تأثير المزايا والعيوب على السلوك في نظرية الاتفاق البنائي:
يناقش علماء الاجتماع نظرية الاتفاق البنائي إلى حد ما عن آراء أصحاب نظرية التوافق، فهم يتفقون على أن المجتمع يحدد سلوكنا عن طريق تكوين وتقييد هذا السلوك.
ولكنهم يؤكدون على قيود بنائية مختلفة، فمن وجهة نظرهم، أهم ما يؤثر على الحياة الاجتماعية، هو توزيع الأفضليات وتأثيره على السلوك، فعندما توزع أفضليات المزايا الاجتماعية، بعدم التساوي تكون فرص المميزين لاختيار كيفية التصرف أكبر من فرص الأفراد غير المميزين.
فعلى سبيل المثال، من الممكن لولدين من نفس الذكاء أن يكون لديهم حرص متساوي ليحققوا إنجازاً تعليمياً وأن يتم تشجيعهم من قبل الآباء بالتساوي، فإن الحماس الذي يتم تلقينه إليهم عن طريق الثقافة، لا يمكن بمفرده أن يخبرنا بكل شيء حول نجاحهه التعليمي أو فشلهم.
فإذا أتى أحد الأولاد من منزل ثري وجاء الآخر من منزل فقير، فإن هذا سيكون له علاقة موضحة للتعليم بدلاً من أن يكون علاقة لتوضيح رغباتهم المتشابهة التي يحصلون عليها بالتعليم، وبشكل واضح، فإن التوزيع غير المتساوي (الجائر) للمميزات الاجتماعية في حالة الموارد المالية، سوف يساعد الولد الذي يمتلك مزايا اجتماعية كما أنه سوف يعرقل حركة الولد الذي لا يمتلك مزايا اجتماعية.
إن والدي الولد ذو المزايا الاجتماعية يستطيعون أن يشتروا تعليماً خاصاً لولدهم، في حين أن والدي الولد الفقير لا يستطيعون عمل ذلك، والطفل المميز متأكد من أنه يعيش في منزل مؤهل بقدر كافي، ويمتلك حيز كافي للمذاكرة، في حين الولد غير المميز، قد يدرس في نفس الغرفة التي يتواجد بها التلفاز أو أن يشترك في غرفة النوم مع أخواته الذكور واﻹناث.
والطفل المميز يمكن أن يعتمد على وجبة مناسبة، والتي تؤدي إلى صحة جيدة، في حين أن الطفل غير المميز لا يتمكن من ذلك، ويستطيع الولد المميز أن يحصل على كل الكتب والأجهزة الني يحتاجها للدراسة، في حين أن الطفل غير المميز لا يتمكن من ذلك.
والأكثر أهمية من ذلك أن الطفل المميز يستطيع أن يستمر في التعليم إلى حد الذي لا يؤثر فيه شيء، أما بالنسبة لهؤلاء الذين يمتلكون مزايا أقل، فغالباً ما يكون من الضروري بالنسبة لهم أن يتركوا المدرسة ويذهبوا إلى العمل ليزيدوا من دخل الأسرة، وعادة ما يؤدي هذا الدافع الأقوى بالتعليم إلى نهاية مبكرة.