تاريخ مدينة دايغو الكورية

اقرأ في هذا المقال


منذ القدم وكانت مدينة دايغو أحد المدن في كوريا الجنوبية وهي من أهم المدن الكورية التي تشكل حلقة وصل وتساعد في عملية النقل بين المدن الكورية، عند بداية حكم مملكة جوسون كانت المدينة عبارة عن القاعدة الثقافية والإدارية والاقتصادية في مقاطعة كيونغ سانغ.

مدينة دايغو

تم من خلال البحوثات الأثرية العثور على مدينة منطقة دايجو الكبرى وكانت عبارة عن عدد كبير من المستوطنات التي يعود تاريخها إلى ما قبل التاريخ في عام 1500 قبل الميلاد كانت تابعة لعصر فخار مومون، تم العثور على أدلة قديمة تدل على وجود مستعمرة مومون في مقاطعة كيونغ سانغ في دايجو، وفي عام 850 قبل الميلاد تم العثور على  الميلاد على عدد من منازل الحفر التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، في عام 2002 ميلادي وجدت مجموعة كبيرة من مدافن دولمينات في دايجو.

في القرن الخامس ميلادي تم ضم مدينة دايغو إلى مملكة شيلا، في القرن السابع ميلادي تعرضت مملكة شيلا للهزيمة على يد الممالك الثلاث الحاكمة في كوريا خلال تلك الفترة وقامت الصين التانغية بدعمها وتقديم المساعدة لها، قرر ملك شيلا نقل عاصمة إمبراطوريته من مدينة كيونغ جو إلى مدينة دايجو، لكنه وقام بعدة أساليب، إلا أنّه لم يتمكن ووجد عدد من العوائق التي حالت دون وصوله إلى ذلك القرار، في نهاية التسعينات حفر علماء الآثار أراضي شيلا وكان يوجد حصن محصن كبير في دونغ تشون دونغ، حيث أنّه يتكون من عدد من الخنادق وحواجز كبيرة.

قال علماء الآثار أنّ الحصن كان عبارة عن قاعدة عسكرية، كما يقول علماء الآثار أنّ تاريخ مملكة شيلا كبيرة كانت بدايته في القرن السادس ميلادي كانت متواجدة على أراضي سيجي، وفي عام 757 ميلادي تم تسمية مدينة دايغو بهذا الاسم، تم العثور على معظم آثار فترة شيلا في معبد دايجوو، كما يعد يعود تاريخ المدينة إلى مملكة شيلا، وفي عام 890 ميلادي وخلال فترة الممالك الثلاث تم بناء عدد من المعابد.

تشكيل مدينة دايغو

في البداية شكلت دايجو تحالف مع مملكة بيكجي، وفي عام 927 ميلادي أصبحت المناطق الشمالية من دايجو مركز معركة جبل غونغ والتي كانت بين قوات تايبينغ بقيادة وانغ جيون وتلك التابعة لبايكجي، تم تدمير القوات العسكرية التابعة للقائد العسكري تيبينغ قوات، هناك عدة أسماء وعدد من القصص والتي تكلمت عن مدينة دايغو، وفي عام 927 ميلادي قامت فيها أشهر وأكبر معركة كما قامت فيها عدد من المعارك الشرسة، تم حفظ الطبعة الأولى من الكتب التي تحدثت عن تاريخ مدينة دايغو الكورية وتم وضعه في معبد بوينسا، إلا أنّه في عام 1254 ميلادي تعرضت كوريا لغزوات المغول وتم تدمير الطبعة وسرقة المعبد.

كانت مدينة دايغو تقع في منتصف طريق يونغنام وذلك خلال قوعها تحت حكم مملكة جوسون، وكانت تربط بين مدينتي بوسان وسيول، وكانت في تلك الفترة عبارة عن وسيلة نقل بين المدن الكورية، في عام 1896 ميلادي أصبحت دايجو العاصمة الإدارية لمقاطعة سانج وكانت عاصمة مقاطعة جيونج سانج، خلال فترة حكم جوسون تم تأسيس سوق في دايجو، ومن أشهر تلك الأسواق سوق الأدوية الشعبية، وكان مركز لتجارة الأعشاب في مملكة جوسون، وكان التجار يأتون إليها من كافة دول العالم ونشطت بينها وبين اليابان التجار من اليابان.

في القرن التاسع عشر ميلادي بدأت كوريا بالانفتاح الخارجي، في عام 1895 ميلادي أصبحت مدينة دايغو من أوائل المدن التي تحتوي على المؤسسات التعليمية ومكاتب البريد، وبدأت اليابان بالسيطرة عليها للقيام بعملية الإصلاح، مع نهاية القرن التاسع عشر ميلادي قدم إلى دايغو عدد من التجار والعمال كان معظمهم من اليابان، وتم تأسيس سكة الحديد فيها والتي كانت تربط بين مدينتي سيول وبوسان، في عام 1905 ميلادي تم تدمير جدار القلعة القديم وبقي أجزاء من القلعة قائمة إلى وقتنا الحالي.

في عام 1898 ميلادي بدأت حركات الاستقلال الكورية تنشط في أراضي دايغو، تم تأسيس فرع لنادي الاستقلال في مدينة دايغو، في عام 1907 ميلادي بدأت الإمبراطورية المغولية في الانهيار، نظم المواطنون المحليون بقيادة سيو سانغ عدد من الحملات الوطنية؛ وذلك من أجل مساعدة الشعب على سداد ديونهم، وبدأت تلك الحركات الانتشار في جميع أراضي كوريا، إلا أنّ تلك الحملات لم تحقق النصر ولم يتمكنوا من سداد ديون عامة الشعب استمرت تلك الحركات حتى عام 1910 ميلادي وجرت عدد من الأنشطة لجمع الأموال والاستمرار في عملية السداد، في عام 1919 ميلادي قامت عدد من المظاهرات.

عرف عن نساء دايغو النشاط في السعي في عملية الاستقلال وعملن على قيادة عدد من الظاهرات والتمردات، كما قمن مجموعة من نساء دايغو بفتح المراكز التعليمية وساعدن في الحملة الوطنية لسداد الدين، قامت المؤسسات الحكومية الخاصة الموجودة في مدينة دايو بتأسيس عدد من المدارس والجامعات في دايغو، ومن أهمها مدرسة دايجو نورمال والتي كان يتم إدارتها من قِبل الحكومة الكورية وأصبحت فيما بعد كلية دايجو للمعلمين، وفي عام 1945 ميلادي تم تحويلها إلى جامعة كيونغ بك الوطنية.

تاريخ مدينة دايغو

في عام 1845 ميلادي وبعد نهاية الحكم الياباني في مدينة دايغو، أصبحت المدينة تعاني من الصراعات والمشاكل الداخلية، وكانت واقعة حينها تحت حكم حكومة أوسماجيك العسكرية قد جعلها ذلك في أنّ تكون مركز للصراعات وأثر ذلك على الوضع الاقتصادي والسياسي في كوريا، وفي عام 1946 قامت عدد من التمردات وكانت تلك التمردات أثناء الحكم الأمريكي العسكري فيها، وحاولت الشرطة في مدينة دايغو السيطرة على الوضع وقمعت عمليات التمرد؛ ممّا أدى إلى مقتل عدد كبير من المتظاهرين، في عام 1960 ميلادي تم إجراء الانتخابات التي تم وصفها بأنّها مزورة.

في عام 1948 ميلادي تعرضت مدينة دايغو لحرب العصابات، الأمر الذي دفع عدد كبير من سكانها التوجه إلى أراضي جولا وزادت تلك التمردات خلال الحرب الكورية دار صراع عنيف على نهر ناكدونغ، كانت مدينة دايغو قربية من مدينة بوسان وقد أدى ذلك إلى جعلها مكاناً لسيطرة الحكومة الكورية عليها ومكان لقيام الصراعات عليها، وانتشرت بعد ذلك الصراعات بين الأحزاب السياسية الكورية، وفي بداية القرن العشرين بدأت المدينة بالنمو بشكل كبير وملحوظ ومع نهاية الحرب الكورية زاد عدد السكان بشكل كبير فيها، تم تقسيم المدين سياسياً؛ وذلك بسبب الصراعات الداخلية التي كانت فيها.

تعد مدينة دايغو أحد المدن في كوريا الجنوبية والتي كانت تربط بعض المدن الكورية في بعضها البعض، وعند تأسيس مملكة شيلا تم ضمها إلى أراضي المملكة وخلال فترة جوسون كانت تشكل خط النقل الرئيسي في كوريا، وعند قيام الحرب الكورية تعرضت للكثير من المشاكل والصراعات.


شارك المقالة: