نبذة عن تاريخ دولة قطر:
دولة قطر: هي منطقة تقع على الشاطئ من الجهة الشرقية من شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى وقوعها في النصف الغربي من الخليج العربي، فقد عاش سكان دولة قطر مثلهم مثل غيرهم من سكان الخليج العربي، بحيث اعتمدوا بشكل أساسي على التجارة والغوص للبحث عن اللؤلؤ كمصدر دخل لهم، وعندما ساءت أمور تجارة اللؤلؤ قل اقتصاد دولة قطر مرت بسنين صعبة، واستمر هذا الحال إلى أن تم اكتشاف النفط الذي أسهم في الازدهار العمراني والثقافي والاقتصادي في قطر.
يعتبر تاريخ شبه جزيرة قطر في هذا الزمن تاريخاً مهماً مع باقي إمارات الخليج العربي التي تقع على مياه حوض الخليج الدافئة، فكانت للحضارة الفينيقية والبابلية وغيرها نصيب كبير في هذه الفترة، بحيث انحدرت منها تلك الشعوب إلى جميع أنحاء المكان.
فقد ورد في المصادر التاريخية أنّ الفينيقيين كانوا من الأمم التي تعيش على شاطىء الخليج العربي وأنهم اضطروا إلى ترك أماكن عيشهم وموطنهم والرحيل منها إلى سوريا وسواحل البحر الأبيض المتوسط في القرن الثامن والعشرين قبل الميلاد؛ وكان ذلك بسبب الحروب التي اندلعت بينهم وبين جيرانهم البابليين، كما كانت لليونان والرومان أحداث تاريخية مهمة في مجال التجارة.
وفي تلك الفترة قامت بعض القبائل التي كانت تقف بجانب العيونيين بمهاجمة الأمير عبدالله العيوني، ولكن جميع محاولاتهم كانت فاشلة، وبذلك فقد دام حكم آل عبدالله العيوني على المنطقة بما يُقدر بحوالي 300 سنة، إنّ جزيرة قطر مصنوعة من الخزف اليوناني في ذلك الوقت، فقد ورد بأنّه تم تأسيسها وبنائها بطابع محلي من أيام الإسكندر الأكبر منذ أكثر من 2000 سنة، وليس من المحتمل أن تكون قد استوردت من اليونان كما تم ذكره، حيث تم العثور على بعض النقود التي ترجع إلى ذلك العهد.
دخلت قطر في ذلك الوقت تحت سيطرة اللخميين وهم أحلاف الفرس الذين هاجروا من بلاد اليمن وذهبوا إلى العراق من الجهة الجنوبية، وكان ذلك في بداية القرن الثالث للميلاد، وعندها أنهت الدولة الفارسية حكم اللخميين، وفي السنة الثامنة للهجرة وجه الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابي علاء الحضرمي إلى الخليج العربي ليدعو أهلها إلى الإسلام أو لطلب الجزية منهم.
وكتب معه إلى المنذر ابن ساوی وإلی سیبخت هجر، يدعوهما إلى الإسلام، وقد أعلن المنذر إسلامهم وأسلم معه جميع العرب وبعض العجم، وبذلك دخلت قطر والدول المجاورة لها في الإسلام، وقامت في مبايعة الرسول على طاعة الله، وعاد الصحابي إلى مكة المكرمة يحمل إلى النبي بشرى النصر التي حظي بها.
دولة قطر بعد حكم العيونيون:
العيونيون هم جماعة من عبد القيس، تستقر في بداية العيون في منطقة الأحساء، وأطلق عليهم اسم ذلك الاسم نسبة إلى مكان إقامتهم بالأحساء، وكان مؤسس الإمارة العيونية الأمير عبدالله بن علي آل ابراهيم العيوني، الذي ورث حكم القرامطة في الأحساء بعد قتال استمر بحوالي سبع سنوات.
وفي تلك الفترة وقع خلاف في جيوش القرامطة، حيث قام الخليفة أبو جعفر بشرح أحوال القرامطة، كان يرغب في تخليص الأحساء من سيطرتهم، ورغبته في إقامة الدعوة للخلافة العباسية في الأحساء، فأجابت الخلافة لطلبه فقامت بإرسال حملة بقيادة اكسك سلاربك تتكون من سبعة آلاف، تحركت من البصرة إلى الأحساء.
وفي ذلك الوقت انضم عبدالله العيوني إلى حملة سلاربك وكان معه مجموعة من المقاتلين لم يتجاوز عددهم 400 مقاتل، فتحصن القرامطة في حصونهم، مما دفع سالاربك إلى زيادة الحصار حولهم وعندما طال مدة الحصار أشار عبدالله العيوني على القائد العباسي بأن ينسحب هو وجيشه من المنطقة، بمقابل عدم تعرضهم له من جيشه كتيبة من مشي فارس فوافق على ذلك، فقد تمكن الأمير عبدالله العيوني من مد سيطرته على منطقة الأحساء وقطر والبحرين حتى عام 1232 ميلادي.
دولة قطر بعد حكم نبهان:
ينتسب بنو نبهان إلى العتيك من منطقة الطي، فقد كانوا يقعون تحت حكم عُمان، وأطلق عليهم لقب الملوك، فقد استمرت فترة حكمهم لعُمان بحوالي 500 سنة كان منها 260 سنة بشكل متواصل، ففي القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي وقعت دولة قطر تحت حكم الملوك النبهانيين، حيث تناوب الحكم من بعدهم على دولة قطر حكام وأمراء من أهالي البلاد أو ممن غزوها وبسطوا نفوذهم عليها.
