تعتبر فترة الطفولة والشباب مرحلة حساسة في حياة الأفراد، حيث تشكل البيئة والتجارب خلال هذه الفترة أساسًا هامًا يؤثر في تطورهم الشخصي والاجتماعي. ومن بين العوامل التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تحصيلهم الدراسي وأدائهم الأكاديمي، يأتي التجربة الصعبة للطلاق المبكر للآباء والأمهات. يعتبر الطلاق المبكر ظاهرة اجتماعية معقدة، وله تأثيرات عميقة على الأسرة وعلى صحة وسلوك وتطور الأطفال، فيما يلي تأثير الطلاق المبكر على الأداء الأكاديمي والتحصيل الدراسي للأطفال.
تأثير الطلاق المبكر على الأداء الأكاديمي للأطفال
انقسام الانتباه والرعاية يعتبر الانفصال والطلاق عملية صعبة للغاية بالنسبة للأطفال، حيث يشعرون بعدم الأمان والاستقرار بسبب تغيرات حادة في حياتهم اليومية. قد يؤدي هذا التغيير إلى انشغال الوالدين بالأمور المالية والقانونية، مما يقلل من الانتباه والرعاية التي يحتاجها الأطفال خلال تلك المرحلة الحساسة.
وهذا التقسيم في الاهتمام قد ينعكس سلبيًا على أدائهم الأكاديمي، حيث يفتقرون إلى الدعم العاطفي والمشاركة الفعّالة من قبل والديهم في متطلبات الدراسة.
التوتر النفسي والعاطفي الطلاق المبكر يشكل صدمة نفسية كبيرة على الأطفال، وقد يتسبب في زيادة مستويات التوتر والقلق لديهم.
هذا التوتر النفسي يمكن أن يؤثر على تركيزهم وقدرتهم على التحصيل الدراسي. فالأطفال الذين يعانون من توتر نفسي متواصل قد يجدون صعوبة في التركيز في الفصول الدراسية وفي القيام بواجباتهم المدرسية، مما يؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي.
انقطاع الدعم الاجتماعي تعتمد نجاح الأطفال في الحياة الأكاديمية على دعم اجتماعي قوي من الأسرة والمجتمع المحيط.
ومع الطلاق المبكر، قد يحدث انقطاع في هذا الدعم الاجتماعي. يمكن أن يكون للوالدين الانفصال تأثير على علاقتهما مع أطفالهما، مما يؤثر على مستوى الدعم العاطفي والتشجيع المقدم للأطفال في مسارهم الدراسي.
تغيرات في البيئة المنزلية قد يؤدي الطلاق المبكر إلى تغيرات جذرية في البيئة المنزلية للأطفال، حيث قد يضطرون للانتقال بين منازل الوالدين أو التكيف مع محيط جديد. هذه التغيرات يمكن أن تؤثر على استقرارهم العاطفي والاجتماعي، وبالتالي تؤثر على قدرتهم على التحصيل الدراسي.
في الختام، يُظهر البحث والدراسات أن الطلاق المبكر يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية عميقة على الأداء الأكاديمي والتحصيل الدراسي للأطفال، لذا يجب على الأهل والمجتمع العمل على توفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لهؤلاء الأطفال، وتقديم بيئة مستقرة وداعمة.