التغيرات الاجتماعية والثقافية على مر العصور قد أثرت بشكل كبير على نمط الحياة والقيم في مجتمعات مختلفة، ومن بين هذه التغيرات تأتي ظاهرة الزواج المبكر وتأثيراته على الحمل المبكر، إنّ الزواج في سن مبكرة يعد ظاهرة تثير العديد من التساؤلات حول تأثيرها الجسماني والنفسي على الأفراد المشاركين فيها، وعلى رأس هذه التأثيرات تأتي تداعياتها على الحمل والأمومة في سن مبكرة.
التأثيرات الصحية للحمل المبكر
الحمل في سن مبكرة يحمل مخاطر صحية كبيرة على الأم والجنين، يعد جسم الفتاة في سن المراهقة لا يزال في مرحلة نموه وتطوره، مما يعني أنها قد تكون أقل قدرة على تحمل أعباء الحمل والولادة.
وفي ظل عدم تكوين جسمي كافٍ لتلبية متطلبات الجنين، يمكن أن تزيد مخاطر الولادة المبكرة وانخفاض وزن الجنين عند الولادة.
بالإضافة إلى ذلك تزيد فرص حدوث مضاعفات خلال الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل بشكل كبير لدى الفتيات اللواتي يخوضن تجربة الحمل في سن مبكرة.
التأثير النفسي والاجتماعي: يُعَدّ الزواج المبكر والحمل في سن مبكرة تحديًا نفسيًا واجتماعيًا كبيرًا. فعلى الصعيدين الشخصي والاجتماعي، قد يواجه الأفراد تحديات في التكيف مع مسؤوليات الزواج والأمومة في سن مبكرة، فالفتيات اللواتي يدخلن في علاقات زواجية في سن مبكرة قد يكون لديهن تحديات في بناء علاقة زوجية ناجحة وصحية، حيث أنّهن غالبًا ما يكونن لا يزالن في مرحلة النضج الشخصي والعاطفي.
التعليم والفرص: قد تؤثر الزيجة المبكرة والحمل في سن مبكرة على فرص الفتيات للتعليم وتحقيق أهدافهن المستقبلية، فغالبًا ما يتوقف الحمل المبكر على الفتاة عن مواصلة تعليمها وملاحقة أحلامها الشخصية والمهنية، وبالتالي يمكن أن تنعكس هذه التأثيرات على تحقيقها للتقدم الاجتماعي والاقتصادي.
تُظهر الدراسات أن للزواج المبكر والحمل في سن مبكرة تأثيرات كبيرة على الصحة الجسدية والنفسية للأفراد المعنيين بها، من المهم فهم هذه التأثيرات والعمل على توعية الشباب بمخاطر الزواج المبكر والحمل في سن مبكرة، يجب توفير الدعم اللازم للفتيات والشبان لتأجيل الزواج والحمل حتى يكونوا قادرين على التحضير لهذه المرحلة بشكل أفضل من النواحي الصحية والاقتصادية والنفسية.