تاريخ مدينة أسد آباد ومدينة بغلان الأفغانستانية؟

اقرأ في هذا المقال


أسد آباد هو الاسم الرسمي لبلدة صغيرة في شرق أفغانستان، تحتل المدينة موقعاً ملائماً للغاية عند تقاطع طريقين رئيسيين للوصول إلى نورستان وتشيترال والتي تمر عبر وديان نهر كونار وروافده اليمنى الرئيسية من نهر بو وهي المقر الرئيسي لمحافظة كونار.

مدينة أسد آباد الافغانستانية

في القرن التاسع عشر ميلادي كانت مدينة أسد آباد منطقة ريفية بحتة، كانت موقعاً متقدماً للإسلام ولغة البايت وتواجه كافرستان ومحمية بحصن ضد غارات كافر، اسم حسان سراي الذي اشتهرت به المنطقة بأكملها منذ القرن العاشر ميلادي، لا يزال موجوداً اليوم في الاسم العامي للبلدة باسم آا سراي، لم تتحقق إمكانات هذا الموقع للأعمال الحضرية حتى دمج كافرستان في المملكة الأفغانية عام 1314 ميلادي، كونها القاعدة الرئيسية للجيش الأفغاني في حرب الفتح، تم اختيارها لتحل محل مدينة أسد آباد الواقعة  إلى الجنوب الغربي كمركز رئيسي للإدارة المدنية على الجانب الجنوبي من شرق هندو كوش.

نشأت مدينة ثنائية القطب تتكون من قسم حكومي واسع جديد تم تأسيسها فوق ملتقى نهري كونار وبي والقرية القديمة المزدحمة كوز آتا سراي التي تقع على مسافة قريبة بالقرب من جوي سالار وهي قناة ري طويلة الذي يحمل الماء من منطقة بيك نزولاً إلى نارنغن يحافظ المقر الرئيسي للأقسام الإدارية في المقاطعة ومستشفى من عشرين سريراً وثلاث مؤسسات تعليمية على عدد كبير من التلاميذ، وكما أنّها تسيطر على منطقة نائية.

أدت تلك الوظائف في مدينة أسد آباد إلى خلق نشاطاً تجارياً ونمواً هائلاً، وتم تأسيس عدد من المحلات التجارية والبزارات والتي كان يتم من خلالها تنشيط التجارة وفتح فرص عمل لكان المدينة، وعلى الرغم من صغر حجم مدينة أسد آباد، إلا أنّ التجارة كانت نشطة فيها وكان سكانها نشطين ويقومون بكل الأعمال.

تاريخ مدينة أسد آباد الافغانستانية

في عام 1967 ميلادي جرت محاولة لإدخال الصناعة الحديثة في مدينة أسد آباد، وذلك عندما تم إنشاء منشار ميكانيكي صغير ونجارة بمساعدة فنية فرنسية في توسا على الضفة اليمنى لنهر كونار بالقرب من مدينة أسد آباد؛ كان الهدف هو الاستفادة المحلية من أخشاب نورستان الوفيرة  خشب الأرز بشكل أساسي التي تطفو أسفل الأنهار ويتم تصديرها حتى الآن إلى باكستان، كانت المنتجات الرئيسية للمصنع هي الأبواب وإطارات النوافذ والأثاث المدرسي.

أثبتت المسافة من الأسواق أنها عقبة لا يمكن التغلب عليها وتراجعت الشركة التي لم يكن لديها أكثر من ثمانين موظفاً بسرعة بعد رحيل الفنيين الفرنسيين وأغلقت في النهاية، في عام 1983 ميلادي تم الإعلان عن سيرت مدينة أسد أباد على محطة صغيرة لتوليد الطاقة الكهرومائية، في عام 1979 ميلادي تم إجراء تعداد سكاني في مدينة أسد آباد وتبين أنّ سكان المدينة لا يتجاوز ألفين نسمة، وأنّ معظم التجار الذين يعملون فيها كانوا يعيشون في القرى المجاورة لها،

مدينة بغلان الافغانستانية

تقع مدينة بغلان في شمال شرق أفغانستان بالقرب من نهر قنديز، تعد مدينة بغلان أنّها مركز إنتاج سكر البنجر ولديها معمل لتكرير السكر، كما يتم تصنيع المنسوجات القطنية، أدى التطور الصناعي للمدينة إلى نمو سكاني سريع، تربط الطرق السريعة الرئيسية التي تم بناؤها مؤخراً بغلان بكابول  عاصمة البلاد، ويوجد فيها عدد من المراكز التجارية والصناعية والإدارية في أفغانستان، في جنوب غرب بغلان يوجد موقع أنقاض معبد النار الزرادشتي، يعتقد أنّه تم بناؤه في القرن الأول الميلادي من قبل إمبراطور كوشان كانيكا الأول الإمبراطور تادجيك.

اسم مدينة بغلان مشتق في الأصل من باكتريان باغولانغو  وهو مصطلح مستخدم في نقش نكانغوسا في أفغانستان، كما تم العثور عل الكثير من المعابد البوذية في مدينة بغلان وتدل تلك المعابد إلى تعرض مدينة بغلان للحكم من قِل عدة إمبراطوريات خلال العصور القديمة، فمعظم الدراسات تشير أنّ المدينة خضعت لفترة طويلة لحكم الهنود والذين قاموا خلال فترة حكمهم قتل عدد كبير من سكان المدينة وقاموا بعمية التطهير العرقي للمنطقة، كما تشير الدراسات أنّ المدينة في السابق كانت عبارة عن نقطة اتصال ين عدد من المدن في جنوب شرق آسيا، الأمر الذي جعل لها أهمية كبيرة في القدم.

تاريخ مدينة بغلان الافغانستانية

كما تم العثور على العملات الذهبية التي تحمل نقش النسر الذهبي على وجهها ويقال أنّ تلك العملة هي العملة الرسمية في مدينة بغلان في القدم، حيث أثبتت الدراسات أنّ الملوك الذين حكموها كانوا يستخدمون تلك العملة ويمنعون عامة الشعب في المدينة من التداول بها، كما أنّه تم العثور على معبد يعود لسلالة كوشان، ويقال أنّ المعبد الذي تم التنقيب عنه في هذا الموقع كان عبارة عن معبد نار ذي طابع سلالة مخصص لحكام سلالة كوشان، ربما تم تأسيسها في وقت مبكر من عهد كانيشكا، وذلك حسب النقش غير المكتمل في عام 289 ميلادي من عصر غير محدد والذي ربما يكون عصراً يونانياً باكتيرياً من حوالي 155 قبل الميلاد.

وبالتالي تحديد تاريخ البناء يعود إلى حوالي عام 124 ميلادي، وتم ترميمه في العام 31 ميلادي من حقبة مختلفة، ربما كان السبب في ذلك؛ هو تنصيب كانيشكا الأول على العرش، كما تم العثور على معبد تشيلا وهو معبد ناري فرعي مكدس بالرماد الناعم وتماثيل لاثنين من أباطرة كوشان على الأقل، يبدو أحدهما متطابقاً مع صورة عملة لهوفيشكا وأورثوستات حجرية في حالة سيئة الحفاظ عليها يبدو أنّها تُظهر حاكم متوج في وجود الكأس، اشتهرت مدينة بغلان بوجود العديد من المعابد والآثار التي ما تزال موجودة إلى وقتنا الحالي ومن أشهرها معبد بول أومري الذي يقع في شمال افغانستان على الطريق المؤدي إلى مدينة بالاك.

كما تم العثور على مستوطنة متداخلة على الضفة المقابلة على الجهة الشرقية لنهر كوندوز بجوار الطريق من كوماري بالو إلى نهر كوندوز، خلال فترة العصور الوسى لم يكن للمنطقة أية أهمية وتم نسيان تواجدها، حيث لم يكن فيها أية سلالة حاكمة، وعلى الرغم من أنّ مدينة بغلان تعرضت لحكم عدد كير من السلالات، إلا أنّ معظم الدراسات تشير أنّها مرتة ارتبا كلي بسلالة كوشان وأنّ تلك السلالة هي من قامت تأسيسها، كما تم ذكره في كتب التاريخ أنّه في تلك الفترة تم إدخال الدين الإسلامي إلى المدينة وكانت المدينة تسمى في البداية باسم توشاروي نسبة إلى الحكام الذين حكموها.

ذكرنا في المقال الساق اثنتان من المدن الأفغانستانية والتي تميزت كلاهما التاريخ العريق، فمنهم مدينة أسد آباد والتي تميزت بالنشا التجاري الكير ومدينة غلان التي تميزت بوجود المعابد الكثيرة فيها.


شارك المقالة: