تاريخ ارهاب حزب الله في أمريكا اللاتينية 

إن الميثاق التأسيسي لحزب الله أعلن الولاء المطلق للمرشد الأعلى لإيران، وإن ما تطمح إليه الثورة ليس تغيير المجتمع فحسب بل تصديره أيضًا، إيران تقرر البدء في لبنان ثم تصديره، حزب الله من صنع إيران، إيران هي الزعيم وحزب الله هو منفذها الأمين، من المفترض أن ما يصل إلى 70٪ من موارد حزب الله كل عام تأتي من إيران.

إرهاب حزب الله في أمريكا اللاتينية

 أن حزب الله لا يزال يمثل تهديدًا لأمريكا اللاتينية، حيث أن للمنظمة الإرهابية صلات بعصابات المخدرات في المكسيك وكولومبيا، أنن الأجندة الأمنية لأمريكا اللاتينية معقدة بسبب عوامل مختلفة تجعل القارة أكثر عرضة للإرهاب وشبكات تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة، في هذا السياق من غير المستحسن عدم تقييم الخطر المحتمل لمنظمة حزب الله اللبنانية السياسية الإرهابية كتهديد ملموس وحقيقي، حيث أن وجود وأفعال شبكاتهم الإجرامية تظهر على النحو الواجب ليس فقط في تحليل الاستخبارات، ولكن أيضًا في التحقيقات والأدلة القضائية في بلدان أمريكا اللاتينية المختلفة.

إن أثر حزب الله موجود في المنطقة من الهجمات الإرهابية على الجالية اليهودية في بوينس آيرس خلال التسعينيات إلى اعتقال محمد غالب حمدار في عام 2014 عندما كان يخطط من أجل القيام على تفجير متفجرات في ليما بيرو، لدى وكالات الأمن والاستخبارات في مختلف دول أمريكا اللاتينية معلومات عن الشبكات والعمليات العسكرية والمالية لحزب الله، الذي يعمل منذ أواخر الثمانينيات في المنطقة.

إن حجم وخطر التداعيات التي يمثلها وجود العناصر النشطة في المنظمة على المنطقة لا ينشأ فقط من خلاياها النائمة، ولكن أيضًا من شبكاتها المتورطة في جرائم مختلفة تتراوح من غسل الأموال من الاتجار بالكوكايين إلى نطاق واسع نحو أوروبا والماريجوانا على المستوى الإقليمي، ولكن أيضًا لتهريب السجائر والاحتيال على بطاقات الائتمان، بالإضافة إلى سرقة السيارات وتسويقها لاحقًا وعلاقاتها مع الجماعات الإجرامية الأخرى في منطقة الحدود للبرازيل والأرجنتين.

في سبتمبر عام 2018 ميلادي تم اعتقال اللبناني أحمد بركات في مدينة فوز دو ايغواسو البرازيلية على الحدود الثلاثية بتهمة تزوير وثائق، لكن تم تسليمه بعد صدور مذكرة توقيف دولية صادرة عن الإنتربول من باراغواي، لا شك في أن العملية الناجحة لتفكيك شبكة بركات كانت بشرى سارة، حتى اليوم تعتبر المجموعة الأكثر أهمية كعنصر مالي لحزب الله في منطقة الحدود الثلاثية التي يجب تحييدها، وبهذا حُرمت المجموعة السياسية الإرهابية من قناة كبيرة لتدفق الأموال.

تاريخ إرهاب حزب الله في أمريكا اللاتينية

في العقد الماضي زاد إرهابيو حزب الله والنظام الإيراني من وجودهم ونفوذهم في أمريكا اللاتينية بشكل ملحوظ، بعد الهجمات التي وقعت في الأرجنتين (1992 و 1994) وفي بنما (1994)، وهي الأكثر مأساوية في تاريخ المنطقة ضاعف المتطرفون اللبنانيون والجمهورية الإسلامية جهودهم لنسج شبكة متطورة من غسيل الأموال والإرهاب، في التقارب مع الجريمة المنظمة المحلية.

حزب الله له هيكل رسمي وعلى رأسه أعضاء من رجال الدين الشيعة، كما أنهم يعملون بفضل الروابط غير الرسمية، وروابط الدم، والروابط الأسرية والروابط العشائرية، وهي روابط مختلطة بالانتماء إلى هوية دينية وقومية وأيديولوجية، هناك العديد من المستويات التي تتقاطع وتتلامس.

رجال الدين لهم وظيفة القيادة السياسية والأيديولوجية ويشجعون على تجنيد أعضاء الشتات ليصبحوا عملاء ورجال ميليشيات في لبنان، يعتبر أسد أحمد بركات الذي تم تسليمه إلى السلطات البرازيلية في أبريل من هذا العام مشغلًا ماليًا لحزب الله في منطقة الحدود الثلاثية، حيث قام بأنشطة في (Ciudad del Este) في باراغواي.

كان أحد أكثر أعضاء حزب الله المطلوبين في أمريكا اللاتينية لكونه يعتبر جزءًا أساسيًا من الجماعة الإرهابية في مسائل التمويل وغسيل الأموال وتهريب المخدرات، من بين جرائم أخرى، في الواقع تعتقد وكالات الأمن في باراغواي أنه كان الممول الرئيسي لهجوم حزب الله عام 1994 ميلادي على جمعية (AMIA) اليهودية المشتركة في عاصمة بوينس آيرس، والذي نتج عنه مقتل ما يقارب 85 شخصًا وإصابة أكثر من 300 شخص.

الشيخ خليل رزق الذي له دور مهم في الهيكل القيادي للجماعة الإرهابية من خلال خدمته في المجلس التنفيذي لحزب الله رئيسا للشؤون الخارجية لأمريكا اللاتينية، يعيش شقيق الشيخ الحاج ريسان في مدينة ساو باولو البرازيلية حيث يدير شركة (Alfa Presentes Ltda)، التي يقع مقرها في (Galeria Page) في المركز التاريخي للمدينة، ورزق لها علاقات قوية مع المجتمع على الحدود الثلاثة.

إن جميع المستويات تتلامس وتعمل مع بعضها البعض، حيث أنه عندما تفرض الولايات المتحدة عقوبات على أحد أعضاء حزب الله هؤلاء فإنهم ببساطة يغيرون اسمهم أو يستبدلون الشخصية الخاضعة للعقوبات، أن الإجراءات العقابية للولايات المتحدة لها قدرة محدودة، تم حظر أصولهم في الولايات المتحدة والوصول إلى النظام المالي، لكن عملياتهم في المنزل لا تتأثر، لذا فإن السلطات المحلية هي التي يتعين عليها التعبئة، لم تصنف البرازيل حزب الله مطلقًا على أنه جماعة إرهابية، وهو ما فعلته الأرجنتين وباراغواي في السنوات الأخيرة.

تاريخ إرهاب حزب الله في فنزويلا

مركز آخر مهم لعمليات حزب الله وإيران هو فنزويلا حيث يعمل المتطرفون بشكل متزايد بتأييد ودعم ديكتاتورية نيكولاس مادورو، إنه أمر مهم للغاية لأنه يضم مجتمعًا كبيرًا فقد كان تقليديًا ولا يزال بلدًا للعبور غير المشروع، تحظى معظم عمليات العبور غير المشروعة على سبيل المثال الكوكايين والاتجار بالذهب وغيرها بالحماية والتواطؤ والمشاركة من قبل النظام.

تبرز المخدرات والأسلحة من بين الأنشطة غير المشروعة الرئيسية، حيث تتعاون شبكات تمويل حزب الله مع الجريمة المنظمة بما في ذلك عصابات المخدرات، ويقومون بغسل أموالهم مقابل دفع عمولات، من خلال هذه اللجنة يتم تمويل الأنشطة العسكرية والإرهابية لحزب الله في لبنان وسوريا، تدر الأنشطة الإجرامية في أمريكا اللاتينية على حزب الله مئات الملايين من الدولارات سنويًا، ومع ذلك فإن أكبر مساهمة تتلقاها تأتي من خزائن النظام الإيراني المروج الرئيسي للجماعة الإرهابية.

تاريخ إرهاب حزب الله في الأرجنتين

في يوليو صنف الرئيس ماوريسيو ماكري حزب الله رسميًا على أنه منظمة إرهابية، بعد 25 عامًا من أسوأ هجوم في تاريخ البلاد، في عام 2007 ميلادي، خلص التحقيق الرسمي إلى أن حزب الله بتوجيه من إيران كان مسؤولاً عن زرع القنبلة التي قتلت 85 شخصاً وجرح 300 آخرين في AMIA، بموجب المرسوم الرئاسي الذي صُنفت به الجماعة كمنظمة إرهابية، حيث أصبح حزب الله جزءًا من سجل الجماعات الإرهابية وتم تجميد أصوله في البلاد.