اقرأ في هذا المقال
بعد استعادة مايكل الثامن باليولوجوس للقسطنطينية عام (1261) ، تُركت الإمبراطوريّة البيزنطية في وضع خطير، كان هناك الكثير من الحديث بين الولايات اللاتينية في البر الرئيسي اليوناني ومناطق أُخرى لاستعادة القسطنطينيّة للإمبراطورية اللاتينية، بينما جاء إلى الشمال التهديد الرئيسي من التوسع الصربي في البلقان من قبل الملك ستيفان أوروس الأول.
لم يكُن له في ذلك الوقت حدود قوية تحت سلالة كومنينيا في نهر الدانوب فكانت القسطنطينيّة مُهدّدة من قبل اللاتينيّين في اليونان ولحل هذه المشاكل بدأ مايكل باليولوجوس في تعزيز حكمه، كان قد أُصيب الإمبراطور جون الرابع بالعمى الأصغر، ممّا أدّى إلى الكثير من الاستياء، لمواجهة ذلك، قام الإمبراطور البيزنطي بتثبيت بطريرك جديد للقسطنطينيّة، جيرمانوس الثالث، وأمُر برفع حرمانه الذي تمّ وضعه عليه من قبل البطريرك السابق أرسينيوس أوتوريانوس والخضوع لسلطة روما من أجل تخفيف التهديد اللاتيني.
مع استمرار الإمبراطوريّة البيزنطيّة في غزو الأراضي اللاتينيّة، بدأ الأتراك بقيادة عثمان الأول غاراتهم على الأناضول البيزنطيّة، تمّ أخذ Söğüt و Eskişehir في 1265 و 1289 على التوالي.
لم يكُن مايكل باليولوجوس قادرًا على التعامل مع هذه الخسائر المُبكرة وذلك لأنّه كان بأمس الحاجة إلى نقل القوات إلى الغرب، وفي عام (1282)، توفي مايكل باليولوجوس وخلفه ابنه أندرونيكوس الثاني في الحكم.
جاءت وفاة الإمبراطور البيزنطي القديم كإغاثة للمجتمع ككل ومخرج من سياساته غير المرغوب بها، إذ كانت سياسته في استرضاء اللاتينيّة للكنيسة في روما، وفرضه الضرائب الثقيلة والإنفاق العسكري كان عبئا ثقيلا على الناس، عندما بدأ الأتراك العثمانيون في الاستيلاء على الأرض من الإمبراطوريّة، كان يُنظر إليهم على أنّهم مُحررين للأناضول وسرعان ما تحول الكثيرون إلى الإسلام مما زعزع قاعدة السلطة البيزنطيّة الأرثوذكسيّة.
تمّيز حكم أندرونيكوس بعدم الكفاءة وقرارات قصيرة النظر التي من شأنها أنّ تضر بالإمبراطوريّة البيزنطيّة على المدى الطويل إلى أبعد من الإصلاح، بدأ في هدم فرط بيرزن البيزنطي ، ممّا أدّى إلى انخفاض قيمة الاقتصاد البيزنطي، تمّ تخفيض الضرائب على الأقوياء، أي الأرستقراطيين وبدلاً من ذلك تمّ وضعهم على فئة برونويا من فارس. لترويج حكمه.
نُبذ اتحاد الكنائس الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة الذي أصدره مجلس ليون الثاني في عام (1274)، وبالتالي زادت الأعمال العدائيّة بين اللاتين والبيزنطيين، اهتم أندرونيكوس الثاني باهتمام بالغ بالحفاظ على أراضي الأناضول البيزنطيّة وأمر ببناء حصون في آسيا الصغرى وتدريب قوي للجيش.
أمر الإمبراطور البيزنطي بنقل حكمه إلى الأناضول من أجل متابعة الحملات هناك وأصدر تعليماته إلى الجنرال ألكسيوس فيلانثروبينوس بدفع الأتراك، أصبحت النجاحات في البداية عديمة الجدوى عندما قام أليكسيوس بانقلاب فاشل، ممّا أدّى إلى نهاية حملاته.
سمح هذا للعثمانيين من أجل فرض حصار على نيقية عام (1301)، وحدثت هزيمة أُخرى لابن أندرونيكوس مايكل التاسع بالإضافة إلى الجنرال البيزنطي وهو جورج موزالون وذلك في ماجنيسيا وبافيوس عام (1302).
على الرغم من ذلك، حاول أندرونيكوس مرة أُخرى توجيه ضربة حاسمة للأتراك، هذه المرة قاموا بتوظيف المرتزقة الكتالونيّة، بتوجيه من مايكل التاسع وقيادة روجر دي فلور، تمكنت القوة الكاتالونيّة التي يبلغ قوامها (6500) فرد في فصلي الربيع والصيف عام (1303) من دفع الأتراك إلى الوراء.
أدى هجوم المُرتزقة إلى عودة الأتراك من فيلادلفيا إلى سيزيكوس، ممّا تسبب في دمار كبير لمناطق الأناضول، مرة أخرى أُحبطت هذه المكاسب من النزاعات الداخلية، حيث تمّ اغتيال روجر دي فلور وانتقمت شركته وقامت بنهب ريف الأناضول.
عندما غادروا أخيراً عام (1307) لمهاجمة البيزنطيين في تراقيا، قام السكان المحليّون بالترحيب بالعثمانيين الذين بدأوا مرة أخرى في حصار القلاع الرئيسيّة في آسيا الصغرى، تمكن العثمانيون من بناء دولتهم ويعود السبب لنجاحهم العسكري وقوتهم والانقسامات والنزاعات العديدة والمُستمرة بين خصومهم، رأى العديد من صفوف الفلاحين في الأناضول أنّ العثمانيين هم الأفضل.
بعد كل هذه الهزائم، لم يكُن أندرونيكوس في وضع ليُسمح له إرسال قوات كبيرة، وفي عام (1320)، تمّ تجريد حفيد أندرونيكوس الثاني، وهو أندرونيكوس الثالث، وذلك بعد وفاة والده مايكل التاسع، ابن الإمبراطور ووريثه، في العام التالي، رد أندرونيكوس الثالث بالسير على القسطنطينية وأعطي تراقيا كتقدير.
استمر في الضغط من أجل ميراثه، وفي عام (1322) أصبح إمبراطورًا مُساعدًا. وقد بلغ هذا ذروته في الحرب الأهلية البيزنطية في (1321-1328) ، التي دعمت فيها صربيا أندرونيكوس الثاني ، ودعم البلغار حفيده.
في النهاية ظهر أندرونيكوس الثالث مُنتصراً في 23 مايو 1328، وبينما قام أندرونيكوس الثالث بالسيطرة على مدينة بيزنطة، كان العثمانيّون قد نجحوا في أخذ بورصة من البيزنطيين عام (1326).