بداية ضعف الدولة الأموية:
حاول الوليد الأول أن يرشح ابنه خلفاً له، بدلاً من شقيقه سليمان، الذي خلفه بموجب عهد والدهما، بطبيعة الحال، رفض سليمان التخلي عن مطالبته، توفي وليد قبل أن يجبر شقيقه على الخضوع، وتولى سليمان (715-717 م) المنصب، كانت فترة حكمه القصيرة فشلا ذريعا.
لم يكن لسليمان سوى ازدراء المرحوم الحجاج وأطلق سراح العديد من الأشخاص الذين كانوا محتجزين في سجون الحجاج، ومع ذلك، واجه مرؤوسو الحاكم المتوفى غضب الخليفة الجديد.
قتل سليمان العديد من جنرالات الإمبراطورية الشجعان والحكام الموهوبين، حيث تم اختيار معظمهم من قبل المذكورين أعلاه، ثم حول سليمان انتباهه نحو القسطنطينية وأرسل قوة هائلة لغزو العاصمة البيزنطية عام (717) م.
كان هذا الغزو هزيمة باهظة ومذلة، وكان الضرر دائمًا لا رجعة فيه، وتوقف التوسع، علاوة على ذلك، كان أول انتكاسة كبيرة ضد البيزنطيين، مع اقتراب وفاته، أدرك سليمان أنّ أبنائه كانوا أصغر من أن يخلفوه، فرشح ابن عمه عمر بن عبد العزيز.
قتل عمر بن عبد العزيز:
فقد رشح سليمان ابن عمه المتدين عمر بن عبد العزيز، تمكن عمر الثاني (717-720 م) من الحكم لمدة ثلاث سنوات فقط حيث قاموا بتسميمه من قبل أفراد عائلته بسبب موقفه الثابت من العدالة والمبادئ المتعلقة بالديانة الإسلامية، وقد أكسبته هذه الخاصية، والتي تكملها العديد من أفعاله المثيرة للإعجاب مثل وقف الشتائم العلنية لعلي، وتسهيل التحول وقف الهجمات على الإمبراطوريات المجاورة المسالمة، هذه الاعمال صنعت له الكثير من الشهرة بعد وفاته لأنّه غالبًا ما كان يُطلق عليه لقب الخليفة الراشدي الخامس.
أوقف جميع الحملات العسكرية، مدركًا أن الحالة الداخلية للإمبراطورية بحاجة إلى التحسين قبل أي شيء آخر، كما دخل في مفاوضات مع المسلمين غير العرب (موالي – بالعربية)، الذين عارضوا واستاؤوا من الحكم الأموي (منذ أن تم قمعهم بعنف).
لو مُنح وقتًا كافيًا، كانت هناك فرصة كافية لنجاحه، ولربما لم يكتسب العباسيون دعمًا كافيًا ضد الأمويين من الموالين والمسلمين الشيعة (من المقاطعات الشرقية)، أثبت خليفة عمر، يزيد الثاني (720-724 م)، ابن آخر لعبد الملك، أنه ليس حاكماً أفضل من أول من حمل اسمه(يزيد بن معاوية).
بينما كان منشغلاً في الاهتمام بأمور القصر وحل النزاعات الموجودة فيه، فقد حكامه غير الفعالين كل سيطرتهم على الإمبراطورية، لحسن حظ الأمويين، مات بعد أربع سنوات فقط من توليه السيطرة، وبهذا انتهت قصة الخلافة الأموية التي حكمت بلاد الشام والحجاز وبلاد السند وأفريقية والأندلس بكل عدالة ونزاهة وبينوا أنّهم الجيدين بالخلافة.