تأثير اختلاف الثقافات بين الشعوب:
في عالم يحتوي أكثر من مائة جنسية، ضمن نطاق وجود اختلاف ثقافي خرافي يجدر بمؤسساته وأهله ان يستفيدوا منها بما يكفل على أقل تقدير فهم أولئك الشعوب جيداً، وتقريب المسافات الفاصلة بيننا وبينهم وبنفس الوقت يتم التفكير بوسيلة مثلى لتفعيل عنصر التبادلية الثقافية، بحيث يتم إبراز ثقافة المجتمع وفنونه ونشرها في كافة الوسائل الاتصالية على أبناء هذه الثقافات الراكدة الغائبة والمغيبة.
عرف عن العلماء القدماء محاور ثقافية كانت تتمركز حول الثقافة والدولة ضمن مجموعة من المجلات العالمية، وهي تتحدث عن عدم التمييز بين الثقافات، وتم توضيح فيها السبب في عدم تقدير بعض الأشخاص في الدول المتطورة للفنون الشفهية والعادات والتقاليد الخاصة بالدول الجديدة.
ويعود ذلك إلى مجموعة الاختلافات الثقافية التي تم تبنيها في مجموعات المؤتمرات الدولية الت تنص على أن جميع الثقافات متساوية، وهذا الأمر الذي حاول محو كافة الاختلافات والفروق الثقافية، تلك التي تعارض مع التفكير العقلاني للثقافات دون المزيد من الفهم ويزيد الأمر سوءً، كما يقول العالم هوجارت عندما يتناول البحث عادةً أو تقليداً معيناً بدلاً من فحوى الأشكال المختلفة للثقافة.
عندما يصبح تعريف الثقافة بوصفها حقيقة تختص بالمحور الاجتماعي بأنها ذلك الأمر المتشابك الذي يضم المعارف والقوانين والتقاليد والشعائر والعادات والقيم الاجتماعية، تلك التي تنتمي للثقافات وغير ذلك من الميول والاستعدادات التي يأخذها ويحققها الإنسان كجزء في مجتمعه.
فكيف بنا في المجتمع نحاول إلغاء ثقافة الآخر ووضعه بغير وجه حق في ثقافتنا، وإلا فالتخطي سيكون مصير هذه الثقافات، ولهذا يأتي الوافد الينا غريباً ويعيش غريباً ويرحل غريباً إلا من نجح في المواءمة ما بين ثقافة مجتمعه وما يجده هنا مناسباً أو قريباً من ملامسة ما يقبله.
واللغة الأصيلة والعريقة واللهجة المحلية على سبيل المثال تتعرض للتثليم والتصدع من قبل بعض أفراد الثقافات الأخرى حين يتحدثون بها، فيقوم أفراد المجتمع بتبني لغة ما والتحدث بها، فتكاد تستوطن الألسنة وتفرض نفسها عليهم كلغة تخاطب معترف بها، وأيضاً موضوع اللباس والتراث الثقافي المعترف فيه بالمجتمع ومثل ذلك الكثير من الأمثلة.