تاريخ مدينة هوهوت الصينية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة هوهوت بأنّها عاصمة منغوليا الداخلية الموجودة في الأراضي الشمالية من الصين وكانت تشكل مركز إداري وثقافي فيها وتتكون المدينة من أربعة مناطق حضرية، ويعني اسمها المدينة الزرقاء، حيث يعني اللون الأزرق، ويوجد فيها جامعة منغوليا الداخلية التي تعد أكبر جامعة في المنطقة.

مدينة هوهوت الصينية

في القدم كانت مدينة هوهوت تقع بين جبال يين وسور الصين العظيم وكانت تحت حكم سلالة شانغ الصينية، وكان معها مجموعة من المدن الصينية والتي كانت تقع في أراضي منغوليا الداخلية، وخلال حكم الملك ولينغ في زهاو قام بتأسيس عدة حملات عسكري ضد شعوب لوفان ولينهو وعندما سيطرت سلالة هان وتشين على الحكم سيطروا على المناطق الحدودية في أراضي شيونغ نو وأراضي هان، وعند بداية حكم سلالة هان تعرضت المدينة للكثير من الغزوات، وعندما تولى الإمبراطور وو الحكم أصبحت مدينة هوهوت قاعدة لتدريب القوات العسكرية في الحروب التي خاضتها سلالة هان ضد سلالة تشينغ.

في عام 127 قبل الميلاد قام الجنرال العسكري وي تشينغ مجمعة كبيرة من القوات العسكرية وكان معظمهم من الفرسان وقام بغزو أراضي أوردس وأراضي هيتاو وتمكن خلال عملية الغزو تلك من السيطرة على عدد من المقاطعات وقد أدى ذلك إلى زيادة عدد السكان في المدينة، عندما تولت سلالة هان الشرقية الحكم قامت بإلغاء ثلاثة مقاطعات وأضافت ثلاثة مقاطعات جديدة، في عام 140 ميلادي زاد عدد الأسر المالكة في المنطقة، ومع نهاية حكم سلالة هان قل عدد سكان المدينة، حيث هاجر عدد كبير من سكانها؛ وذلك بسبب غزو قبائل البدو الشمالية على المدينة وأدى ذلك إلى انهيار الحكم في المنطقة.

تاريخ هوهوت القديم

في عام 386 ميلادي قام قائد قبيلة توبا بتغير تأسيس إمبراطورية داي وتم اختيار مدينة شنغن عاصمة لها، وتعرضت الأراضي الشمالية الصينية بعد ذلك إلى الغزو وتم فيما بعد تقسيم مملكة يان إلى قسمين وفي عام 431 ميلادي وقعت مملكة شيا تحت حكم الإمبراطور ليانغ ويان وفي عام 384 ميلادي سيطر على إمبراطورية تشين اللاحقة، في عام 1557 ميلادي قام القادة المغول ببناء معبد في سهول تيمود، وكانوا يسعون من خلال ذلك إقناع حكومة مينغ الخضوع لحكم قبائل المغول الجنوبية.

كانت المدينة التي تم بناء المعبد فيها تسمى باسم البلدة الزرقاء، حاول المغول الوصول إلى المحاصيل الزراعية والقطن، إلا أنّ سلالة مينغ منعت المغول الوصول إلى الأراضي الصينية ودارت صراعات في المنطقة بين سلالة مينغ والمغول في الحدود الصينية، في عام 1570 ميلادي جرت مفاوضات بين الطرفين لوقف الحصار على المدينة إقامة معاهدة ودية بين الطرفين، في عام 1575 ميلادي زاد عدد سكان المنطقة؛ وذلك بسبب النمو الحضاري في المنطقة، في بداية القرن السادس عشر ميلادي شجع أمراء المغول على إقامة التجار الصينيين في مملكة هان، قام الجيش المغولي بالهجوم على أراضي غويو ودمروا المدينة بشكل كامل.

في عام 1631 ميلادي عادت القوات العسكرية المغولية من جديد وغزت المدينة من جديد كانت الجيش المغولي حينها بقيادة ليجان خان وعندما سيطروا عليها قاموا ببناء الحصون والقلاع، في عام 1579 ميلادي حولوا المدينة إلى منطقة زراعية وزرعوا فيها معظم المحاصيل الزراعية، كما قاموا ببناء المساجد، في عام 1644 ميلادي قام المانشو بتأسيس سلالة تشينغ وفي عام 1661 ميلادي قام الإمبراطور كانغشي بإرسال قواته العسكرية للسيطرة على المدينة، حيث أنّها كانت ذات اهمية كبيرة بالنسبة لسلالة تشينغ؛ وذلك بسبب وجود معبد لتعليم البوذية فيها.

تم تأسيس مدينة سيون في الجزء الشمالي الشرقي من الصين والتي كان يتم من خلالها الدفاع عن المناطق الجنوبية الغربية من منغوليا الداخلية من الهجمات المغولية، وفي عام 1735 ميلادي قامت سلالة تشينغ بدمج عدد من المقاطعات الصينية، وقام المبشرون الفرنسيون في عام 1874 ميلادي ببناء كنيسة كاثوليكية في المدينة، وفي عام 1899 ميلادي قام تمرد بوكسر في المدينة ضد الوجود الأجنبي، الأمر الذي أجبر المسيحيين الهروب إلى مدينة بكين.

تاريخ مدينة هوهيهوت الحديث

في عام 1913 ميلادي بدأت الحكومة الصينية في عملية دمج عدد من المقاطعات الموجودة في الجزء الشمالي من أراضيها وكانت تربط تلك المدن بواسطة السكك الحديدية والتي بنتها على طول المقاطعات الصينية، في عام 1917 ميلادي انتشر مرض الطاعون في الصين أدى إلى موت عدد كبير من الشعب الصيني وقد كان لانتشار مرض الطاعون دور مقاطع جيسوس مع مقاطع شانشي، كما ساعد في ارتفاع الاقتصاد في بكين وتم ربط مقاطعة شينجيانغ الموجودة غرب الصين وباقي المقاطعات الصينية وحاولت الجمهورية الصينية تقوي الاقتصاد في تلك المقاطعات.

قامت اليابان أثناء غزوها للصين بالسيطرة على مدينة هوهيهوت وسيطرت على السكك الحديدة فيها وكما  قامت بالسيطرة على القواعد التجارة الموجود في المدينة، حاولت الصين استرجاع المدينة، إلا أنّها لم تتمكن من استرجاعها إلا عندما تم هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية وتم في عام 1945 ميلادي إخراج جميع القوات العسكرية اليابانية من أراضي هوهوت، وقامت الصين بتغير اسم المدينة بعد ذلك والتي وقعت تحت سيطرت الحزب الشيوعي ومنعوا دخول رئيس الجمهوري إليها، قامت بعد ذلك الحرب الأهلية الصينية وتمكنت الحكومة الصينية من استرجاع المدينة تحت حكمها في عام 1949 ميلادي.

عند قيام الحرب الأهلية الصينية حاول الحزب الشيوعي الحصول على دعم المغول في حربهم ضد الحكومة الصينية، قام الشيوعيون بعد ذلك بتأسيس منطقة منغوليا الداخلية وكانت المنطقة متمتعة بالحكم الذاتي، وتمكن المغول من ضم عدد من المقاطعات إلى الحكم الشيوعي واختاروا مدينة كيوسي مركز إداري لإدارة حكمهم في المنطقة، في عام 1954 ميلادي تم تأسيس جمهوري الصين الشعبية وقامت الحكومة الصينية بتغير اسم مدينة كيوسي إلى هوهيهوت، بدأت بعد ذلك عملية الإصلاح الاقتصادي والسياسي في الصين وحالت الحكومة الصينية إعادة تأسيس قوة اقتصادية في جميع مدينة.

أثناء عملية الإصلاح الاقتصادي التي قامت بها الحكومة الصينية بدأت مدينة هوهيهوت بالتطور والنمو الاقتصادي الكبير وتم بناء عدد من المراكز الاقتصادية والإدارية فيها وأصبحت منطقة تتمتع بالحكم الذاتي واشتهرت بوجود الشركات العالمية.

تعد مدين هوهيهوت احد المدن الصينية الواقعة في أراضي منغوليا الداخلية ويعود تاريخها إلى القرون ما قبل الميلاد وتولت سلالة تشينغ الحكم فيها وقامت ببناء المعابد البوذية وقد ساعد ذلك المدينة على وجود أكبر عدد من المعابد البوذية ومن ثم تعرضت إلى الغزو المغولي والذين قاموا أثناء فترة حكمهم ببناء المساجد، وأثناء قيام الحرب العالمية الثانية تعرضت المدينة إلى الاستعمار الياباني، وخرجت اليابان منها بعج الهزيم وعادت الحكومة اليابانية عملية إصلاحها من جديد.


شارك المقالة: