لقد سمي النبيل وولف ملك ويسيكس وقبل ذلك عينه أباه إغبرت من ويسيكس ملكاً لمملكة كينت بعد انتصارهم على ملك مرسيا، حيث قاد الملك يثيلوولف العديد من المعارك ضد الفايكنج بما في ذلك معركة كارهامبتون ومعركة أكليا وكان يتمتع بسمعة سيئة بين المؤرخين وكان ينظر إليه على أنه متدين للغاية وغير مهتم بالتنمية والعلوم، أيضاً كان ينظر إلى رحلته إلى روما على أنها تخلي عن واجباته.
لمحة عن ايثلوولف ملك وسكس
لقد كان اسم أمه غير معروف وليس له إخوان معروفين ثم تزوج من اثنتين كانت أوزبورو الأكبر وأم لأطفاله ال 6 وكانت ابنة رئيس الخدم الشهير لايثيلوولف، أما زوجته الثانية جوديث الابنة الكبرى للملك تشارلز الأصلع.
تم ذكر ايثلوولف لأول مرة في سنة 825 عندما انتصر والده إغبرت في معركة جلاندون الحاسمة منهياً سيطرة مرسيا الطويلة على جنوب إنجلترا، حيث بالتعاون مع الحاكم ولفهيرد تم إرسال جيش كبير إلى كينت لطرد الملك بالدريد الموالي لميرسين وضم ممالك ويسيكس.
في الواقع نجحت الحملة وعين ايثلوولف حاكماً لكينت وأصدر ميثاقاً كملك كينت في نفس العام على عكس المرتزقة نجح الساكسونيون في الاقتراب من سكان كينت، حيث كسب دعمهم من خلال تعيين حاكم من بينهم واستمرت حملات وفتوحات إغبرت ضد مرسيا حتى وفاته وخلفه ابنه في حكم مملكة وسكس.
حكم ايثلوولف ملك وسكس
لقد تولى عرش وسكس سنة 839 ومنحته تجربته كملك مخلص خبرة قيمة في الحكومة وقام بدوره بتربية أبناء الملوك المخلصين له، حيث عند توليه العرش أعطى ابنه أثيلستان أراضي مملكة كينت ومملكة إسكس ومملكة سوري ومملكة ساسكس ليحكمها.
مع ذلك لم يقدم له ايثلوولف ذات السلطة التي يتميز بها أباه بالرغم من أن أثيلستان حضر مواثيق أباه كملك إلا أنه لم يتم تقديم سلطة إصدار مواثيقه الخاصة، حيث قام ايثيلوولف بالمحافظة على سياسة أباه في حكم كينت عن طريق حكام معينين من قبل النبلاء المحليين وتشجيع مصالحهم لكنه قدم دعماً أقل للكنيسة.
لقد عرف بسياسته في كسب تأييد الشعوب الأجنبية وتجنب ثوراتها بمنح نبلاءهم مناصب مهمة وأراضي وهبات قيمة، حيث خلقت هذه السياسة شبكة صداقات والتزامات متبادلة بين المستفيدين والملك مثال: كان رؤساء أساقفة كانتربري قريبين من دائرة ملك ساكسونيا الغربية.
لقد كانوا يشغلون مناصب عالية وكانوا في بعض الأوقات أعلى من أبناء الملك في قوائم شهود المواثيق وقام ايثلوولف بالمحافظة على بناء علاقات ودية مع مارسيا التي طورها أباه إغبرت قبل موته، حتى أنه تحالف مع بيرغريد في حملته الناجحة ضد ويلز ومن جهة أخرى شارك في عدة معارك ضد الفايكنج.
في سنة 843 خسر بهجوم من قبل الكثير من السفن الدنماركية وبعدها حقق أثيلستان انتصاراً بحرياً على أسطول كبير بالاستيلاء على 9 سفن، حيث بعدها قاد الفايكنج هجوماً واسعاً على جنوب إنجلترا واستولى الأسطول الدنماركي على لندن وحاول ايثلوولف إنقاذ حلفائه من مارسيا لكنه خسر وتحول إلى موقع دفاعي بعد وصول مقاتلي الفايكنج إلى سري.
لقد ذهب ايثيلوولف في رحلة حج إلى روما وهي الفترة الملائمة للملك الساكسوني للمطالبة بمنصب مرموق بين ملوك وأباطرة العالم المسيحي، حيث رجع مرة ثانية إلى روما في حاشية كبيرة تاركاً مملكة وسكس في رعاية ابنه الأكبر أيثيلبليد ومملكة كينت الموالية لحكم ابنه الآخر اثيلبيرد وهكذا أكدوا أنهم سيخلفون المملكتين من بعده.
في كل رحلة أقام ايثيلوولف في قصر تشارلز الأصلع ملك فرنسا وتزوج من ابنته جوديث ثم أُجبر على العودة إلى وسكس لمواجهة تمرد ابنه أثيلبلاد الذي حاول منع والده من استعادة عرشه.
وفاة ايثلوولف ملك وسكس
توفي ايثلوولف في سنة 858، ويعتقد أن المملكة قد تم تقاسمها بين أكبر أبنائه وحكم أيثيلبليد وسكس بشكل فردي وحكم اثيلبيرد مملكة كينت والجنوب الشرقي، حيث تمشياً مع رغبات ايثلوولف خلفه أبنائه ورغباً في الاستفادة من هيبة الزواج فقد تزوج أيثيلبليد من زوجة أبيه جوديث.
مات أيثيلبليد بعد ما يقرب من عامين وخلفه أخاه اثيلبيرد ودفن إلى الأبد، حيث خطط تجزأة المملكة بين أولاده التي احتفظ بها ايثلوولف، حيث من الممكن أن يكون ايثلبريد قد أبرم صفقة مع إخوته ايثلريد وألفريد الذين كانوا لا يزالون أصغر من أن يحكموا من خلال التعهد بتوريث المملكة بأكملها لهم عند موته.