تأثير ثقافة المجتمعات على سلوك الفرد:
لا بد لنا من المعرفة التامة بأنه سرعان ما تتواجد عوامل التوتر في المجتمعات التي يتواجد فيها أمور معينة من الإحباط والتعقيد الثقافي، مع تواجد أساليب من عدم التوافق بين الفرد والثقافة التي ينمتي لها، وكذلك عدم تطابق شخصيته المعتاده مع النمط الثقافي القائم عليه، وعدم وجود تطابق ما بين السلوك والأوضاع الثقافية المتغيّرة التي تكون سائدة في المنظمة.
عند وصول الفرد إلى مستوى العجز في مجاراة المستوى الثقافي السائد في البيئة التي يقيم بها إضافة إلى الإتجاهات المتنوعة، في هذه الحالة يمكن المعرفة بأن ثقافة أيّ مجتمع مستقل قد تتحول، بسبب العجز إلى ثقافة نائية، فاستناداً إلى ذلك يجب المعرفة بأن العوامل الحضارية والاتجاهات الثقافية المتغيرة تمثل أمور مهمة تستخدم في عملية إنتاج الثقافة لأي مجتمع، مهما تعددت واختلفت الأسباب، وفي يومنا هذا تبين مجموعة كبيرة من الأمور أنّ الثقافة النائية تميل إلى الانتشار في المجتمعات المتحضرة أكثر من المجتمعات البدائية.
الثقافة النائية كان لها الدور الأكبر في التأثير على سلوك الفرد بشكل تام، إضافة إلى ذلك التطور الحضاري والثقافي السريع الذي عمل على تواجد تصادم بين الثقافات، وبناء على ذلك أدى ذلك الأمر إلى إحداث خلل في السلوك القائم على الثقافة، إضافةً إلى ذلك عدم توافق الفرد في المجتمع الذي يعيش فيه، وقد يجعل هذا الامر الفرد مخالفاً في قيمه واتجاهاته، وأن يصبح منحرفاً عن السلوك العام.
أثر الثقافة على السلوك العام للفرد:
ومن المهم المعرفة أنّ الثقافة تؤثر على السلوك العام للفرد، على اعتبارها نظام متشابك يتكون من مجموعة مختلفة من السلوكيات الثقافية الأساسية، ولا بد من تواجد قيم ثقافية قائمة على ممارسات أفراد المجتمع، ولها الأثر الكبير على أنماط الثقافة بشكل متفاوت، من خلال مجموعة من عمليات التنشئة الاجتماعية التي يمر بها الفرد.
يبدأ السلوك بالنسبة للفرد منذ مراحل الطفولة، وغالباً ما تحدّد أسلوب الأفراد وسلوكياتهم في المجتمعات، فعلى أساس ذلك يمكن للفرد التنبؤ بما يمكن أن يتصرف به، وذلك مع ضرورة أن ينتمي الفرد إلى ثقافة معينة؛ لأنّ الثقافة هي التي تحتم عليه أسلوباً معيناً تجاه كل مشكلة من المشاكل التي تواجهه، وبالتالي تحدّد السلوك الفردي والجماعي في إطار محدد.