تاريخ الثقافة والتعليم في لبنان

اقرأ في هذا المقال


تاريخ الثقافة والتعليم في لبنان:

إنّ الجمهورية اللبنانية تحتوي على مجموعة متنوعة من الأنظمة التعليمية، التي تختلف في لبنان عن غيرها من باقي الأقطار العربية، فالتعليم في لبنان يتأثر في العوامل السياسية ويخضع بشكل أساسي للتوجيه الأجنبي في مصير برامج التعليم وما يتعلق به.

إنّ التعليم في الجمهورية اللبنانية في أغلب الأحيان ينتسب إلى القطاع الخاص، تدخل ضمنه الثقافات الأجنبية من فرنسا وأمريكا ويشرف عليها مؤسسات دينية ولجنات غير حكومية ويقف في وجهها الثقافة العربية، وتعتبر الثقافة الفرنسية أقوى الثقافات الأجنبية الموجودة في لبنان، حتى أنّ اللغة الفرنسية تنازع وتنافس اللغة العربية في لغة بعض الطبقات اللبنانية.

تقوم جامعة سان جوزيف بنشر الثقافة الفرنسية، ويتبعها عدد ضخم من المدارس الابتدائية والثانوية المنتشرة في مختلف المدن والقرى اللبنانية في المناطق السهلة والجبيلية، بحيث تترابط مع مجموعة من البرامج مع كلياتها بجامعة ليون الفرنسية.

الثقافات السائدة في المجتمع اللبناني:

بالنسبة للثقافة الأمريكية، التي انتشرت في لبنان فكانت تتمثل من خلال الجامعة الأمريكية وما يتبعها من مدارس ابتدائية وثانوية، فقد مضى على تأسيسها في مدينة بيروت بما يقارب من قرن من الزمان، فقد شكلت الثقافة الفرنسية حلقة مهمة في ميدان الثقافة الأجنبية، وذلك لعدة أسباب تاريخية أهمها ارتباط الكنيسة المارونية بالكنيسة الرومانية المقدسة منذ فترة القرن السادس عشر الميلادي، مما أدى إلى تغلغل النفوذ الفرنسي بشكل تدريجي في البلاد.

وفي تلك الفترة كان الحكم الترکي من أكبر العوامل غير المباشرة، التي ساعدت على تقوية هذا النفوذ، وكان في ذات الوقت يعاني لبنان كثيراً في مجال الدراسة والثقافة العربية، فقد استمر التعليم الابتدائي والثانوي يخضع لإشراف مجموعة من الجمعيات الخيرية قليلة الإمكانيات، بحيث كانت تدعم من قبل هبات المتبرعين.

وفي عام 1952م قامت الحكومة اللبنانية بتأسيس أول جامعة رسمية، وهي الجامعة الوطنية الوحيدة التي تقع تحت مسؤولية وإشراف الحكومة، إلا أنه على الرغم من مرور عدة سنوات على تأسيسها، فإنّ أثرها الثقافي لم يظهر بصورة يجعل من السهل الاعتماد عليها في ميدان التثقيف الوطني والوقوف على قدر المساواة مع الثقافات الأجنبية الأخرى.

جامعة بيروت العربية:

وفي عام 1960م، تم افتتاح جامعة بيروت العربية، وهي جامعة أهلية قامت بتأسيسها واحدة من اللجان الإسلامية، وهي جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، وكان ذلك بمساعدة الجمهورية العربية المتحدة وأصبحت فرعاً لجامعة الإسكندرية، وكان الهدف الأساسي من تأسيسها هو تثقيف أبناء المجتمع المحروم من العلم ولمشاركة في إحياء الثقافة العربية في الجمهورية اللبنانية، وكان لقيامها ضجة في محيط بعض اللبنانيين الذين وقفوا بوجه انتشارها؛ وذلك لأنها تهدد كيانهم في المستقبل.

إنّ جامعة بيروت العربية تضم أربع کلیات، تخصصت جميعها في دراسة الحقوق والآداب والتجارة والهندسة، وقد أثار تأسيس كلية الحقوق بشكل خاص مشكلة كبيرة كادت تتطور إلى مشكلة طائفية، وبالأخص بعد أن تمادي المحامون في إضرابهم ودفعهم لنقابتهم تأیید رغبتهم في ضرورة إغلاق كلية الحقوق العربية، واتخاذ الحكومة موقفاً سلبياً من الأزمة ومحاولة كل مسؤول التهرب من مهامه.


شارك المقالة: