يعتبر التعليم والتحصيل الدراسي أمورًا أساسية في حياة الفرد، فهو يشكل الأساس لتحقيق النجاح والتقدم في المجتمع، ومع ذلك تتسبب بعض الظروف والتحديات الاجتماعية في اتخاذ بعض الشباب قرارات بالانسحاب من النظام التعليمي، وهو ما يعرف بظاهرة التسرب المدرسي، يعتبر الانخراط الاجتماعي أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على قرارات التسرب المدرسي، حيث يمكن أن يكون له تأثير كبير على تلك القرارات من خلال عدة جوانب.
تأثيرات التسرب المدرسي
تأثير الأصدقاء والمجتمع: الأصدقاء والمجتمع المحيط بالفرد يلعبان دورًا كبيرًا في توجيه قراراته المتعلقة بالتعليم. إذا كان الشاب محاطًا بأصدقاء يتسمون بالتفكير السلبي تجاه الدراسة، فقد يجد نفسه متأثرًا بهذا التفكير ويتخذ قرار التخلي عن الدراسة. على الجانب الآخر، إذا كانت العائلة والمجتمع يشجعون بنشاط على الالتزام بالتعليم ويوفرون الدعم اللازم، فإن ذلك سيكون له تأثير إيجابي على استمرارية الفرد في مساره الدراسي.
الضغوط الاقتصادية والاجتماعية: تلعب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية دورًا مهمًا في تشكيل قرارات التسرب المدرسي. في بعض الحالات، يمكن أن يجد الشباب أنفسهم مضطرين إلى ترك المدرسة للعمل وتوفير دخل لأنفسهم أو لأسرهم. الحاجة الملحة إلى توفير لقمة العيش قد تجبرهم على التضحية بالتعليم. وبالتالي، يصبح للوضع الاقتصادي والظروف المادية تأثير قوي على تلك القرارات.
نقص الدعم والتوجيه: تلعب نقص الدعم والتوجيه الفردي دورًا في تفاقم ظاهرة التسرب المدرسي. إذا لم يتلقى الفرد الدعم الكافي من المعلمين والمستشارين المدرسيين والعائلة، قد يشعر بالتشتت والتحفظ تجاه المدرسة. قد يصبح هذا الشعور سببًا رئيسيًا لاتخاذ قرار التوقف عن الدراسة.
تعزيز الانخراط الاجتماعي للحد من التسرب المدرسي: للتغلب على ظاهرة التسرب المدرسي، يجب التركيز على تعزيز الانخراط الاجتماعي للفرد. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير بيئة داعمة في المدرسة والمجتمع، تشجيع العائلة على دعم وتشجيع الأبناء في مساراتهم التعليمية، وتوجيه الشباب نحو فهم أهمية التعليم في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم المستقبلية.
إن التأثير الاجتماعي له تأثير كبير على قرارات التسرب المدرسي، من خلال فهم هذا التأثير والعمل على تعزيز الانخراط الاجتماعي، يمكننا بناء جيل من الشباب الذين يدركون أهمية التعليم ويسعون جاهدين نحو تحقيق نجاحهم الشخصي والاجتماعي.