال.
طلب الخليفة سليمان بن عبد الملك من موسى الذي كان قادم مع سرب من الجنود والغنائم، تأخير دخوله الكبير إلى المدينة، من المؤكد أنّه كان ينوي المطالبة بالأمجاد التي جلبها لنفسه من الفتح، لكن موسى رفض هذا الطلب ودخل دمشق منتصراً على أي حال وجلب الغنيمة أمام المريض الوليد الأول؛ الأمر الذي جلب لموسى وطارق شعبية غير مسبوقة بين أهل دمشق.
توفي الوليد بعد أيام قليلة وخلفه شقيقه سليمان الذي طالب موسى بتسليم كل غنائمه، عندما اشتكى موسى جرده سليمان من رتبته وصادر كل الغنائم، بما في ذلك المائدة التي قيل أنّها تعود لسليمان، توفي موسى بشكل طبيعي أثناء أداء فريضة الحج مع سليمان بن عبد الملك، بسبب العار له، تمّ تسمية قمة جبل موسى باسم موسى بن نصير وفقاً لعالم الجغرافيا البربر المسلم ابن بطوطة.