نبذة عن الزيدية في اليمن:
الزيدية: هم جماعة تتبع المذهب الإسلامي، ويعود نسبهم إلى زيد بن علي بن الحسين، حيث تواجدوا في شمال أفريقياونجد، وعرفوا بأكثر من اسم ولكن اسم الهادوية خاص بما تبقى منهم داخل الزيدية في شمال اليمن، ولقد منح اسم الزيدية لمجموعة من المذاهب تتبنى جميعها فكرة محاربة الظلم والظالمين
تاريخ الزيدية في دولة اليمن:
لقد قام الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق بعد موت أبيه واعتزال أخيه المرتضی، فاستولى على أكثر مناطق اليمن ودخل عدن وتوفى في عام 322، وكان أسعد بن أبي يعفر قد تصالح مع ابن الفضل، فقام بتوليته صنعاء في ذلك الوقت، حيث استمر بحكمها إلى عام 332 وتوفى بحصن كحلان.
بقيت صنعاء تخضع تحت حكم بني يعفر وحكامهم، على الرغم من كثرة اختلافهم ومهاجمتهم من بعض القبائل، وفي عام 344 وصل المختار بن الهادي إلى زيده، فخرج من صنعاء من بني الضحاك، فولاه المختار أبا القاسم بن يحيى بن خلف، ولم يلبث الضحاك أن غدر بالمختار، فقام بحبسه في قصر زيده في عام 345، فقد استمر بحبسه مدة من الزمن وبعدها قام بقتله في نفس السنة.
وفي تلك الفترة وقعت صنعاء تحت سيطرة علي بن وردان أحد موالي آل يعفر، مما أثار الأسمر يوسف بن أبي الفتوح فقرر مواجهته، بحيث وقف بجانبه قومه في خولان، فقد كان يقف بوجه بني يعفر وبني الضحاك، فهجموا عليه وهو بجدان فهزمهم، وقتل من همدان ناس كثيرة، ثم توفى في عام 330، فتولى بعده أخاه سابورا.
توجه الضحاك وابن أبي الفتوح إلى بلد خولان، حيث حقق هناك نصراً عظيماً، فعاد الضحاك إلى صنعاء، وفي تلك الفترة قام الأسمر بقتل سابورا في عام 351، وبعدها قام الضحاك بأمر أبا الجيش بن زیاد بالطاعة، وخطب له بصنعاء في عام 352، وفي تلك الفترة ظهر أمر السفهاء المخالفين، فاجتمع الجميع على الأسمر بن أبي الفتوح، وطلبوا منه أنّ يرسل إلى الأمير عبدالله بن بن أبي يعفر، المتواجد بشبام أن يلبي الأوامر.
فخرج الأمير قحطان إلى السر فأقام به مع ابن أبي الفتوح عدة أيام، ثم سار نحو كحلان فأقام بها فترة من الزمن، ثم بعدها عاد إلى صنعاء، فدخلها في عام 353، وفي تلك الفترة قام الضحاك بالهرب منها ولم يلبث ابن قحطان أن خرج من صنعاء واستعادها الضحاك، وأعاد الخطبة لابن زیاد.
لقد عاد أمر البلاد لابن قحطان، فأخذ يتردد من شبام إلى كحلان في عام 379، وتجهز بعدها للنزول ببريد، فتواجه مع حاكمها ابن زیاد ودار بينهم قتال، وكان النصر حليف ابن زیاد، بحيث أقال من عسكره الكثير، ودخل ابن قحطان المنطقة فنهب دور ابن زیاد، ونهب عسكر زبيد، وأقام بها ستة أيام وعاد نحو كحلان، وخطب للعزیز صاحب مصر، وقطع ذكر بني العباس بالبلاد.
وفي تلك الفترة توجه ابن قحطان إلى مخلاف جعفر فملكه في عام 380 وأقام في منطقة بأبّ، فوقفوا بوجهه أهل المخلاف، فأمر بعمارة المنظر وتحولها إليه من بأبّ، وجعل أمر المكان تحت يد أسعد بن أبي الفتوح، ثم توفى في عام 380، فولى بعده ابنه أسعد بن عبد الله، وفي عام 368 ظهور الإمام يوسف بن يحيى بن الناصر بن الهادي، بحيث جرت بينه وبين ابن أبي الفتوح وابن الضحاك وغيرهما عدة معارك، وبعد تلك المعارك نجح من دخول صنعاء.
كان الإمام يوسف بن يحيى يحارب ابن أبي الفتوح مرة ويصالحه مرة أخرى، بحيث كانت صنعاء في غاية الاضطراب واستمر ذلك إلى عام 388، بحيث تقع مرة تحت نفوذ الإمام وابن أبي الفتوح، ومرة تحت نفوذ الضحاك وحاشد، بالإضافة إلى وقوعها في أحد الفترات تحت نفوذ العرب من همدان ومير وخولان وبني شهاب، فمن كثر عددهم تمكن من مد نفوذه عليها، ولم يكن الإمام يوسف هذا من الأئمة السابقين عند أهل البيت.
ففي عام 389 كان قد وصل الإمام المنصور القاسم بن علي بن عبدالله بن إبراهيم إلى المنطقة، وهو أحد أئمة الزيدية، بحيث كان معروفاً بتواضعه وعدله بين الناس، فقد كان يستقر في بترح من بلد خثعم، ثم أقام في منطقة بتبالة ووصل صعدة وتمكن من مُلكها وسار إلى نجران، وأرسل إلى صنعاء من قبله شريفاً يطلق عليه اسم القاسم بن الحسين بن الزيدي.