تآمر الدول الأوروبيّة على الدولة العثمانية

اقرأ في هذا المقال


بغض النظر عن اختلاف الكفار على تقسيم ديار المُسلمين ولكن هدفهم واحد هو القضاء على الإسلام وقد سلكوا لذلك العديد من الطرق، فقد كانوا يعملون على إثارة النعرة القوميّة في البلدان الأوروبيّة التي تحكمها الخلافة الإسلامية وإثارة النزعة الاستقلاليّة وقاموا بتحريك أهل البلاد على الدولة الإسلاميّة.


وكانوا يمدونهم بالسلاح والمال من أجل الثورة على الدولة الإسلاميّة وهذا ما حصل في بلاد الصرب وبلاد واليونان، وحاولوا ضرب الدولة الإسلاميّة من الخلف فقامت فرنسا بغزو مصر واحتلالها في تموز وذلك في عام(1798)، ثُم زحفت على فلسطين واحتلتها وأرادت أنّ تحتل باقي دول الشام كالأُردن وسوريا ولبنان وذلك من أجل ضرب الدولة الإسلاميّة ضربة قاضية للقضاء عليها نهائيًّا، ولكنّها هُزمت وبعد ذلك قامت بالخروج من مصر وقامت بتسليم أراضي الدولة.


خلال القرن التاسع عشر، أُطلق على الإمبراطوريّة العثمانيّة لقب”رجل أوروبا المريض”، حيث فضّلت القوى الأوروبيّة أن تظل دولة عازلة، ممّا يساعد على استقرار توازن القوة التي تمّ تأسيسها بعد هزيمة نابليون في عام (1815) حيث استولت روسيا على (اليونان، صربيا، والاسيا، جورجيا، وموانئ الدانوب).

عندما انفصلت مصر عن الدولة العثمانيّة في عام (1838)، كان العثمانيون أضعف من أن يمنعوها من الانفصال بسبب الأوضاع السيئة في الإمبراطوريّة.

ولحسن الحظ بالنسبة للعثمانيّين، خاضت إنجلترا حرب القرم (1853-1856) بالنيابة عنهم، واستعادت بعض اللمعان والاستقرار بسبب الاضطرابات المدنيّة في القوة الأوروبيّة.

بالإضافة إلى الدعم العسكري، قدمت البنوك والممولون الأوروبيّون مبالغ ضخمة من المال للحرب والإصلاحات والقصور الجديدة مثل:(قصر Dolmabahçe، وقصر Beylerbeyi)

بعد تصاعد الدولة العثمانيّة في الديون، أعلنت السلطنة العثمانيّة إفلاسها في عام (1875) وفقدت السلطة الماليّة لإدارة الدين العام العثماني التي تسيطر عليها أوروبا، اغتنام هذه اللحظة، سعت له كل مقاطعة تقريبًا ذات عقليّة الاستقلال إلى القفز على السفينة الغارقة، بما في ذلك اليونان وصربيا وبلغاريا وأرمينيا والبوسنة ولبنان وكريت.

ألهمت هذه الأزمة مجموعة من المُثقّفين البرجوازيّين لتشكيل مجموعة تُعرف باسم الشباب العثماني(Yeni Osmanlılar)، أحد أبرز الأعضاء كان ناميك كمال، وهو شاعر وموظف شاب مقتنع بأنّ “الإصلاحات” في القرن التاسع عشر كانت على حد سواء تقليد ضعيف لأوروبا وإهانة للتقاليد التركيّة.

كان الشباب العثمانيّون يأملون في إنقاذ ما تبقى من الإمبراطوريّة، وصاغوا دستورًا للسلطان عبد الحميد الثاني(1876-1909)، فقط ليوقفه بعد عامين ويتولى الحكم بنفسه.

قام عبد الحميد بإصلاح النظام المالي، وطوّر الدولة العثمانيّة باستخدام ذكاء التحالفات التركيّة والإسلاميّة، على الرغم من تقدم عبد الحميد، نما عدم الرضا، وجاء استدعاء السلطان القسري للبرلمان في وقت متأخر.

على الرّغم من إخماد ثورة الشباب التركي في عام (1908)، إلّا أنَّ مسيرة مصطفى كمال أتاتورك وشيفكيت باشا عام (1909) في اسطنبول حظيت باستقبال مُختلف، التقى بهم نواب برلمانيّون خارج اسطنبول ووافقوا على عزل عبد الحميد الثاني لصالح محمد الخامس وذلك للإيقاع بالدولة العثمانيّة وإنهاء الخلافة الإسلاميّة نهائيًا.


شارك المقالة: