علي بن محمد الصليحي: هو أحد أبرز حكام الدولة الصليحية في دولة اليمن، نشأ في واحدة من نواحي صنعاء في الأخروج من منطقة الحيمة، اتبع علي بن محمد المذهب السني. تميز علي بن محمد بالذكاء والحنكة السياسية الكبيرة الذي مكنته من إقناع السكان بأنه يدعو لدعم المستنصر بالله بالدولة الفاطمية.
وكان ذلك من أجل إعلاء دين الله، واستمر على ذلك حتى تمكن من إعلان الدعوة، وفي تلك الفترة قام بدعمه مجموعة من السكان في جبل مسار، وبعد مضي شهر واحد على دعوته قام بإعمار جبل مسار، بحيث قام معظم حكام المناطق اليمنية بدعمه مادياً، مما مكنه من زياده نفوذه في جبل مسار، واستطاع علي بن محد نشر دعوته على إطار واسع في جميع أرجاء اليمن، بعد أن طلب من الخليفة الفاطمي المستنصر السماح له بإعلان دعوته.
بداية ظهور علي بن محمد الصليحي في اليمن:
ظهر علي بن محمد الصليحي في عام 439 هجري في اليمن، وقام بالسيطرة على اليمن، بالإضافة إلى قيامه بالدعوة إلى الدولة العبيدية، وكانت بداية ظهوره عندما توفى المنصور الحسن بن زادان وهو أحد الداعيين لبني عبید الله في عام 302 هجري، وفي تلك الفترة استخلف على أهل دعوته رجلاً من بني مساور يعرف باسم: عبدالله بن عباس وابنه حسين بن المنصور، حيث قام بأمرهما بالمحافظة على دينها وأن يقوموا بالاستمرار في دعوة بني عبيد الله وأمرهما بطاعة المهدي، فإذا وجد بولاية أحدهما سمع الآخر له وأطاعه.
كان المهدي على علاقة مع عبدالله بن عباس، فكتب إليه ابن عباس يخبره وفاة المنصور وأنه قد قام بالدعوة، فوصلت إليه كتب المهدي بولايته، حيث قام بعزل أولاد المنصور، وبعث إليه سبع رايات، فسار الحسين بن المنصور إلى المهدي المتواجد في أفريقيا، فأمره بطاعة ابن عباس، فعاد وهو فاقد الأمل من تسلم زمام الحكم.
وفي تلك الفترة استطاع الحسين بن منصور من الاستيلاء على زمام الأمور، ولم يتوقف وقتها عن مكاتبة المهدي، ثم خرج أبو الحسين بن منصور إلى عين محزم وفيه رجل من قبله يقال له: ابن العرجي واستخلف على مسور إبراهيم بن عبدالحميد السباعي وهو جد بني المنتاب، وبعدها تمكن إبراهيم من السيطرة على مسور، بالإضافة إلى قيامه بإخراج أولاد المنصور وحريمهم عن مسور إلى جبل بني أعسب.
لقد جرت عدة اتفاقيات بين إبراهيم وابن العرجي، جاء بموجبها اقتسامهم فيما بنهم المغرب نصفين لكل واحد منهم نصف، ورجع إبراهيم إلى مذهب السنية وخطب للخليفة العباسي، وقام بتتبع القرامطة ونصب من بقي منهم داعية يعرف بابن الطفيل فقتله إبراهيم، ثم مات إبراهيم فولى أبنه المنتاب بن إبراهيم، وانتقلت الدعوة بعد ابن الطفيل إلى رجل يعرف بابن أفحم.
عندما تولى زمام الأمور ابن الأفحم خاف على نفسه من المنتاب، فكان لا يستقر في مكان واحد، وعندما توفى ابن الأفحم استخلف من بعده رجلاً من شبام يطلق عليه اسم يوسف أبن الأسر، فأقام الدعوة طيلة حياته، وعين من بعده رجلاً من شبام اسمه سليمان بن عبد الله الزواجي من حمير، فدعا إلى الحاكم، بحيث كان يتميز بكثرة المال والجاه، وكان إذا هم به المسلمون يقول: أنا رجل مسلم فكيف يحل قتلي؟ وكان فيه کرم نفس وحماية حقوق الناس.
كان الشليحي كثير الاختلاط بالحاكم في تلك الفترة، وعندما توفى أوصاه بالدعوة، وأعطاه أموال كثيرة كان قد جمعها من أهل دعوتهم، وأقام الصليحي باليمن دليلاً للحاج على طريق السراة مدة 15 سنة، وهو مع ذلك يشمل الحياة في ظهور أمره في مطلع مساره، وهو أعلى فروة في جبال خراز، وكان بحبته قوم قاموا بمبايعته على الموت، فأحاط بهم جميع أمر حراز، وهددوه بالقتل، فعمل على التصدي لهم مباشرة.
اتساع نفوذ علي بن محمد الصليحي:
تمكن علي بن محمد من توسيع نفوذه في المنطقة، حيث قام بالسيطرة على جبل حضور التي تقع في بلاد البستان إحدى مناطق صنعاء، حيث يتواجد هناك أبرز المعالم التاريخية في قمة جبال دولة اليمن وهو جبل النبي شعيب الذي قام علي بن محمد بتحصينه في تلك الفترة.
استطاع علي بن محمد من السيطرة على أحد الحصون المتواجدة في لواء صنعاء وهو حصن يناع، وعندما تمكن من الاستيلاء على جميع المناطق في الحراز، بالإضافة إلى سيطرته على المناطق التي تقع بجوارها، قرر اتباع سياسة جديدة مع جميع الحكام وزعماء القبائل الذين لم يعلنوا عن ولائهم له، حيث واصل علي بن محمد تقدمه إلى صنعاء في تلك الفترة فتمكن من بسط مفوذه عليها.