تعد مدينة كلكتا أحد المدن الهندية والتي تقع في الشرق من الأراضي الهندية وهي عاصمة ولاية البنغال وتتصف بوجود المراكز التجارية والإدارية فيها، وكما تتصف بالطرق العشوائية فيها والذي أدى ذلك إلى صعوبة عبور الأنهار إليها وقد أدى وجود المعابر المائية فيها إلى التأثير على طرقها.
مدينة كلكتا الهندية
تعاني مدينة كلكتا من نقص في المساكن، يعيش أكثر من نصف السكان في ملاجئ في منطقة كولكاتا في المدينة نفسها، وكانت مساكنهم عبارة عن أكواخ تتكون من غرف صغيرة غير مهواة وحاولت الحكومة الهندية العمل على تحسين مستوى المعيشة في المدينة، أما في مدينة كولكاتا الحديثة يوجد ناطحات السحاب والكتل متعددة الطوابق الطويلة، لقد تغير منظر المدينة بسرعة والتي كانت في السابق عبارة عن صف من المنازل الفخمة والفنادق والمتاجر في شمال ووسط كولكاتا، لا تزال المباني مرتفعة بشكل رئيسي من طابقين أو ثلاثة، في جنوب وجنوب وسط كولكاتا، أصبحت المباني السكنية متعددة الطوابق أكثر انتشاراً.
ينتشر التأثير الغربي في المباني المعمارية في مدينة كولكاتا، على الرغم من أن التأثيرات الهندية واضحة كذلك، كما تم بناء عدد من المراكز المهمة والتي كانت تتبع النظام الإنجليزي والبلجيكي في بنائها وأما في غرب وشرق المدينة فقد كانت معظم المباني على النظام الهندي، معظم سكان المدينة هم من الهندوس، أما المسلمون يشكلون أكبر أقلية، وهناك بعض المسيحيين والسيخ والجاين والبوذيين، تعد اللغة البنغالية هي اللغة السائدة في المدينة، كما يتم التحدث باللغة الأردية والأودية والتاميلية والبنجابية وعدد من اللغات.
تعد مدينة كولكاتا بأنّها مدينة عالمية وتشمل المجموعات الموجودة مجموعة مختلفة من الشعوب من أماكن أخرى في آسيا والذين قدموا من أستراليا وأوروبا والصين وبنغلادش، خلال فترة الثاني حكم البربري تم فصل مدينة كولكاتا وكان الشعب الأوروبي يقيم في وسط المدينة والهنود يقيمون في الشمال والجنوب، استمر نمط الفصل العنصري في المدينة الحديثة، على الرغم من أنّ التوزيع يعتمد الآن على معايير دينية ولغوية وتعليمية واقتصادية.
تتصف المدينة بالكثافة السكانية، وقد وصل الاكتظاظ إلى نسب كبيرة في مناطق عديدة من المدينة، بدأت مدينة كولكاتا تشهد معدل نمو سكاني مرتفع لأكثر من قرن، في عام 1947 ميلادي تم تقسيم البنغال وقامن حرب البنغلادش وأدى ذلك إلى زيادة عدد المهاجرين إلى مدينة كولكاتا، كما قدم إليها عدد كبير من السكان من عدة ولايات.
تاريخ مدينة كلكتا القديم
تعد مدينة كولكاتا من أهم المراكز الاقتصادية المهمة في الهند متجذرة في صناعاتها الكثيرة وأنشطتها التجارية ودورها في المنطقة، كما أنّها مركز مهم للطباعة والنشر ونقل الصحف، بالإضافة إلى مراكز الترفيه والتسلية، من بين منتجات المناطق البعيدة في كولكاتا يوجد الفحم والحديد والمنغنيز والبترول والشاي، بقيت البطالة مشكلة مستمرة منذ بداية القرن الماضي، تعد مدينة كولكاتا هي مركز صناعة معالجة الجوت الكبيرة في الهند، في بداية القرن التاسع عشر ميلادي تم تأسيس صناعة الجوت وتنتشر المطاحن في شمال وجنوب وسط المدينة على ضفتي نهر هوغلي.
تعد الهندسة الصناعية الأخرى في المدينة، كما يوجد مصانع في المدن والتي تقوم بتوزيع مجموعة من السلع الاستهلاكية ومن بينها المواد الغذائية والمشروبات والتبغ والمنسوجات، المصنوعات الخفيفة والكيماويات، في عام 1947 ميلادي وعند بداية استقلال الهند بدأت الصناعة في كولكاتا تتراجع، كانت العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذا التدهور هي فقدان الجزء الشرقي من البنغال عند الاستقلال والانخفاض العام في الإنتاجية الصناعية ونقص التنوع الصناعي في المدينة.
تم ذكر اسم مدينة كالكوتا في إبحارات الإمبراطور المغولي أكبر في عام 1556 ميلادي وفي عام 1495 ميلادي وقعت تحت حكم البنغال وفي عام 1690 ميلادي وقعت تحت حكم بريطانيا، كان إمبراطور الشارلوك قد شارك في صراعات ضد حكام الإمبراطورية المغولية وغادر المدينة بعد ذلك، وبعد ذلك حاول أنّ يثبت تواجده في أماكن أخرى أسفل النهر، لم يرغب الحكام المغول في خسارة ما كسبوه من تجارة الشركة الإنجليزية، أصدروا أوامر بالسماح إلى لشارلوك بالعودة من جديد، وقام باختيار مدينة كلكتا مركز لعملياته، وخلال تلك الصراعات شارك الهنود فيها.
تاريخ مدينة كلكتا الحديث
مع بداية عام 1696 ميلادي قام تمرد في منطقة بردوان القريبة، وأصبحت إدارة مقاطعة موغال تحت حكم المستوطنة الجديدة، تم منح موظفي الشركة الذين طلبوا الإذن بتحصين مركزهم التجاري، وتم بناء مستوطنات من الطوب والطين، وقام الإنجليز بعد ذلك ببناء مستوطنات خاصة بهم في المدينة، في عام 1717 ميلادي قام الإمبراطور المغولي فاروق سيار بمنح شركة الهند الشرقية حرية التجارة مقابل دفع الضريبة، وقد ساعد ذلك بشكل كبير في نمو مدينة كلكتا، قدم عدد كبير من التجار الهنود إلى المدينة بعد ذلك، وكان موظفين الشركة يحصلون على التجارة دون دفع الضريبة.
في عام 1742 ميلادي بدأ المراثا التوجه إلى الجنوب الغربي وقامت غارات ضد المغول في المقاطعات الغربية من البنغال، حصل الإنجليز بعد ذلك على إذن من آل فاردين خان لحفر حصن في الجزء الشمالي والشرقي من المدينة لتشكيل خندق على جانب الأرض، وكان يسمى باسم خندق المراثا، وكان يشكل الحدود الشرقية للمدينة، في عام 1756 ميلادي سيطر خليفة نواب سراج الدولة على الحصن وقام بنهب المدينة، وتم سجن عدد من الأوروبيين في سجن صغير كان يسمى باسم الثقب الأسود في كلكتا ومات الكثير خلال تلك الفترة.
تمكن أحد القادة البريطانيين القائد روبرت كلايف من استرجاع مدينة كلكتا، في عام 1757 ميلادي سيطرت بريطانيا على البنغال، في عام 1772 ميلادي أصبحت مدينة كلكتا عاصمة الهند البريطانية، حيث قام الحاكم العام الأول بنقل جميع المكاتب المهمة إلى المدينة من مرشد أباد إلى عاصمة موغال الإقليمية، في عام 1773 ميلادي أصبحت مدينة بومباي تابعة للحكومة في فورت ويليام، بدأت محكمة عليا تدير القانون الإنجليزي في ممارسة الولاية القضائية الأصلية على المدينة حتى خندق ماراثا.
في عام 1706 ميلادي أصبح سكان مدينة كلكتا يزداد بشكل كبير، وفي عام 1752 ميلادي زاد سكانها الضعف، في عام 1821 ميلادي قامت بريطانيا بنقل قواعدها العسكرية إلى المدينة وقاموا ببناء القصور البريطانية الخاصة بهم، بالإضافة إلى مجموعة من المباني البريطانية والهندية والتي تشير إلى الطبقات التي كان يعيش فيها المجتمع في تلك الفترة، وعلى الرغم من الحكم البريطاني فيها، إلا أنّه كان معروف عنها بأنّها كانت مدينة مدمرة من حيث البنية التحتية ويعاني سكانها من الفقر، وقد تعرضت للكثير من الدمار؛ وذلك بسبب الأعاصير الكثيرة التي كانت تتعرض لها.
تعد مدينة كلكتا من أقدم المدن الهندية ووهي عاصمة ولاية البنغال وتتصف بوجود المراكز التجارية فيها، وكما تتصف بالطرق العشوائية فيها وأدى ذلك إلى صعوبة العيش فيها ووجود كثافة سكانية مع عدم وجود مساكن كافية لسكانها.