الاقتصاد في دولة البحرين:
لقد عرفت دولة البحرين منذ نشأتها بتوافر المياه الجوفية في أرضها، بالإضافة إلى العديد من الينابيع والعيون المنتشرة في أماكن مختلفة، وذلك ساعدها على قيام وازدهار الزراعة والاقتصاد الكلي في البحرين منذ قديم الزمان، وعلى الرغم من أنّ أراضي دولة البحرين ذات طبيعة صحراوية في معظمها إلا أنّها كان البعض من أراضيها صالحة للزراعة، حيث زرع فيها النخيل وبعض الفواكه والقطن.
وبجانب الزراعة فقد عرفت دولة البحرين بالتجارة والنشاط التجاري في فترة ما قبل الإسلام، حيث شكل العامل الأساسي وهو الموقع البحري المطل على الخليج العربي لدولة البحرين على تسهيل ذلك، مما وفر لها الفرصة للتواصل التجاري مع بلاد فارس والمشرق منذ القدم، فتشير المصادر التاريخية أنّ تجار فارس كانوا يأتون للبحرين بتجارتهم من خلال قطعهم البحر، وكان ذلك في موسم الأسواق وخاصة في موسم سوق المقشر التي كانت تقام بهجر في شهر جمادى الآخرة.
وفي ذلك الوقت كانت مراكب أهل البحرين التجارية تتردد على ميناء الأبلة القديم الذي يقع في شمال الخليج العربي، حيث ذكر المسعودي أنّ مراكب الصين كانت تأتي إلى دولة البحرين في الزمان الأول. كما اشتهرت مدينة دارين في دولة البحرين بتجارة المسك الذي يتصدر إليها من الهند وعرف بالمسك الداري، فقد تم بيعه في جميع أنحاء الجزيرة العربية قبل دخولها الإسلام، بحيث وصلت تجارتها إلى أسواق مكة المكرمة والمدينة.
فذكر أنّ بعض من تجار عبد القيس كانوا يجلبون البر من هجر إلى مكة المكرمة، وكان ذلك في فترة ما قبل الهجرة، وذكر أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قد اشترى منهم سراويل. وتذكر المصادر التاريخية أنّ ركبانًا من عبد القيس كانوا ذاهبين للمدينة المنورة بهدف التجارة، وفي أثناء طريقهم التقوا بأبي سفیان بن حرب وجيشه وهم عازمين على قتال المسلمين، بحيث طلب ابي سفيان منهم توصيل رسالة شفهية للرسول صلى الله عليه وسلم، وذكر في ذلك الوقت بأنهم قاموا بذلك.
وكذلك عرفت البحرين أيضًا الصناعة وأنتجت بعض المصنوعات منذ القدم، وكان من أشهرها صناعة الرماح والتي عرفت بالرماح الخطية نسبة إلى مدينة الخط في دولة البحرين التي كانت تصنع بها وتباع في جميع أرجاء جزيرة العرب، بالإضافة إلى اشتهار دولة البحرين في صناعة السفن، بحيث كانت تتم عملية صناعتها في قرية عولي كما ذكرت ذلك العديد من المصادر التاريخية.
إنّ جميع ما تم ذكره أدى إلى زيادة النشاط الاقتصادي في دولة البحرين بشكل ملحوظ، وكانت تلك أبرز سمات النشاط الاقتصادي في دولة البحرين قبل الإسلام وبعده، ومن الواضح بأنّ دولة البحرين كانت بلدًا عامرًا بالسكان في فترة ظهور الأعلام، وأنّ أهله كانوا متمتعين بالخيرات الكثيرة التي توافرت به، بالإضافة إلى قيامهم بممارسة الأنشطة الاقتصادية سواء في الزراعة أو الصيد أو التجارة أو بعض المصنوعات التي عرفت عنها، تشير المصادر التاريخية بأنّ دولة البحرين كانت مثلها مثل باقي المدن المعروفة في الجزيرة العربية، مثل مکة المكرمة والمدينة والطائف.
تطور الاقتصاد في دولة البحرين بالعصور الحديثة:
لقد تميزت دولة البحرين بالاقتصاد الشامل، بحيث كانت تبرز معالم وسمات ذلك الاقتصاد في العصور الحديثة، وبذلك اعتبرت العملة في دولة البحرين ثاني أعلى قيمة في العالم، بحيث بدأت دولة البحرين منذ أواخر القرن العشرين بالعمل بكل جد على الاستثمار في القطاعات البنكية والسياحية، مما يؤدي إلى تقدم النشاط الاقتصادي للبلاد.
كانت عاصمة دولة البحرين المنامة تعبر المرتكز الأساسي لكثير من أصحاب الأموال الكبيرة بالدولة. وفي ذلك الوقت كانت الصناعة في البحرين ناجحة بشكل كبير، بحيث كانت دولة البحرين في عام 2008 المركز المالي الأسرع في عملية التطور في العالم من حيث مؤشر المراكز المالية العالمية في لندن.
فقد عملت دولة البحرين على تطور اقتصادها في جميع مراحل نشأت الدولة، بحيث طورت الخدمات الاقتصادية المتعلقة بالأمور المالية في الدولة، والتي استفادت في ذلك الوقت من العامل الأساسي المتركز على زيادة الطلب على النفط، بحيث كانت دولة البحرين تقوم في إنتاج وتصدير البترول بما يقارب 60٪ لعملية التصدير و70٪ من العوائد الحكومية العامة، و11٪ من الإنتاج المحلي.
وبناء على المؤشرات الدولية لاقتصاد الدول تعتبر دولة البحرين في المرتبة 44 من بين الدول أي ما يعادل 7 دول أخرى، وفي ذلك الوقت حصلت دولة البحرين على الاعتراف من قبل البنك الدولي بأنّها من أبرز الدول ذات الاقتصاد المرتفع.