تاريخ الزراعة في دولة البحرين

اقرأ في هذا المقال


الزراعة في دولة البحرين:

لقد عرفت دولة البحرين منذ القدم بتميزها في الزراعة وخاصة زراعة النخيل، فقد توافرت هناك العديد من العوامل التي ساعدت على ذلك وكان من أبرزها وفرة المياه الباطنية في البحرين مثل مياه العيون ومياه الآبار والينابيع، ولولا توفر هذه المياه لما توافرت هناك فرصة لنمو تلك الزراعات والأشجار؛ بسبب المناخ الصعب الذي يتميز بأنّه مناخ صحراوي شديد الحرارة والبرودة في نفس الوقت.

تطور الزراعة وأبرز المحاصيل الزراعية في دولة البحرين:

لقد أشارت المصادر التاريخية إلى المياه الباطنية التي اشتهرت بها دولة البحرين وكان من أبرزها: عین محلم بهجر، بحيث عرفت بوجود نهر صغير يجري منها يطلق عليه اسم نهر محلم، وفي ذلك إشارة إلى أنّ عين محلم تنقسم الى فرعين يعرفان باسم الصفا والسري وهما الفرعان اللذان يسقيان نخيل هجر جميعها.

ومن أنواعه أيضاً العرف وهو ضرب من النخل عند أهل البحرين وهي الأعراف، ومن أشجار النخيل المشهورة في دولة البحرين نخله تسمى الباهين، فقد قال ابن سيده في المخصص بأنها نخله بهجر، حيث كانت تلك أشجار النخيل وأنواعها التي اشتهرت بها البحرين، وفي ذلك السياق نستدل على أنّ دولة البحرين تحتوي على أنواع مختلفة من أشجار النخيل، مما أوجد تنوع وتوافر كميات كبيرة من التمور التي تنتجها بلاد البحرين.

الآبار وتأثيرها في تطور الزراعة في دولة البحرين:

ومن أبرز الآبار المعروفة في دولة البحرين (بئر النقير)، فقد قام الهمذاني بذكر قيامه في سقي عشرة آلاف بعير عليها، بالإضافة إلى تجمع كبير من وارد العرب عليها، وفي ذلك دليل على وفرة مائها، وتأكيداً على ذلك قيام الرحالة ناصر خسروا الذي زار البحرين في القرن الخامس الهجري، بالذكر أنّ مدينة الأحساء تحتوي على عيون ماء كثيرة جداً تكفي كل منها لإدارة خمس سواقي، وإنّ جميع تلك المياه تستخدم في سقي المزروعات في الأحساء فقط.

وفي ذلك الشأن قام أيضاً أبو الفدا بالذكر بأنّ الأحساء تحتوي على مياه جارية وينابيع شديدة الحرارة، كما تكثر مياه العيون والينابيع العذبة في جزر البحرين، بحيث يقدر عدد العيون المعروفة حوالي مائتين عين، يجري معظمها على وجه الأرض ثم يفيض في البحر، بالإضافة إلى وجود العديد من الينابيع التي تنبع من أعماق البحر، بحيث يستخدمها البعض لكي يملؤون منها القرب المخصصة للشرب لأهل السفن وسقاية الناس.

وقد أشارت المصادر أنّ الينابيع التي تنبع من قاع البحر القريبة من الساحل تقدر بحوالي 25 ينبوعاً، تعتبر جميع مياهها عذبة، بحيث ساعد توفر المياه على وجود الزراعة في دولة البحرين منذ القدم ومن أشهر الزراعات في البحرين على الأطلاق زراعة النخيل الذي اشتهرت به البحرين لكثرته بها، فيذكر ابن حوقل أنّ الهجر هي أشهر مدن البحرين التي تقوم بإنتاج التمور.

ويذكر أبو الفدا أنّ الحسا بلد تحتوي عل الكثير من النخيل، حيث شبه نخلها لكثرته بأنّه بقدر حوطه دمشق، ويذكر الرحالة ابن بطوطه الحسا فيقول: ثم ما ذهبنا إلى مدينة هجر وتسمى الآن بالحسا وهي التي يضرب المثل بها فيقال: كجالب التمر إلى هجر، وبها من النخيل ما ليس ببلد غيرها ومنه يطعمون دوابهم، وأهلها عرب وأكثرهم من قبيلة عبد القيس.

وقال ابن بطوطة عن القطيف أنها مدينة النخل الكبيرة إي تحتوي على الكثير منه، ويذكر الأزهري بأنّ بيضاء بني جذيمة الواقعة تحت نفوذ عبد القيس تحتوي على نخل كثير وعيون مياه عذبة، أما إذا أردنا الإشارة إلى أنواع النخيل في دولة البحرين يمكن القول بأنه من أنواع النخيل المعروفة في البحرين العمر وهو نخل السكر، والسكر جزء من التمر الجيد المعروف عند أهل البحرين، واذا أردنا أن نذكر أنواع التمور التي عرفت البحرين بإنتاجها هي تمور التعضوض، فهو تمر شديد السواد طعمه حلو جداً.

ونستدل على أهمية ذلك النوع من التمور التي اشتهرت بها دولة البحرين على مر عصورها، من خلال الحديث عن وفد عبد القيس الذين جاءوا على الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد قاموا بالتقديم له تعضوض. ومن أشهر أنواع التمور الأخرى التي اشتهرت بها دولة البحرين هي تمر البرني، وهو تمر ينسب إلى قرية في البحرين اسمها برن.

ومن التمور أيضاً المكري والأزاذ وقد وصفهما ابن الفقيه بأنّها أفضل أنواع التمور في دولة البحرين، ومن أفضل أنواع التمور في دولة البحرين أيضاً الخلاص وهو رطب ذا طعم جميل جداً، معروفاً بهذا الاسم إلى الوقتنا الحاضر.


شارك المقالة: