تاريخ مدينة تشيتشيهار الصينية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة تشيتشيهار ثاني أكبر المدن الصينية في مقاطعة هيلونغجيانغ الموجودة في الجزء الغربي من الصين تحتوي على عدد من المدن الصينية الصغيرة، كما تحتوي على مجموعة من الأقليات ومن بين الشعوب التي أقامت فيها كانت شعوب المغول، ويوجد فيها مجموعة من المناظر الطبيعية والذي أدى ذلك إلى زياد أهميتها في المنطقة.

مدينة تشيتشيهار

خلال حكم سلالة لياو أقام شعب الخيتان في أراضي تشيتشيهار وتعد المدينة من أهم المدن الصينية الموجودة في الجزء الشمالي الشرقي الصيني وفي البداية أقام في المدينة البدو الرحل ويقال أنّ قبائل داو هم أول الشعوب البدوية التي سكنت فيها تم تسمية المدينة على اسم والذي يعني اسمهم المراعي الطبيعية، ويوجد فيها أقدم المساجد وفي القدم تعرضت المدينة إلى قدوم الروس إلى أراضيها الذين استقروا في المناطق الشرقية منها، في عام 1674 ميلادي أصبحت مدينة تشيتشيهار من أهم المراكز العسكرية والإدارية في المنطقة.

في عام 1691 ميلادي قام المغول ببناء قواعد عسكرية لهم في مدينة تشيتشيهار وذلك بعد تعرضهم إلى غزوات سلالة تشينغ وحاولوا من خلال المدينة حماية مستعمراتهم، في عام 1700 ميلادي أصبحت مدينة تشيتشيهار مركز للتجارة الصينية الروسية، ويوجد فيها مجموعة من الثكنات العسكرية والتي يتم فيها نفي السجناء، بالإضافة إلى وجود المراكز والساحات العسكرية والتي يتم فيها تدريب الجيش في حال قيام الحروب، كانت سلال تشينغ تسعى السيطرة على مقاطعة هيلونغجيانغ العسكرية وكانت تمنع قدوم المزارعين إليها واستغلال تلك الأراضي في الأعمال الزراعية، وكانت مدينة تشيتشيهار تشتهر بتجارة الفراء في أراضيها.

تاريخ مدينة تشيتشيهار القديم

تم عقد معاهدة أيغون والتي تم من خلالها منح الإمبراطورية الروسية السيطرة على أراضي منشوريا الخارجية، الأمر الذي دفع سلالة تشينغ في فرض قواعد جديدة على المناطق الشمالية والشرقية من الصين وكانت متخوفة من دخول الإمبراطورية الروسية إلى أراضيها والسيطرة عليها وقامت بتغيير الأنظمة في المدينة وحاولت السيطرة عليها، ومن القوانين الجديدة التي اتبعتها سلالة تشينغ في مدينة تشيتشيهار؛ هو تخفيض الضرائب ومساعدة سكان المدينة في التعليم وزراعة الأراضي وتوفير فرص العمل لهم وتحسين من مستواهم المعيشي؛ وذلك خوفاً من قيام التمردات ضد حكمهم.

تاريخ مدينة تشيتشيهار الحديث

في عام 1903 ميلادي تم بناء السكك الحديدية في مدينة تشيتشيهار والتي تربط بين روسيا والصين وقد زاد ذلك من أهمية المدينة بالنسبة لروسيا بشكل كبير وخاصة أنّها كانت عبارة عن مركزاً للاتصالات تربط بين الصين وروسيا، في عام 1931 ميلادي بدأت اليابان حملاتها العسكرية للسيطرة على الأراضي الشمالية الشرقية من الصين وتمكنت في البداية من السيطرة على مقاطع شنيانغ من ثم سيطرت على مدينة جيلين، أطلقت الحكومة اليابانية الأوامر إلى قواتها العسكرية للسيطرة على مدينة تشيتشيهار وبالفعل تمكنوا من السيطرة على المدينة بسرعة كبيرة.

قامت الحكومة اليابانية بتأسيس قاعدة عسكرية لها في مدينة تشيتشيهار، حيث انّ المدنين تشكل لليابان أهمية اقتصادية وسياسية كبيرة وخاصة انّها مركز الاتصالات بين روسيا والصين، عند قيام الحرب الصينية اليابانية قامت القوات العسكرية اليابانية ببناء مراكز كيمائية في المدينة وقاموا بتفجيرها؛ ممّا أدى إلى موت عدد كبير من سكان المدينة واستمرت اليابان السيطرة عليها لفترة طويلة وعندما تم هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية تم إخراج قواتها العسكرية من جميع المدن الصينية، قامت اليابان بتسليم الأراضي الشمالي والشرقي من الصين إلى الاتحاد السوفيتي وباقي الأراضي الصينية التي كانت تحت حكمها سلمتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

بعد الهزيمة الياباني وخروج القوات العسكرية اليابانية من أراضي مدينة تشيتشيهار، قامت المدينة بتأسيس نظام دمقراطي في أراضيها وكانت تدار من قِبل مقاطعة شينجيانغ، بدأت القوات السوفيتية الخروج من الأراضي الصينية وفي عام 1946 ميلادي سيطر الحزب الشيوعي على المدينة، إلا أنّ الحكومة الصينية تمكنت من استعادة المدينة في عام 1954 ميلادي وبدأت في عملية إعمار المدينة وطلبت الدعم من الاتحاد السوفيتي والذي قام بدعم الصين مادياً وتم تأسيس عدد من المصانع الاستثمارية فيها ساعدها ذلك في أنّ تصبح مدين قوية اقتصادياً ومن ثم تم منحها بعد ذلك الحكم الذاتي في أراضيها.

تعد مدينة تشيتشيهار من أهم المدن الصينية التي تتمتع باقتصاد قوي وتعتمد عليها الصين في اقتصادها بدرجة عالية وتعرضت المدين للكثير من الصراعات لأهميتها ووجود القنوات المائية فيها وكما تعرضت إلى الاستعمار الياباني لفترة من الزمن.

المصدر: خمسة آلاف سنة من تاريخ الصين: المجلد الأولكتاب تاريخ الصين 1، ريخ الإنشاء 20 أبريل 2008كتاب موجز تاريخ العلم والحضارة في الصينتاريخ الصين منذ ما قبل التاريخ حتى القرن العشرين، مؤلف الكتاب: هيلدم هوخام


شارك المقالة: