تاريخ دراسة علم العلامات والدلالة والرموز

اقرأ في هذا المقال


يقدم علماء الاجتماع دراسات شاملة لما يسمى علم العلامات والدلالة والرموز حيث إنه العلم الذي يحتوي على النظريات الخاصة والتقنيات لدراسة نظم التمثيل والمعنى.

تاريخ دراسة علم العلامات والدلالة والرموز

علم العلامات والدلالة والرموز أو السيميائية أو علم الرموز هي النظرية وإطار لدراسة معنى اللغة والعلامات والرموز، وقد وضعت لأول مرة في أوائل القرن 20 على حدة، من الجانب السويسري فرديناند دو سوسور وتشارلز ساندرز بيرس من الولايات المتحدة الأمريكية ويمكن وصفها على حد سواء العلوم و التقنية، والعلم لأنه يحتوي على النظريات الخاصة وتقنية لأنها طريقة لدراسة نظم التمثيل والمعنى.

وينقسم علم العلامات والدلالة والرموز عادة إلى ثلاثة أجزاء:

1- الدلالات أي ما معنى الكلمات أو العلامات المستخدمة.

2- البراغماتيون أي من قالها ولمن وفي أي ظروف.

3- علم النحو أي القواعد الرسمية للغة المستخدمة.

وتشمل الفروع الرئيسية لعلم العلامات والدلالة والرموز ما يلي:

1- علم الأحياء.

2- سيميائية حديقة الحيوان.

3- سيميائية الثقافة.

والسيميائية هي دراسة أنظمة الإشارات والعلامات، ويشمل هذا التحقيق من القبض والتنبؤ وهذا يعني كيف هو أن يقوم المرء بوضعها وهذا يعني جعل التوقعات وإلقاء القبض على العالم، وتسمى النظريات العامة للعلامات السيميائية، ويفهم علماء السيميائية عمومًا أن العلامات لها معنى داخل الأنظمة الأكبر، وكلمات وعبارات اللغة، على سبيل المثال لها معنى داخل تلك اللغة ولا يكون لها معنى إلا بسبب مكانها في بنية تلك اللغة.

فالموضة وطرق ارتداء الملابس المختلفة لها أيضًا معنى ولكن فقط ضمن ثقافة معينة، وضمن نظرية الفيلم غالبًا ما يُفهم أن للأفلام معنى بسبب الأنظمة التقليدية لتقنيات التحرير واللقطات وتقنيات التصوير السينمائي الأخرى، والسيميائية ليست هي نفسها دراسة الاتصال، ويمكن اعتباره معنيًا بالدلالة أولاً وثانيًا بالتواصل أو في كثير من الأحيان يعتبر عدم دراسة الاتصال على الإطلاق، والسيميوزيس هي الطريقة التي يتم من خلالها توضيح المعنى حول مشاعر تخوف الإنسان من العالم الخارجي من خلال العلامات.

تاريخ دراسة العلماء والفلاسفة لعلم العلامات والدلالة والرموز

أفلاطون وأرسطو وأوغسطين

تم التعرف على أهمية العلامات والدلالة والسيميائية طوال معظم تاريخ العلماء والفلاسفة، حيث قام أفلاطون وأرسطو باستكشاف كل من العلاقة بين العلامات والعالم، وأوغسطين فكرت مطولاً بطبيعة العلامة ضمن النظام التقليدي، وكان لدراسات العالم السير أوغسطين بشكل خاص تأثير واسع على أنظمة العلامات في المجالات الأدبية والفلسفية، والبلخصوص بواسطة أدبيات العلماء والفلاسفة السكولاستيين.

أومبرتو إيكو وجون لوك

أظهر أومبرتو إيكو في كتابه السيميائية وفلسفة اللغة ضرورة الكشف عن النظريات السيميائية الضمنية في كل تاريخ الفكر، وجون لوك أول من صاغ مصطلح سيموزيس من اليونانية كلمة (σημείον semeion)، بمعنى علامة أو أشارة أو نقطة، وعلى الخط في 1690 في مقال عن فهم الإنسان من وجهة نظر جون لوك يمكن تقسيم العلم إلى ثلاثة تخصصات:

1- الفيزياء: أي معرفة الأشياء كما هي في كائناتها الخاصة وتكوينها وخصائصها وعملياتها.

2- الممارسة: وهي مهارة تطبيق سلطات البشر وأفعالهم.

3- السيميائية: وهي مبدأ وأساس العلامات والدلالات والرموز والأشياء الأكثر انتشاراً في العالم وذلك من أجل أنها تعتبر كلمات، كما يتم تسميتها بشكل مناسب كذلك عنوان المنطق أو الطريق الذي يتم بواسطته النظر في طبيعة الرموز والدلالات والعلامات التي يستعملها العقل البشري لأدراك الأشياء، أو نقل خبرتها الى الناس.

تشارلز ساندرز بيرس

أما بالنسبة لتشارلز ساندرز بيرس مؤسس المدرسة الفلسفية من البراغماتية وملحوظ منطقي، تصور السيميائية باسم عقيدة الطبيعة الجوهرية والأصناف الأساسية ومن الممكن صيرورة العلامات حيث يقدم مصطلح صيرورة العلامات حيث هو الأسلوب أو الطريقة التي عادة ما تطوى على تعاون ثلاث موضوعات مثل العلامة ودلالتها وتفسيرها.

وراجع تشارلز بيرس وجهة نظره حول السيميائية طوال حياته المهنية، بدءًا من هذه العلاقة الثلاثية وتنتهي بنظام يتكون من 59،049 عنصرًا وعلاقات محتملة، وأحد أسباب هذا الرقم المرتفع هو أن بيرس سمح لكل مترجم أن يعمل كإشارة، وخلق علاقة دلالة جديدة.

فرديناند دو سوسور

أما بالنسبة لفرديناند دو سوسور هو أب اللغويات الحديثة، وإعادة عرض في نفس الوقت تقريباً كما تشارلز بيرس، وهو موضوع أسماه علم الرموز، وأسس دو سوسور مفهومًا مزدوجًا للإشارات التي تربط الدال بالمُدلَّل، وكان الدال بالنسبة لدو سوسور هو الصوت أي نطق الكلمة أو العبارة.

وكان المدلول هو المفهوم العقلي، وكانت علامة دو سوسور هي العلاقة بين الدال والمُدلَّل، ومن المهم ملاحظة إنه وفقًا لدو سوسور أن العلامة تعسفية تمامًا، وهذا ما يجعله مميز عن العلماء الآخرين مثل إرسطوا أو تشارلز بيرس، الذين كانوا يعتقدون إنه من الضروري وجود مجموعة أو بعض أشكال الارتباط بين الدال الشكل والشيء الذي يدل عليه.

لويس ترول وأومبرتو إيكو

ولويس ترول وضعت لدرجة مزيد من النظرية البنيوية من دو سوسور، وأكثر أعماله شهرة وتأثيراً هو مقدمة لنظرية اللغة والانكشاف الحقيقي لنظريته هو استئناف لنظرية اللغة، وهو تطور رسمي لعلم المصطلحات، و لويس ترول أسس نظرية العلامات واقترح تقسيم السيميائية إلى علم النحو والدلالات والبراغماتية.

وساهم العالم أومبرتو إيكو بأن يكون لعلم العلامات والدلالة والرموز قراء واسعين يفهمون ماهي السيميائية وذلك عن طريق الأعمال والنظريات المختلفة والتي أهمها نظرية علم العلامات والدلالة والرموز، ويشير أيضاً أومبرتو إيكو بكل وضوح بأهمية العالم والمؤسس تشارلز بيرس في تثبيت الفكر البنيوي والكثير من الأدبيات الواسعة لعلم العلامات والدلالة والرموز، وأهم ما قدمه في هذا الفرع له علاقة بمصطلحات التفسير والموسوعة والقارئ النموذجي.

جاي جريماس وجاي فوريستر

وطور جاي جريماس نسخة هيكلية من السيميائية تسمى السيميائية التوليدية، وحاول جاي جريماس تحويل تركيز الانضباط من الإشارات إلى أنظمة الدلالة، ومتجذرة نظريته في دو سوسور ولويس هييلمسليف وكلود ليفي شتراوس وموريس ميرلو بونتي، وطور جاي فوريستر شكليات للأنظمة المعقدة التي تفيد في ملاحظة كيف أن الصراعات في النماذج العقلية تسبب مشاكل في الاتصال الجماعي، وفي ورقته البحثية ” السلوك غير المنطقي للأنظمة الاجتماعية”، على سبيل المثال شرح سوء التواصل في المجموعات البشرية.

ثومس سيبيوك

وكان الفيلسوف ثومس سيبيوك واحد من أبرز الفلاسفة السيميائيين من حيث الإنتاج العلمي بشكل واتساع، وبالرغم من إصراره على أن الكائنات الحية الحيوانية تعتبر ليست قادرة على التواصل مع الآخرين لذا وسع مجال علم علم العلامات والدلالة والرموز بحيث يضم الإشارات والإيقونات الحيوانية وأنظمة التواصل والاتصال وبالتالي ساهم في طرح بعض الأمور والأشياء التي لها فلسفة تحاور العقل وتصوغ مصطلح سيمياء علة الحيوان.

ويشير كذلك ثومس سيبيوك على أن علم العلامات والدلالة والرموز قد أصبح مفهوماً عن طريق العلاقة بين الكائن والبيئة التي يختار الوجود فيها، وطرح المعادلة بين سيميائية نشاط تفسير العلامات والحياة.

جول لوتمان

تم إنشاء أول مجلة في علم السيميائي بواسطة جول لوتمان ونشرتها مطبعة في أحدى الجامعات، وتشمل قائمة أعلى المجلات السيميائية، وأيضاً المجلة الأوروبية للالسيميائية التي أسسها ثومس سيبيوك، والمجلة الأمريكية للسيميائية.

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كاملسيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001


شارك المقالة: